تسبّب ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن ظاهرة تغير المناخ في اندلاع حرائق هائلة بأنحاء مختلفة من تركيا منذ مطلع أشهر فصل الصيف شديد الحرارة (2024).

وبحسب تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، اندلع حريق بإحدى الغابات في مقاطعة إزمير غربي البلاد، كما شبّت حرائق أخرى في الشمال وفي الشمال الغربي.

والتهمت الحرائق مساحات شاسعة من الأراضي، وقررت السلطات إجلاء السكان للحفاظ على الأرواح، وإلى الآن لم يُعلن سقوط جرحى أو قتلى.

وتعرّف الأمم المتحدة تغير المناخ بكونه تحولات طويلة الأجل في أنماط الطقس ودرجات الحرارة سواء لأسباب طبيعية أو ناجمة عن التدخل البشري بما ينتج عنها ارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.

حرائق الغابات في تركيا

امتدت النيران إلى النصب التذكاري لشهداء معركة جناق قلعة أو جاليبولي التي راح ضحيتها مئات الآلاف خلال الحرب العالمية الأولى.

آثار الحريق في موقع النصب التذكاري لشهداء معركة جناق قلعة – الصورة من وكالة أسوشيتد برس

وفي إزمير، تسبّبت الرياح العاتية في اندلاع حريق بمنطقة كارسياكا؛ لأسباب مجهولة، في وقت متأخر من يوم الخميس.

وابتلعت النيران مساحات شاسعة من الأراضي وتصاعدت ألسنة الدخان في سماء المدينة ونُقلت الحيوانات الضالة من الملاجئ، واستُدعي رجال الإطفاء ممن كانوا خارج أوقات العمل للمساعدة.

وبعدما اقتربت النيران من المناطق المأهولة بالسكان، أعلن محافظ إزمير سليمان إلبان، إجلاء سكان إحدى القرى، واحتراق بعض المنازل، وفق وكالة رويترز.

ولإخماد النيران المستمرة، استعملت قوات الإطفاء الطائرات والمروحيات بالإضافة لمركبات أخرى، كما واجهت الفرق صعوبات بسبب دنو مواقع الحرائق من المناطق السكنية وسرعة الرياح التي وصلت إلى 80 كيلومترًا في الساعة.

كما أُخلِي العديد من الأحياء والقرى بمقاطعتي كاناكالي وبولو في شمال غربي تركيا بوصفه إجراءً احترازيًا.

رجال الإطفاء أثناء محاولة إخماد حريق إحدى غابات تركيا
رجال الإطفاء في أثناء محاولة إخماد حريق إحدى غابات تركيا – الصورة من “cgtn”

وكشف وزير الزراعة والغابات إبراهيم يومقلي، يوم السبت 16 أغسطس/آب 2023، عن إخماد الحرائق في مقاطعتي كاناكالي ومانيسا، كما كانت الجهود جارية لإخماد حرائق بولو.

مخاطر متزايدة

في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على منصة “إكس”، طالب وزير البيئة مراد قوروم، المواطنين بتوخي الحذر بعدما سجلت درجات الحرارة في يوليو/تموز (2024) أعلى مستوى لها في 53 عامًا.

كما حذّر وزير الزراعة إبراهيم يومقلي من ارتفاع نسبة تعرض تركيا لمخاطر حرائق الغابات خلال الأيام المقبلة بسبب مزيج ارتفاع الحرارة وانخفاض الرطوبة والرياح القوية، قائلًا إن قدرات الإطفاء محدودة وإن نجاح الجهود ليس ممكنًا دون دعم المواطنين.

ولذلك حذّرت الإدارة العامة للغابات المواطنين بعدم إشعال النيران خارج المنازل خلال الأيام الـ10 المقبلة بسبب تزايد مخاطر اندلاع حرائق الغابات بنسبة 70%، وفق وكالة أسوشيتد برس الأميركية (Associated Press).

وخلال شهر يونيو/حزيران 2024، التهمت الحرائق مناطق بجنوب شرق تركيا، لتُسقط 11 قتيلًا وعشرات الجرحى.

وأخلت السلطات مستشفى وعشرات المنازل ببلدة كيمر في محافظة أنطاليا، كما كانت جهود قوات الإطفاء مستمرة على مدار أيام باستعمال 10 طائرات و22 مروحية ومئات العاملين.

الأمن الغذائي في خطر

في ترجمة لمخاوف تأثير تغير المناخ بقطاع الزراعة، أعلنت ولاية أضنة عدم توافر مياه الري اللازمة لزراعة محاصيل البطاطس والصويا والبصل والصويا وخضراوات أخرى في الخريف المقبل (2024).

وأخطرت السلطات سكان 12 قرية بألا يوجد سوى 357.31 هيكتومتر مكعبًا من المياه في سد سيحان؛ ما سيكون كافيًا لري محاصيل؛ منها الحمضيات والفواكه فحسب.

كما يتأثر بالأزمة مزارعو 102 قرية أخرى، وسهول تشوكوروفا الخصبة المشهورة بزراعة الذرة والقطن، وفق تقرير لمنصة “أربيان غلف بيزنس إنسايت” (agbi).

يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الزراعة الأميركية من انخفاض إنتاج تركيا من القمح بنسبة 11% على أساس سنوي إلى 18.75 مليون طن جراء الجفاف.

كما ارتفعت أسعار الفواكه والخضراوات وإنتاج الحبوب بسبب شح المعروض جراء تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.