اكتسبت ظاهرة تسرب الميثان من منصة حفر بحرية تابعة لشركة بيمكس (Pemex) المكسيكية بُعدًا دوليًا، بعدما رصدت هيئة تابعة للأمم المتحدة انبعاثات للغاز من المنصة نهاية العام الماضي 2023.
ويبدو أن ظاهرة التسرب تُعد متكررة بالنسبة إلى المنصة، إذ لم يقتصر الأمر على الانبعاثات المرصودة دوليًا في ديسمبر/كانون الأول 2023، لكن تقارير صحفية -تابعتها منصة الطاقة المتخصصة- أكدت تسبب المنصة في إطلاق انبعاثات للغاز الضار على مدار الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي.
ويُشار إلى أن الميثان ينطلق إلى الغلاف الجوي خلال عمليات حرق الغاز الطبيعي، ويسبب ضررًا يفاقم الاحتباس الحراري إلى حد يفوق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
رصد دولي
كان تسرب الميثان من منصة الحفر، المملوكة لشركة بيمكس المكسيكية، حاضرًا بقوة في تقرير المرصد الدولي لانبعاثات الميثان التابع لبرنامج هيئة الأمم المتحدة المعني بشؤون البيئة.
وأورد التقرير -الذي يتضمن بيانات حديثة- أنه في يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، أطلقت منصة الحفر البحرية غازات الميثان في خليج المكسيك، لافتًا إلى أن المنصة المسؤولة عن التسرب تواجه مشكلات فنية.
وقبيل تقرير البرنامج التابع للأمم المتحدة، أُشير إلى أن تسرب الغاز من منصة زاب- سي (Zaap- C) تكرر على مدار 25 يومًا، خلال المدة بين شهر يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، حسب ما كشفته رويترز نقلًا عن مستندات ووثائق.
ويبدو أن شركة بيمكس كانت تدرك مواضع الخلل التي يتعذر إصلاحها في المنصة البحرية، بالإضافة إلى تضرر في البنية التحتية منذ يونيو/حزيران الماضي.
لماذا يحدث التسرب؟
يحدث تسرب الميثان من منصة بيمكس البحرية، إثر تعطل في مكونات ومعدات رئيسة أثر في شعلة المنصة، ويُطلق انبعاثات الغاز في الغلاف الجوي بدلًا من إعادة ضخه في الحقل أو الاستفادة منه بصور أخرى.
واعترفت الشركة، في تقييم أجرته مطلع العام الجاري، بوجود قصور في معدات المنصة، إذ هناك ضرورة مُلحّة لتركيب ضاغطين جديدين مزودين بتوربينات تسمح بإعادة ضخ الغاز في الحقل.
وبالإضافة إلى ذلك، أرجأت شركة بيمكس عملية صيانة ضرورية للمنصة لأشهر عدة، ما ترتب عليه أيضًا تسرب الغاز إلى الغلاف الجوي.
وأخذت الشركة على عاتقها، في وقت سابق، نفي تورطها في تسرب الميثان من المنصة، وسط مطالبات من مهندسيها بالعمل على إصلاح المعدات والمكونات المتضررة والالتزام بالصيانة والإصلاحات.
وجدير بالذكر أن التقارير الصحفية التي رصدت عيوب المكونات وإهمال الصيانة خلال العام الماضي، لحق بها تقرير بيمكس بعد ما يزيد على 6 أشهر دون محاولة إصلاح الأضرار خلال هذه المدة.
ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تدرج نسب غاز الميثان في الغلاف الجوي، من عام 2017 حتى 2021:
الصيانة أم الإنتاج؟
وقعت شركة بيمكس في دائرة مفرغة، إذ يمكن السيطرة على تسرب الميثان المتكرر عبر إجراء إصلاحات، لكن الصيانة ستعطل الإنتاج.
وقُدرت أعمال الصيانة المطلوبة للمنصة البحرية بأنها قد تستغرق 3 أشهر، ما يترتب عليه تعطل الإنتاج خلال هذه المدة، حسب مصدر.
ورغم أن بيمكس تدرك المشكلة وأحجمت عن الاستثمار في البنية التحتية للحقول المتهالكة، فإنها ما زالت تعرّض 300 عامل على متن المنصة البحرية للانفجارات أو الحرائق بسبب احتمالات تسرب الميثان.
وربط علماء بين علاقة الشعلة المصاحبة لعملية حرق الغاز وزيادة تسرب الميثان، وتوصلوا إلى أن عدم وقف الإنتاج لدى انطفاء أو انتهاء الشعلة هو ما يطلق انبعاثات الغاز الضار في الهواء المحيط حتى الغلاف الجوي.
وفي حال عمل الشعلة بطريقة منتظمة دون التعرض لمسببات تؤثر سلبًا في عملها، تحرق منصة بيمكس المثيرة للجدل ما يقارب 300 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز.
ويأتي ذلك في حين تُصر بيمكس على أن الغاز المصاحب المعرض للاحتراق يتكون من غاز ميثان نقي بنسبة 17%، بالإضافة إلى 73% من النيتروجين غير الضار والمنتشر في الغلاف الجوي.
ودفع ذلك علماء إلى التحذير من تسبب كميات الغاز المحترق في إطلاق انبعاثات الميثان حتى لو بمعدل ضئيل، وتعريض العاملين على متن المنصة للخطر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..