اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج العراق من الغاز سيشهد قفزة كبيرة بحلول عام 2050
  • تعزيز إنتاج الغاز يهدف إلى معالجة أزمة انقطاع الكهرباء
  • صفقة توتال إنرجي ستعزز إنتاج العراق من الغاز الطبيعي
  • تقليل حرق الغاز هدف العراق لتعزيز الإمدادات خلال السنوات المقبلة

يتّجه إنتاج العراق من الغاز الطبيعي للارتفاع بصورة ملحوظة بحلول عام 2050، ليأتي معظمه من النوع المصاحب لاستخراج النفط، بالتوازي كما سعى البلاد إلى تقليل حرق الغاز، وفق تقرير حديث اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وتضاعف إنتاج الغاز الطبيعي في العراق إلى 15 مليار متر مكعب بنهاية عام 2022، مقابل 5 مليارات متر مكعب في عام 2013، وفق التقرير.

وتبذل البلاد جهودًا في زيادة إنتاجها من ذلك الوقود الأحفوري لدعم قطاع الكهرباء المعتمد عليه في توليد التيار، والذي يتأثر بصورة سلبية مع حدوث أي أزمة في استيراده من الخارج.

توقّعات إنتاج العراق من الغاز

من المتوقّع أن يرتفع إنتاج العراق من الغاز الطبيعي إلى 55 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، بحسب تقديرات صادرة عن منتدى الدول المصدرة للغاز.

ويرى أن معظم الزيادة المتوقعة في الإنتاج ستأتي من الغاز المصاحب لاستخراج النفط، ليظل هو المصدر الرئيس للبلاد من ذلك الوقود الأحفوري ليمثل 60% من إنتاج العراق بحلول 2050.

ومن المخطط أن يستخرج الغاز المصاحب على وجه الخصوص من حقول غرب القرنة 2 ومجنون وأرطاوي وطوبة واللحيس، والتي جاءت ضمن صفقة ذات استثمارات ضخمة وقّعتها البلاد مع شركة توتال إنرجي، العام الماضي؛ لدعم إنتاج العراق من الغاز.

ومن المقرر أن تصل طاقة إنتاج المشروع عند اكتماله إلى 6.7 مليار متر مكعب سنويًا، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقّع أن تؤدي مكثفات الغاز دورًا أساسيًا في النمو المقدّر لإنتاج العراق من الغاز طوال مدة التوقعات، في ظل استهداف البلاد التوقف عن حرق الغاز المصاحب للعمليات النفطية خلال 3 سنوات، خاصة أنها ثالث أكثر الدول حرقًا للغاز عالميًا بنهاية عام 2022، بعد روسيا وإيران، بما يقترب من 18 مليار متر مكعب سنويًا.

ويُشَار إلى أن تقييمات منتدى الدول المصدرة للغاز حول معدل إنتاج العراق من الغاز الطبيعي (15 مليار متر مكعب) في عام 2022، جاءت مختلفة عن أرقام معهد الطاقة البريطاني بصورة كبيرة.

وتوضّح إحصائيات معهد الطاقة السنوية أن إنتاج العراق من الغاز الطبيعي سجّل 9.4 مليار متر مكعب في عام 2022، مقابل 9.1 مليار متر مكعب في 2021، كما يرصد الرسم البياني التالي:

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية، تتوقّع وزارة النفط إضافة 700 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا (19.6 مليون متر مكعب يوميًا) إلى إنتاج العراق من الغاز خلال العام الجاري، من مشروعات تنفذها في حقول للغاز.

ومن بين تلك المشروعات، توقّعات بإضافة حقل الحلفاية نحو 300 مليون قدم مكعبة يوميًا، وكذلك إضافة حقلي الناصرية والغراف نحو 200 مليون قدم مكعبة يوميًا.

كما تنفّذ شركة غاز البصرة مشروعًا سيضيف نحو 200 مليون قدم مكعبة يوميًا، خلال العام الجاري، من 3 حقول نفطية في جنوب العراق.

