اقرأ في هذا المقال
- مواقع جنوب شرق آسيا تلائم تخزين ثاني أكسيد الكربون أكثر من جميع أنحاء آسيا
- مشروعات مراكز احتجاز الكربون وتخزينه تشهد مرحلة مبكرة من التطوير
- ماليزيا وإندونيسيا وشركاتهما المملوكة للدولة تدعم مشروعات مراكز احتجاز الكربون وتخزينه
- شركة بتروناس أعلنت الشهر الماضي عن خطط لتقييم مشروع مركز لاحتجاز الكربون وتخزينه
تجذب إندونيسيا وماليزيا مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في جنوب شرق آسيا، بالنظر إلى انخفاض التكلفة والبيئة الجيولوجية الملائمة والسعي إلى خفض الانبعاثات.
وأصبحت آسيا حاضنة لمشروعات مراكز احتجاز الكربون وتخزينه على مدى العامين الماضيين، ويعود ذلك إلى احتياجات المنطقة الفريدة، جنبًا إلى جنب مع الجيولوجيا والمواقع الفريدة في جنوب شرق آسيا التي تلائم تخزين ثاني أكسيد الكربون أكثر من جميع أنحاء آسيا.
وتراكم الزخم مع سعي الشركات في القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها، خصوصًا تلك الموجودة في سنغافورة ودول شمال شرق آسيا، إلى إيجاد حلول لإزالة الكربون وسط ضغوط متزايدة للامتثال لآليات تسعير الكربون، وفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، يُعد الصلب والبتروكيماويات والغاز المسال من بين القطاعات التي يُنظر إليها للاستفادة من القائمة المتنامية لشبكات احتجاز الكربون وتخزينه المتوقعة.
احتجاز الكربون وتخزينه
على الرغم من أن مشروعات مراكز احتجاز الكربون وتخزينه في جنوب شرق آسيا تشهد مرحلة مبكرة من التطوير؛ فإنها تتلقّى دعمًا من ماليزيا وإندونيسيا وشركاتهما المملوكة للدولة بتروناس Petronas وبيرتامينا Pertamina.
وتسعى هاتان الشركتان إلى توليد عائدات جديدة من خلال استثمار سعة تخزين كبيرة في أحواضها الناضجة، منصة إنرجي إنتليجنس Energy Intelligence المتخصصة بمتابعة أحدث التطورات والاتجاهات في صناعة الطاقة.
ومع ذلك؛ فإنهما تحتاجان إلى شركاء للمساعدة في تغطية تكاليف هذه المشروعات، التي تتطلب رأسمال كثيفًا وتقنية عالية.
البيئة المناسبة
أدّت عقود من تطوير النفط والغاز في إندونيسيا وماليزيا إلى استنفاد حقول النفط والغاز الكبيرة، فضلًا عن البنية الأساسية القائمة التي يمكن تحويلها جزئيًا لحقن ثاني أكسيد الكربون، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويُعد البلدان موطنًا لمستودعات المياه المالحة الكبيرة، ويطوران بسرعة أطرًا تنظيمية وقانونية داعمة لتعزيز فرصهما في الاستيلاء على حصة كبيرة في حصة احتجاز الكربون وتخزينه وسط المنافسة من دول أخرى مثل أستراليا.
في المقابل، تقدم جنوب شرق آسيا بعضًا من أكثر خيارات تخزين ثاني أكسيد الكربون فاعلية من حيث التكلفة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بحسب ما كتبه محلل احتجاز الكربون وتخزينه في شركة ريستاد إنرجي، سوهيني تشاترجي، في مذكرة نُشرت خلال مايو/أيار الماضي.
ونتيجة لذلك؛ فإن المنطقة في وضع جيد لجذب جزء كبير مما يصل إلى 15 مليار دولار متوقع استثمارها في احتجاز الكربون وتخزينه في جميع أنحاء المنطقة على مدى العقد المقبل، بحسب ما قاله تشاترجي.
وتُعد التكلفة المنخفضة لاحتجاز الكربون وتخزينه في جنوب شرق آسيا جذابة للعملاء في سنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.
ويبحث هؤلاء العملاء عن طرق لإزالة الكربون من عملياتهم، لكنهم لا يستطيعون إيجاد حلول في الداخل؛ إذ تفتقر بلدانهم إلى العوامل الجيولوجية المناسبة لتخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض.
بدورها، تتوقّع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية تخزين ما يصل إلى 70% من 240 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون المتوقع أن تنبعث في البلاد بحلول عام 2050.
وأشارت شركة الوساطة السنغافورية يو أوه بي كاي هيان UOB Kay Hian في مذكرة بحثية، خلال يوليو/تموز الماضي، إلى أن جزءًا كبيرًا من حجم ثاني أكسيد الكربون هذا سيحتاج إلى تخزينه في الخارج؛ إذ تواجه اليابان نقصًا في مواقع التخزين المحلية المناسبة.
ونتيجة لهذا؛ فإن 3 من مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه الـ9 التي تدعمها مؤسسة اليابان للمعادن وأمن الطاقة، تقع في ماليزيا.
ويشكّل هذا تغييرًا كبيرًا، إذ دعمت المؤسسة 7 مشروعات في العام الماضي؛ منها مشروع واحد فقط في ماليزيا.
ولم يوقّع أي من العملاء المحتملين، الذين تناقش معهم بتروناس عقودًا، مثل شركة بوسكو Posco لصناعة الصلب ومقرّها كوريا الجنوبية، وشركة إس كيه إيرثون SK Earthon للاستكشاف والإنتاج، ولوتي كيميكا Lotte Chemical، أو شركة جيه إف إي ستيل JFE Steel اليابانية، العقد حتى الآن.
الزخم في ماليزيا
أعلنت شركة بتروناس، الشهر الماضي، خططًا لتقييم مشروع مركز لاحتجاز الكربون وتخزينه بسعة 5 ملايين طن سنويًا، الذي سيكون المشروع الثالث قبالة سواحل شبه جزيرة ماليزيا.
ويستهدف المشروع طبقات المياه الجوفية المالحة في حوض بينيو، قبالة مدينة كوانتان الصناعية؛ إذ تنتج بتروناس المواد الكيميائية من خلال شركتها الفرعية بتروناس للمواد الكيميائية، ومشروع مشترك أُنشِئ مع شركة باسف BASF الألمانية العملاقة للمواد الكيميائية.
وقد يستفيد المشروع من التآزر مع مشروع ساوثرن هوب، الذي تسعى إليه بتروناس وتوتال إنرجي وجابان بتروليوم إكسبلوريشن (جابكس)، ويتضمّن بناء محطة في مدينة كوانتان لاستقبال ثاني أكسيد الكربون المسال من العملاء المحتملين في شمال شرق آسيا.
اقرأ أيضًا..