حقّقت طاقة الرياح في فنلندا رقمًا قياسيًا، بعد أن تمكّنت من إنتاج أكثر من نصف الكهرباء لأول مرة، ما يعكس التطور الذي يشهده هذا القطاع في البلد الأوروبي.

وأفادت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية “فينغريد” بأن ظروف الأجواء الخريفية ساعدت على إنتاج نحو 6.47 غيغاواط كل 15 دقيقة خلال مساء الأحد الماضي (27 أكتوبر/تشرين الأول)، وهو رقم قياسي جديد، بحسب بيانات حديثة اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ويرجع ارتفاع إنتاج طاقة الرياح في فنلندا نتيجة قوة الرياح الموسمية خلال هذا الوقت من العام، وتوسع البنية التحتية لطاقة الرياح في البلاد.

وفي الوقت الحالي، تمتلك فنلندا أكثر من 1600 توربين رياح، بقدرة إنتاجية قصوى تتجاوز 7 غيغاواط.

توسع طاقة الرياح في فنلندا

أدى تدفق مزيد من الاستثمارات في قطاع المصادر المتجددة مؤخرًا إلى توسع طاقة الرياح في فنلندا، ما يعكس رغبة البلاد في تنويع مصادر توليد الكهرباء لديها، بحسب تقرير نشره موقع إنرجي نيوز.

واستجابة لهذا الإنجاز، خفّضت محطات الطاقة النووية والكهرومائية في فنلندا إنتاجها مؤقتًا، مع واقع أن البلد الأوروبي يعتمد تاريخيًا على محطتين نوويتين في توليد أغلب احتياجاته من الكهرباء.

وفي السنوات القليلة الماضية، تمكّنت طاقة الرياح في فنلندا تدريجيًا من زيادة حصتها في مزيج الكهرباء، نظرًا إلى الاستثمارات في البنية التحتية والظروف المناخية المناسبة.

مزرعة رياح في الدنمارك- الصورة من موقع (IEA-Wind)

مستقبل مشرق لطاقة الرياح في فنلندا

تتوقع وكالة الطاقة الفنلندية أن عدد مزارع الرياح سيواصل النمو خلال السنوات المقبلة، بدعم من المبادرات العامة والخاصة.

ويأتي تحول الطاقة في فنلندا ضمن إستراتيجية وطنية تهدف إلى الحد تدريجيًا من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتوفيق أوضاعها مع تعهدات المناخ الأوروبية.

كما يوفر تطوير البنية التحتية لطاقة الرياح في فنلندا، استجابة للاحتياجات المتزايدة للكهرباء، خاصة خلال فصل الشتاء عندما يرتفع الطلب على التدفئة.

وتشير الشركة المسؤولة عن تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية إلى أن طاقة الرياح قد تعمل قريبًا على استقرار أكبر لشبكة الكهرباء الفنلندية عبر توفير مصدر طاقة متجددة موثوق به ومستقر.

فرص طاقة الرياح في أوروبا

يسلّط نجاح فنلندا الضوء على الفرص والتحديات المرتبطة بطاقة الرياح في القارة العجوز، مع تسجيل بلدان أوروبية عديدة زيادات ملحوظة في توليد الكهرباء من الرياح، ما ساعد في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ومع ذلك، يتطلّب هذا التوسع إدارة مرنة للشبكات الكهربائية لمواجهة التقلبات في توليد الكهرباء من الرياح.

ففي فنلندا على سبيل المثال، كان على شركة “فينغريد” تعديل إنتاج الطاقة الكهرومائية والنووية، لضمان استقرار شبكة الكهرباء في ظل زيادة الإنتاج من طاقة الرياح، ما يوضح أهمية الإدارة المرنة لمصادر الطاقة المختلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.