* القدم المكعبة تعادل 0.028 مترًا مكعبًا

ما هي صفقة توتال إنرجي؟

في يوليو/تموز من العام الماضي (2023)، وقّع العراق اتفاقًا بقيمة 27 مليار دولار مع عملاقة الطاقة الفرنسية “توتال إنرجي”، يتضمّن تعزيز قدرة البلاد على إنتاج الكهرباء، من خلال 4 مشروعات للنفط والغاز والطاقة المتجددة.

وكانت خلافات سياسية بشأن شروط الصفقة قد تسبّبت في تأجيلها لمدة طويلة؛ إذ تعود بداية التوقيع المبدئي للصفقة إلى عام 2021 باستثمارات أولية قدرها 10 مليارات دولار لتطوير مشروعات في جنوب العراق.

منصة في أحد حقول النفط العراقية
منصة حفر في حقل عراقي – الصورة من رويترز

ويشار إلى أن قطر للطاقة شريكة في الصفقة المعروفة بمشروع نمو الغاز المتكامل (جي جي آي بي)؛ إذ يتوزّع المشروع بين العراق بحصة 30%، وشركة توتال إنرجي بحصة 45%، وقطر للطاقة بنسبة 25%.

ويتضمّن الاتفاق ضخ استثمار للغاز بسعة 600 مليون قدم مكعبة على مرحلتين؛ الأولى خلال 3 سنوات بقدرة 300 مليون قدم مكعبة، وتُنفَّذ المرحلة الثانية بعدها بعامين بطاقة 300 مليون قدم مكعبة أخرى.

وتهدف الصفقة بصورة رئيسة إلى تحسين إمدادات الكهرباء في البلاد، من خلال استعادة كميات من الغاز الذي كان يُحرق سابقًا في 5 حقول نفطية، وتحقيق زيادة في إنتاج النفط بنحو 210 آلاف برميل يوميًا في حقل أرطاوي.

وضمن الصفقة -أيضًا- تطوير محطة لتصفية مياه البحر لأغراض الحقن بقدرة تصل إلى 5 ملايين برميل يوميًا، كما ستطور شركة توتال إنرجي محطة للطاقة الشمسية بقدرة 1 غيغاواط لتزويد الكهرباء لشبكة البصرة الإقليمية، ودعت شركة أكوا باور للانضمام إلى المشروع.

صفقات جديدة

في طريق حل مشكلة الكهرباء التي تعانيها البلاد، يواصل العراق توقيع صفقات أخرى لاستغلال حرق الغاز في توليد التيار؛ أبرزها الصفقة الموقّعة مع شركة سيمنس الألمانية (Siemens) والمتضمّنة تحويل الغاز المحترق إلى وقود خلال مدة وجيزة تصل لـ6 أشهر.

وتشتمل الصفقة على سرعة استثمار نحو 120 ‏مليون قدم مكعبة من الغاز خلال مدة قصيرة تبلغ 6 أشهر فقط، بالإضافة إلى 120 مليون قدم مكعبة إضافية خلال عام واحد.

وبناءً على ذلك، يعتزم العراق إنشاء محطة لتوليد الكهرباء بسعة 2000 ميغاواط للاستفادة من الغاز المنتج عبر تلك الصفقة.

وفي العام الماضي، وقّعت شركة غاز الجنوب وشركة غاز الحلفاية المحدودة عقدًا لاستثمار الغاز وتطويره ومعالجته من حقل نهر بن عمر بسعة 150 مليون قدم مكعبة يوميًا، قابلة لإضافة 150 مليون قدم أخرى خلال المرحلة الثانية، ودعم قطاع الكهرباء.

وفضلًا عن خطط تعزيز إنتاج العراق من الغاز والاستفادة من الغاز المحروق، وقّعت البلاد مؤخرًا صفقة جديدة مع إيران لتوريد الغاز إلى محطات الكهرباء، لمدة 5 سنوات، وبمعدلات ضخ تصل إلى 50 مليون متر مكعب يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.