أعلنت شركة النفط والغاز الحكومية الأذربيجانية سوكار (SOCAR) توقف العمليات في مصفاة تكرير تركية بقدرة إنتاج تزيد على 200 ألف برميل يوميًا.
ووفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستتوقف مصفاة النفط “ستار” (STAR) لمدة أسبوعين كاملين لإجراء أعمال الصيانة المكثفة.
توجد المصفاة في إزمير على سواحل بحر إيجه في تركيا، وهي أول مصافي “سوكار” هناك، وأحد أكبر المشروعات الأجنبية بإجمالي استثمارات 6.3 مليار دولار، كما أنها الأحدث بين مصافي التكرير التركية.
وبحسب بيانات المصفاة المنشورة عبر موقع شركة سوكار تركيا الرسمي، تلبي المصفاة نحو 19.5% من احتياجات تركيا من المشتقات النفطية المكررة مثل الديزل والبنزين ووقود الطائرات وغاز النفط المسال من بين أخرى.
توقف مصفاة تكرير تركية
يُعد توقف عمليات مصفاة تكرير ستار الأول من نوعه منذ بدء الإنتاج منها لأول مرة في عام 2018.
وستبدأ أعمال الصيانة في يوم 5 سبتمبر/أيلول المقبل (2024)، وستستمر على مدار مدة تتراوح بين شهر ونصف وشهرين تقريبًا.
ويتفق إعلان توقف المصفاة مع تصريح في مايو/أيار (2023) للقائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة سوكار في تركيا إلشين إيبادوف، الذي أكد إجراء أعمال الصيانة الأولى في 2024.
كما كشف إيبادوف عن خطط لزيادة المدد بين الصيانة من 4 إلى 5 سنوات، وهو ما سيوفّر للشركة ما يصل إلى 40 مليون دولار أميركي.
أهمية النفط الروسي
تُعد مصفاة تكرير ستار التركية أحد أكبر مشتري خام الأورال الروسي، سواء من السوق الفورية أو بموجب العقود.
وارتفعت واردات الأورال إلى محطة استقبال تابعة للمصفاة إلى 200 ألف برميل يوميًا خلال أول 7 أشهر من العام الجاري (2024)، وفق تقرير لوكالة رويترز نشرته منصة “إكس إم” (xm).
ولذلك، يتوقع تجار أن يؤثر توقف المصفاة في حجم مبيعات خام الأورال الروسية، رغم قدرتها على الشراء لتخزين الإمدادات خلال إجراء أعمال الصيانة.
تعاون روسي-تركي
خلال شهر يوليو/تموز (2024)، حلت تركيا في المركز الرابع على قائمة أكبر مستوردي النفط الروسي، وإجمالًا أسهمت أنقرة بـ18% من كل إيرادات الوقود الأحفوري الروسي خلال سابع شهور العام.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر مستوردي الفحم والنفط والغاز من روسيا خلال المدة من ديسمبر/كانون الأول 2022 حتى يوليو/تموز 2024:
وسبق أن أبرمت “لوك أويل” ثاني كبرى شركات النفط الروسية (Lukoil) اتفاقًا مع مصفاة التكرير التركية في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2023).
وبموجب الصفقة، ستُقرض لوك أويل شركة سوكار الأذربيجانية مبلغ 1.5 مليار دولار، لتمكينها من استئناف شراء النفط الروسي.
وكانت المصفاة قد توقفت في مطلع العام الماضي بسبب العقوبات الغربية على روسيا نتيجة غزو أوكرانيا، كما ظهرت قيود مالية خلال الصيف بسبب العقوبات.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، استعملت شركة سوكار ناقلاتها الخاصة لتوصيل النفط الروسي إلى مصفاة ستار لتوفير تكاليف الشحن التي قفزت في عام 2022، وظلّت أعلى من المستويات المعهودة بنحو مرتين وثلاث مرات بسبب العقوبات.
وحظر الغرب شراء النفط الروسي المنقول بحرًا وفرض سقفًا سعريًا عند 60 دولارًا لتحجيم أدوات تمويل الحرب على أوكرانيا، في حين تسعى روسيا إلى سد الفجوة عبر اجتذاب دول منها تركيا والصين والهند.
باب خلفي لروسيا
رصد تقرير حديث ارتفاع واردات أوروبا من المشتقات النفطية روسية الأصل عبر مصفاة ستار التركية خلال العام الجاري (2024)، وفق تقرير لمنصة “غلوبال ويتنس” (global witness).
واستوردت بلدان الاتحاد الأوروبي خلال الربع الأول أكثر من 1.2 مليون طن من المصفاة، وهو ما يزيد على 75% من صادرات المصفاة المنقولة بحرًا، وبارتفاع نسبته 40% عن المدة نفسها من عام 2022.
وجاء أكثر من 90% من النفط الخام الذي استوردته المصفاة التركية من روسيا بتكلفة 1.2 مليار دولار، وفق شركة كبلر لتحليل البيانات النفطية.
ويقول كبير مسؤولي الحملات في المنصة جوناثان نورونها غانت، إن تجار النفط الروسي عبر مصفاة التكرير التركية تقوّض العقوبات على النفط الروسي.
وأضاف أنه كان من المفترض أن تحل أذربيجان بدلًا من روسيا في مشهد الطاقة الأوروبي، لكنها في المقابل جعلت من نفسها بابًا خلفيًا مفتوحًا ليغمر الخام الروسي الاتحاد الأوروبي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..