احتفلت شركة الكهرباء الحكومية “إسكوم” في جنوب أفريقيا بمرور 100 يوم متتالية دون انقطاع التيار، واصفة إياه بالإنجاز.
وفي بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تقول إسكوم إن آخر مرة لم تنقطع فيها الكهرباء لمدة 100 متتالية كانت خلال المدة بين 8 سبتمبر/أيلول (2020) و11 ديسمبر/كانون الأول 2020.
وتقول إسكوم إن الوضع ربما يواصل التحسن، لكنها أكدت أيضًا أن خطر تخفيف الأحمال ما زال قائمًا.
وتشير بيانات رسمية إلى خسائر سنوية بقيمة 15 مليار راند (823 مليون دولار أميركي) تتكبدها الشركة نظير مشتريات الديزل المكثفة لتجنب انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا.
(1 راند = 0.055 دولارًا أميركيًا).
الكهرباء في جنوب أفريقيا
قالت شركة إسكوم إن “إنجاز” وقف خطة تخفيف الأحمال على مدار الأيام الـ100 الماضية جاء نتيجة لخطة التعافي التي بدأ تنفيذها في مارس/آذار (2023) وصيانة محطات توليد الكهرباء.
وأدى فشل إسكوم المثقلة بالديون في صيانة أسطول المحطات المتقادمة مع سوء الإدارة والفساد، إلى انتفاء القدرة على تلبية الطلب على الكهرباء؛ ما أدى إلى انقطاعات قياسية للتيار في العام الماضي (2023).
وتسبب انقطاع الكهرباء في إلحاق أضرار بإنتاج الشركات المحلية التي سجلت أبطأ معدل توسع منذ مدة تفشي وباء كوفيد-19 في عام 2020، ونما الاقتصاد بنسبة 0.7% فقط، وفق البيان الصحفي الذي نشرته إسكوم عبر موقعها الإلكتروني.
وتعليقًا على ذلك، قال وزير الكهرباء والطاقة كغوسينتشو راموكجوبا، إن وقف تخفيف الأحمال لا يعود بالنفع على الاقتصاد والشركات فحسب وإنما يعزز جودة حياة المواطنين.
ورغم الديون وانخفاض الإيرادات، تحاول إسكوم زيادة إصلاح المحطات العاملة بحرق الفحم التي تمثل العمود الفقري لأسطول الكهرباء في جنوب أفريقيا.
وحصلت الشركة على حزمة إنقاذ بقيمة 254 مليار راند (14 مليار دولار) في 2023 على دفعات بشرط استيفاء شروط وزارة الخزانة بشأن معايير الأداء، غير أن حجم الإعانات خُفض في فبراير/شباط.
خدعة انتخابية
شكك كثير من المواطنين الذين اعتادوا على الانقطاع المنتظم للكهرباء في أن وقف خطة تخفيف الأحمال “خدعة” لجذب المصوتين في الانتخابات التشريعية التي بدأت في 29 مايو/أيار (2024).
وكان انقطاع الكهرباء بالإضافة إلى ارتفاع نسب البطالة ومعدلات الجريمة وشح المياه والفساد، أحد أسباب خسارة حزب المؤتمر للانتخابات “التاريخية” في ضربة مدمرة للحزب الذي كان يرأسه يومًا الزعيم القومي نيلسون مانديلا.
وطالت إسكوم انتقادات لاعتمادها على توليد الكهرباء من توربينات الغاز ذات الدورة المفتوحة الإضافية، والتي أنفقت الشركة مليارات الدولارات سنويًا لتشغيلها.
وقال حزب التحالف الديمقراطي (حزب المعارضة الرئيس في البلاد)، إن مشتريات الديزل زادت بنحو 4 مرات مقارنة بالأعوام الماضية.
لكن إسكوم قالت، في بيان بتاريخ اليوم السبت 6 يوليو/تموز، إن الإنفاق على الديزل انخفض بمقدار 6.2 مليار راند على أساس سنوي، وذلك خلال الأشهر الـ3 المنتهية في يونيو/حزيران (2024).

ومن شأن تحسن أداء قطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا أن يعزز الثقة بالاقتصاد؛ وهو ما توقعه البنك الاحتياطي في البلاد؛ إذ من المحتمل أن ينمو الاقتصاد بنسبة 1.2% خلال العام الجاري بناءً على تقديرات بأن 180 يومًا من تخفيف الأحمال تخفض الإنتاج نصف نقطة مئوية.
ومن المقرر أن تبقى مراجعات أداء الاقتصاد موضع مراجعة بالإيجاب، إذا واصلت خطة وقف انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا استمرارها منذ 26 مارس/آذار (2024).
وتخطط الشركة لتشغيل محطات كهرباء تعمل بالفحم والطاقة النووية قبل العام المقبل (2025)، في خطوة سترفع قدرات التوليد قيد التشغيل التي انخفضت إلى 51% في العام المنصرم (2023)، لكنها ارتفعت إلى 65% خلال يوليو/تموز الجاري (2024).
وفي هذا الصدد، أكدت محللة الاستثمار في شركة “ألان غراي ليمتد” (Allan Gray Ltd) راين آدمز، أن محطات الفحم قديمة وما زالت قيد الصيانة منذ 10 سنوات، ولذلك، ما زال خطر انهيار الشبكة أمرًا محتملًا “لكن حاليًا ثمة خطوات إيجابية”.
خسائر سنوية
تتكبد شركة إسكوم خسائر سنوية بقيمة 15 مليار راند (823 مليون دولار) لتجنب انقطاع الكهرباء بالبلاد، بحسب بيانات مالية رسمية تعتزم الشركة الحكومية الإفصاح عنها قريبًا.
ويُعزى جزء كبير من ذلك المبلغ إلى إنفاق 33 مليار راند على شراء الديزل للحد من انقطاع التيار، وفق تقرير لصحيفة فايننشال تايمز” الذي نقلته وكالة رويترز.
وفي العام الماضي، بلغ حجم خسائر إسكوم 23.2 مليار راند، لكن الرئيس التنفيذي للشركة دان ماروكوني قال إن انتهاء انقطاع التيار قد يؤدي إلى تحقيق إسكوم الأرباح خلال عام 2025.
وأضاف: “شهدنا استعمالًا قياسيًا للديزل في العام الماضي؛ ما أدى إلى خسائر قياسية، لكننا خفضنا بالفعل الديزل ولذلك سنشهد تحسنًا ماليًا كبيرًا في هذا العام وإذا استمر ذلك، فلن يكون هناك مانع من تحقيق أرباح”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..