استوردت مصر شحنتي غاز مسال خلال الشهرين الماضيين عن طريق الأردن، إذ تواجه القاهرة أزمة في الإمدادات المحلية، مع تراجع الإنتاج مقابل زيادة الاستهلاك من قطاع الكهرباء، الأمر الذي دفع الحكومة إلى الاستمرار في تخفيف الأحمال حتى نهاية العام الجاري.
ووفق بيانات حصرية حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استوردت مصر عبر الأردن نحو 68 ألف طن من الغاز المسال خلال أبريل/نيسان 2024، إلى جانب 141 ألف طن في مايو/أيار الماضي، وهذه هي أولى الكميات التي استوردتها مصر في 2024.
وكانت مصر قد أعلنت التوقف عن تصدير أيّ شحنة غاز مسال بدايةً من مايو/أيار المنصرم، والتحول إلى استيراده لتلبية الطلب المتزايد على الوقود محليًا في توليد الكهرباء، عبر استئجار وحدة إعادة تغويز (تحويل الغاز المسال إلى صورته الطبيعية) وتخزين سفينة عائمة من أستراليا ستبدأ مهامها في يونيو/حزيران 2024 حتى إلى فبراير/شباط 2025.
وحتى تصل سفينة إعادة التغويز التابعة لشركة هوج غاليون الأسترالية (Hoegh Galleon)، لجأت مصر إلى استيراد شحنتي غاز مسال عبر الأردن، وفقًا للاتفاق المبرم بين البلدين على الاستعمال المشترك لسفينة التغويز بميناء الشيخ صباح الأحمد الصباح في مدينة العقبة الأردنية.
واردات مصر من الغاز المسال في 2024
تسلم الأردن شحنتي غاز مسال لصالح مصر، وتم تفريغهما في وحدة إعادة التغويز والتخزين العائمة، الأولى بتاريخ 13 أبريل/نيسان 2024، والثانية يوم 16 مايو/أيار 2024، وفق تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة على لسان الناطق الإعلامي باسم وزارة الطاقة الأردنية ليندا النعيمات.
ويأتي ذلك بناءً على اتفاقية موقعة بين شركة الكهرباء الوطنية الأردنية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيجاس (EGAS)، تتضمّن الاستغلال المشترك لوحدة الغاز المسال العائمة (Solar Eskimo) بداية من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى نهاية العقد الأردني المبرم مع شركة جولار للغاز المسال (GLNG) في يونيو/حزيران 2025.
ويتيح الاتفاق -أيضًا- إمكان استغلال مصر لسفينة الغاز المسال في العقبة للتصدير حال حاجة القاهرة إلى ذلك، حسب تصريحات ليندا النعيمات إلى منصة الطاقة.
ولم يتضح حتى الآن هل تسلمت مصر هذه الكميات المُخزنة حاليًا في السفينة العائمة بالأردن أم لا، إذ أرسلت منصة الطاقة طلبًا إلى المتحدث باسم وزارة البترول المصرية للتعليق، لكن لم نتلق ردًا.
ومن شأن تسلم مصر هذه الكميات البالغ إجماليها 209 آلاف طن أن يكون أول استيراد لغاز مسال من جانب القاهرة في 2024، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة اعتمادًا على شركة تحليل بيانات الشحن (كبلر).
هل توقفت مصر عن تصدير الغاز الطبيعي إلى الأردن؟
رغم أزمة الغاز المحلية، أكدت وزارة الطاقة الأردنية أن مصر لم تتوقف عن تصدير الغاز الطبيعي إلى الأردن، وهناك كميات ما تزال يتسلمها الأخير حتى الآن.
تقول الناطقة الإعلامية باسم الوزارة ليندا النعيمات، في تصريحات إلى منصة الطاقة: “في حال تراجع أو توقف الكميات المصدرة من مصر إلى الأردن، ينص الاتفاق المبرم بين البلدين على تسلم جزء من هذه الكميات على شكل غاز مسال في السفينة العائمة في العقبة”.
ويُجرى خفض كميات الغاز المسال التي تسلمها الأردن من الكمية التعويضية المتفق عليها مع مصر التي تُقدر بشحنتيْن من الغاز المسال (مع فواقد الإسالة)، أي بعد تحويلهما إلى غاز طبيعي.
وبناءً على ذلك، فإن السحب من الشحنتيْن الحاليتيْن من الغاز المسال التي تسلمها الأردن بعد التغويز يتوقف على ما إذا كانت مصر تحتاج إلى أي كمية منها، فسيُجرى ضخها في الأنبوب المشترك، أو رغبة الأردن في التعويض عن كمية معينة لم تصل إليه من مصر، وذلك وفقًا للأسعار المتفق عليها بين الجانبين.
أزمة الغاز تضغط على مصر
تزداد حدة أزمة الغاز في مصر مع استمرار تراجع الإنتاج المحلي مقابل ارتفاع الطلب من جانب قطاع الكهرباء، ما دفع الحكومة إلى الاستمرار في سياسة تخفيف الأحمال.
وانخفض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي بنحو 7.67 مليار متر مكعب، ليصل إلى 59.28 مليار متر مكعب، مقابل 66.96 مليار متر مكعب في عام 2022، كما وصل تراجعه في الأشهر الأولى من عام 2024.
وبلغ إجمالي إنتاج الغاز في مصر 13.429 مليار متر مكعب خلال أول 3 أشهر من العام الجاري، مقابل 15.537 مليار متر مكعب في المدة نفسها من 2023، وفق بيانات مبادرة (جودي).
ويستعرض الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج مصر من الغاز شهريًا منذ يناير/كانون الثاني 2022 وحتى مارس/آذار 2024:
وأثر تراجع الإنتاج في صادرات مصر من الغاز المسال التي هبطت إلى 0.532 مليون طن في أول 5 أشهر من 2024، مقابل 2.73 مليون طن في المدة المقارنة من العام الماضي، مع الوضع في الحسبان أن القاهرة لم تصدّر أي غاز مسال في الشهر الماضي، وفق القرار المعلن بذلك على الأقل حتى نهاية فصل الصيف، كما يرصد الرسم التالي:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..