اجتمع مسؤولون من الصين والولايات المتحدة؛ لبحث سبل مكافحة تغير المناخ، خلال أحدث اجتماعات لبحث الظاهرة التي تهدد الحياة على الأرض.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، انتهت المفاوضات بين ممثلي أكبر مطلقي انبعاثات غازات الدفيئة، باعتزام التعاون حول خفض استعمال الفحم وتعزيز نشر مصادر الطاقة المتجددة.

والتقى مبعوث المناخ الصيني ليو تشن مين، في واشنطن، نظيره الأميركي جون بوديستا؛ لإجراء جولة مباحثات قصيرة هي الأولى رسميًا بينهما منذ توليهما منصبيهما في يناير/كانون الثاني.

يأتي ذلك خلال وقت تتصاعد فيه حدة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم بالتجارة والطاقة والأمن القومي وأخرى، كان آخرها توقعات بزيادة الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية 100%.

محادثات تغير المناخ

وصف كبير مستشاري الرئيس الأميركي لسياسة المناخ الدولية جون بوديستا المحادثات مع مبعوث المناخ الصيني شيه تشن هوا بأنها متعمقة وموضوعية.

وقال إن الجانبين بحثا مجموعة من القضايا، وعقدا جلسات فنية حول معالجة انبعاثات غاز الميثان وتحول الطاقة والعمل الوطني لمكافحة تغير المناخ.

وقال بوديستا: “علينا السيطرة على مشكلة المناخ ولا توجد دولًا أهم من الولايات المتحدة والصين لقيادة الطريق”، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

كبير مستشاري الرئيس لسياسة المناخ الدولية جون بوديستا- الصورة من وكالة الأنباء الفرنسية

وأضاف: “حتى مع تزايد اتسام علاقتنا الشاملة بين بلدينا بالمنافسة الشرسة، لدينا التزام تجاه مواطنينا وشعوب العالم بالتوصل والتعاون حيثما أمكننا ذلك لحل أزمة المناخ”.

شملت المحادثات التي استمرت على مدار يومين عشاء للضيف الصيني مساء يوم الأربعاء (8 مايو/آيار) داخل منزل بوديستا.

وتطرقت المحادثات إلى فائض القدرات في الاقتصاد الصيني وخاصة صناعة الصلب واستمرار توسع بكين في بناء محطات الكهرباء العاملة بالفحم.

وقال مسؤول مطلع على المحادثات إن الجانب الأميركي أكد مجددًا أن إغراق الأسواق العالمية بمنتجات الطاقة النظيفة الرخيصة بصورة مصطنعة يقوض قدرات التصنيع في البلدان الأخرى ويزيد من تركيز سلاسل التوريد في الصين ويهدد الوظائف عالية الأحور في الولايات المتحدة وخارجها.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن المباحثات شملت التزامًا مشتركًا بتعزيز التعاون المشترك وبناء القدرات لقياس انبعاثات غاز الميثان والحد منه من أجل تحقيق تخفيضت كبيرة خلال العقد الجاري.

كما رحبت الصين والولايات المتحدة بالالتزام المشترك الذي توصل إليه الدول المشاركة في مؤتمر المناخ كوب 28 الذي عُقد في دبي بالإمارات بشأن ضمان ان تكون الجولة المقبلة من تعهدات خفض الانبعاثات على مستوى الاقتصاد ككل وتشمل غازات الاحتباس الحراري كافة وأن تتماشى مع الإجراءات الضرورية لمنع درجة حرارة الأرض من تجاوز 1.5 درجة مئوية.

نتائج غير ملموسة

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الاجتماع المشترك في واشنطن استهدف تسريع اتخاذ خطوات مناخية ملموسة خلال العقد الجاري والموضوعات المنصوص عليها في بيان “صني لاندز” ومنها تحول الطاقة وانبعاثات الميثان وغير الكربونية والاقتصاد الدائري وكفاءة الموارد والمقاطعات والولايات والمدن منخفضة الكربون والمستدامة ومكافحة إزالة الغابات.

وبدوره، قال رئيس الوفد الصيني ليو تشن مين إن الصين تهدف من الاجتماع إلى توسيع نطاق التعاون حول قضايا الطاقة والاقتصاد الدائري وخفض انبعاثات غازات الدفيئة خارج إطار ثاني أكسيد الكربون.

وبحسب ليو: “تعني الأرضية المشتركة أن كلًا من الولايات المتحدة والصين ترغبان بالاستمرار في قيادة هذه العملية العالمية لمكافحة تغير المناخ”.

مبعوث المناخ الصيني ليو تشن مين
مبعوث المناخ الصيني ليو تشن مين- صورة من منصة “نيو فيجن”

وتابع: “علينا التعاون بأكبر قدر ممكن، كما تحتاج البلدان لاحترام بعضهما البعض في كل القضايا”، بحسب تقرير منفصل نشرته وكالة بلومبرغ واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبها، قللت منظمة غرينبيس المعنية بالمناخ (Greenpeace) من مخرجات الاجتماع الصيني الأميركي.

وقال مستشار السياسة العالمية لغرينبيس شرق آسيا ياو تشه إن ليو وبوديستا اجتمعا على مساحة ضيقة من الأرضية المشتركة.

وفيما قال ممثل غرينبيس إن اللقاء كشف أن المبعوثين لم ينظرا للفرصة باستخفاف وأبديا وعيًا بمهمتهما الثقيلة، أكد إن الاجتماع لم يُثمر عن تحقيق نتائج ملموسة، لافتًا إلى حاجة البلدين إلى تقديم خطط مناخية جديدة في البلدين لعامي 2030 و2035.

كما حذر من المنافسة بين الولايات المتحدة والصين قائلًا: “مع تزايد التشابك بين محادثات التجارة والمناخ، يواجه التعاون المناخي مخاطر أكبر لأن يصبح ضحية في معركة التنافس الصناعي”.

زيادة الرسوم الجمركية

تأتي محادثات تغير المناخ في وقت قدمت شركات أميركية شكاوى تجارية، طالبة من إدارة بايدن فرض عقوبات على مكونات المصانع الصينية في 4 دول بجنوب شرق آسيا بسبب المنافسة غير العادلة.

وبدوره، حذر مبعوث المناخ الصينية من إجراءات الحماية التجارية الأميركية، وقال في خطاب ألقاه في الصين خلال شهر أبريل/نيسان (2024) إنها “وسعت فجوة إدارة تغير المناخ”.

ولفت إلى أن فرض قيود على واردات الطاقة الشمسية الصينية والتقنيات الأخرى “سيزيد من التكاليف العالمية للتحول إلى الطاقة النظيفة”.

يأتي هذا في وقت حذرت تقارير من أن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية جديدة وأكبر تستهدف الصناعات الرئيسة ومنها السيارات الكهربائية والخلايا الشمسية.

وسيُعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في الأسبوع المقبل زيادة حادة في الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية من 27.5% إلى 100% تقريبًا، وكذلك على مجموعة من السلع المرتبطة باقتصاد الطاقة الجديد ومنها المعادن الأرضية النادرة.

يأتي ذلك بعد مراجعة المادة 301 التي أقرها الرئيس السابق دونالد ترمب في عام 2018.

كان جو بايدن قد قال خلال زيارة إلى بنسلفانيا في أبريل/نيسان إنه رغب في أن يضاعف مكتب الممثل التجاري الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم الصينية 3 مرات.

كانت وزيرة الخزانة جانيت يلين قد حذرت في وقت سابق من أن فائض قدرات الإنتاج والصادرات القياسية للصين تشوه الاقتصاد العالمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.