تتّجه توقعات استثمارات النفط والغاز للنمو في جميع مناطق العالم حتى عام 2030، لكن أوروبا ستظل الأقل إنفاقًا على أنشطة الاستكشاف والإنتاج، في حين ستهمين الأميركتان على مشهد الإنفاق العالمي، إلى جانب مساهمات متفاوتة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.
واشتدت الحاجة إلى تعزيز الاستثمار في مشروعات النفط والغاز، خلال السنوات المقبلة، مع زيادة المخاوف المتصلة بأمن الطاقة وإمداداتها خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية الممتدة للعام الثالث على التوالي.
وأظهر تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه ومقرها واشنطن- ارتفاع استثمارات النفط والغاز العالمية في قطاع المنبع (الاستكشاف والإنتاج) بنسبة 12% على أساس سنوي أو ما يعادل 64 مليار دولار ليسجل 577 مليار دولار في عام 2023، وهو أعلى مستوى منذ عام 2014.
وتوقّع التقرير ارتفاع الإنفاق الرأسمالي على أنشطة المنبع في عام 2024، بنسبة 4.5% أو ما يعادل 26 مليار دولار ليصل الإجمالي إلى 603 مليارات دولار للمرة الأولى خلال عقد.
كما رجّح التقرير ارتفاع هذه الاستثمارات بنسبة 22% أو ما يعادل 135 مليار دولار، لتصل إلى 738 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، لضمان أمن الإمدادات عالميًا.
استثمارات النفط والغاز في الأميركيتين
من المتوقع أن يأتي 60% أو أكثر من النمو المتوقع في الإنفاق الرأسمالي على أنشطة استكشاف وإنتاج النفط والغاز حتى نهاية العقد من الأميركيتين، بحسب التقرير المشترك الصادر عن منتدى الطاقة الدولي ومنصة “إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس”.
ورغم أن أميركا الشمالية ستكون المحرك الأكبر في نمو استثمارات النفط والغاز العالمية حتى 2030، لكن أميركا اللاتينية ستؤدي دورًا متزايدًا في نمو المعروض من خارج أوبك وخاصة بالنسبة للنفط الخام التقليدي، مدفوعة بالتوسعات المخطط لها في البرازيل وغايانا.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور استثمارات النفط والغاز العالمية منذ عام 2014 وتوقعاتها حتى عام 2030:
وإذا تحقّقت جميع مشروعات الإنتاج التي تمت الموافقة عليها في أميركا اللاتينية؛ فمن المتوقع نمو إنتاج القارة بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، ما يمثل أكثر من ثلث توقعات الإنتاج العالمية لجميع المشروعات التي حصلت على الموافقات والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 6 ملايين برميل يوميًا.
من المتوقع ارتفاع استثمارات النفط والغاز في أميركا الشمالية إلى 282 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 205 مليارات دولار متوقعة في عام 2024، ما سيمثل 38% من إجمالي الاستثمارات العالمية خلال بحلول نهاية العقد.
بينما يتوقع ارتفاع استثمارات النفط والغاز في أميركا اللاتينية إلى 80 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 72 مليار دولار في عام 2024، ما سيمثل 11% من إجمالي الاستثمارات العالمية، بحسب التقرير.
استثمارات الشرق الأوسط والمناطق الأخرى
تمتد توقعات نمو الإنفاق الرأسمالي على أنشطة الاستكشاف والإنتاج العالمية للنفط والغاز إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي سترتفع فيها الاستثمارات إلى 160 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030 مقارنة بنحو 143 مليار دولار في عام 2024، ما سيمثل 22% من الإجمالي العالمي.
كما سترتفع استثمارات النفط والغاز بقطاع المنبع في الشرق الأوسط بنحو 5 مليارات دولار لتصل إلى 65 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030؛ ما سيمثل 9% من إجمالي الاستثمارات العالمية، وتكون الأقل زيادة بين عامي 2024 و2030، مقارنة بجميع المناطق الأخرى.
بينما سترتفع الاستثمارات في أفريقيا إلى 69 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 51 مليار دولار في عام 2024؛ ما سيشكل 9% أو أقل قليلًا من الإجمالي العالمي، بحسب التقرير.
وتشير هذه البيانات إلى أن إجمالي الاستثمارات في الشرق الأوسط وأفريقيا معًا قد يصل إلى 134 مليار دولار سنويًا بحلول نهاية العقد بزيادة قدرها 22 مليار دولار سنويًا مقارنة بنحو 111 مليار دولار في عام 2024، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
على الجانب الآخر، يتوقّع ارتفاع استثمارات النفط والغاز في أوروبا بنحو 6 مليارات دولار لتصل إلى 39 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 33 مليار دولار في عام 2040، ما سيمثل 4% فقط من إجمالي الاستثمارات العالمية.
كذلك، من المتوقع ارتفاع الاستثمارات في روسيا ومنطقة بحر قزوين إلى 44 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 38 مليار دولار في عام 2040، ما سيشكل 4% من الإجمالي العالمي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..