تدرس شركة توتال إنرجي الفرنسية الانسحاب من مشروع مهم لإنتاج الغاز في إحدى الدول الأفريقية، مع استمرار وجودها في مناطق أخرى بالبلاد.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستكشف شركة الطاقة الفرنسية العملاقة الخيارات المتاحة لها فيما يتعلق بحصّتها في مربع غاز قبالة سواحل جنوب أفريقيا، بعد إعلان انسحاب أحد شركاء المشروع المشترك.
وأعلنت شركة سي إن آر إنترناشيونال (CNR International) في جنوب أفريقيا -وهي شركة تابعة لشركة كانديان ناتشورال ريسورسز الكندية (Canadian Natural Resources)- عزمها الانسحاب من حصتها البالغة 20% من اتفاقية التشغيل المشتركة للمربع 11 بي/12 بي.
وتمتلك توتال إنرجي، بصفتها المشغّل، حصة مشاركة بنسبة 45% في المربع 11 بي/12 بي، في حين تمتلك شركة قطر للطاقة (QatarEnergy) حصة 25%، وشركة كانديان ناتشورال ريسورسز 20%، وشركة أفريكا أويل (Africa Oil) نسبة الـ10% المتبقية.
انسحاب مرتقب من مشروع الغاز
أفادت تقارير، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بأن توتال إنرجي تُراجع خياراتها فيما يتعلق بحصّتها البالغة 45% في المربع بموجب اتفاقية التشغيل المشتركة.
ورغم أن انسحاب “سي إن آر” يخضع لجميع الموافقات التنظيمية ذات الصلة من قبل سلطات جنوب أفريقيا، فإنه يجوز للأطراف الأخرى تقديم المشورة بشأن ما إذا كانوا سيتركون المشروع المشترك في غضون 30 يومًا.
ويتنازل المغادرون عن مصالحهم مجانًا للشركاء غير المنسحبين بما يتناسب مع حصصهم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة في منصة “أوفشور إنرجي” (Offshore Energy).
من ناحية أخرى، لا تنوي شركة أفريكا أويل، من خلال استثمارها البالغ 49% في شركة “مين ستريت 1549” (Main Street 1549) التي تمتلك حاليًا حصة بنسبة 10%، الانسحاب من حصتها في المربع.
وتعتقد الشركة أن الغاز الطبيعي سيؤدي “دورًا حاسمًا” بتحول الطاقة في جنوب أفريقيا، إذ ترى استعمال الغاز المحلي من اكتشافات المربع “11 بي/12 بي” هو “خيار العرض المحلي الأكثر أهمية” في جنوب أفريقيا.
يُذكر أن شركة أخرى تعمل في مجال النفط والغاز، ومقرّها كندا، وهي شركة إيكو أتلانتيك أويل آند غاز (Eco Atlantic Oil & Gas)، أعلنت مؤخرًا خططها للتخلي عن حصتها في مربع قبالة سواحل جنوب أفريقيا.
ومع ذلك، اتخذت هذه الشركة أيضًا خطوات للاستحواذ على حصة الأغلبية ودور المشغّل في منطقة بحرية أخرى في حوض أورانج، والتي يُقال، إنها تسير في الاتجاه الصحيح مع اكتشافات النفط العملاقة الأخيرة قبالة سواحل ناميبيا.
توتال إنرجي في جنوب أفريقيا
يقع المربع “11 بي/12 بي” -الذي يحتوي على اكتشافات لويبيرد وبرولبادا- في حوض أوتينيكا، على بعد نحو 175 كيلومترًا قبالة الساحل الجنوبي لجنوب أفريقيا، ويغطي مساحة قدرها 18 ألفًا و734 كيلومترًا مربعًا، ويتراوح عمق المياه فيه بين 200 متر في الشمال و1800 متر في الجنوب.
وتعاقدت شركة توتال إنرجي مع منصة “ديبسي ستافنجر” شبه الغاطسة التابعة لشركة أودفيل دريلينغ (Odfjell Drilling) لحفر بئر إعادة الدخول “برولبادا-1 إيه إكس” في ديسمبر/كانون الأول 2018.
ووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، أُعلِنَ اكتشاف كبير لمكثفات الغاز في منطقة برولبادا في فبراير/شباط 2019.
وبعد بضعة أشهر، نفّذت شركة النفط الفرنسية الكبرى عقد حفر مع شركة أودفيل دريلينغ للحفارة شبه الغاطسة ديبسي ستافنجر للعودة إلى جنوب أفريقيا، وحفر بئر لويبيرد-1 إكس، التي حُفرت في أغسطس/آب 2020.
وأعلنت الشركة اكتشافًا كبيرًا لمكثفات الغاز في حقل لويبيرد في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
بعد هذه الاكتشافات، كان الشركاء في المشروع المشترك يفكرون في نظام إنتاج مبكر للتطوير المرحلي لممر بادافيسي، سيوفر أول إنتاج للغاز والمكثفات من اكتشاف لويبيرد وسيسرّع الجدول الزمني لتطوير المربع “11 بي/12 بي”، من خلال استعمال البنية التحتية القريبة الحالية في المربع المجاور لتزويد العملاء بالغاز في خليج موسيل.
ولتحقيق هذه الغاية، تقدَّم المشروع المشترك بطلب للحصول على حق الإنتاج في سبتمبر/أيلول 2022، واقترح التخلّي عن الجزء الشمالي من المربع، وتقليص المساحة من 18 ألفًا و734 كيلومترًا مربعًا إلى نحو 12 ألف كيلومتر مربع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..