اقرأ في هذا المقال

  • حرائق الغابات في كندا تهدد مدينة فورت ماكموراي
  • الحرائق تُنذِر بعرقلة الإمدادات العالمية
  • توقعات بأن تسبّب حرائق الغابات في كندا برفع أسعار الخام
  • تُنتج صناعة الرمال النفطية في كندا قرابة 3.4 مليون برميل يوميًا
  • اتّسعت حرائق الغابات في كندا لتشمل مساحة تزيد على 20.940 هكتارًا

تهدد حرائق الغابات الضخمة المشتعلة في كندا بوقف إنتاج النفط من مدينة فورت ماكموراي التي تُعدّ مدينة الرمال النفطية الرئيسة في البلاد؛ ما من شأنه أن يعرقل الإمدادات وما يترتب على ذلك من ارتفاع محتمل بأسعار الخام في ظل قوة الطلب.

ويتوقع محللون أن تتأثر السعة الإنتاجية لمنطقة الرمال النفطية في كندا البالغة 3.3 مليون برميل يوميًا جراء الحرائق؛ ما سيُلقي بظلاله على السوق العالمية التي تشهد حالة عدم استقرار في الوقت الراهن.

وسجلت أسعار النفط صعودًا خلال التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء 15 مايو/أيار (2024)، مع تهديد حرائق الغابات لمنطقة الرمال النفطية في البلاد، متأثرة -كذلك- بتوقعات السوق بتراجع مخزونات النفط الخام والبنزين الأميركية.

وزادت العقود الآجلة لمزيج خام برنت 34 سنتًا أو 0.4 %، لتصل إلى 82.71 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 38 سنتًا أو 0.5%، لتصل إلى 78.39 دولارَا للبرميل, وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

حرائق ضخمة

تزحف حرائق الغابات الضخمة نحو فورت ماكموراي، في حين تتأهب السلطات لإجلاء قرابة 6 آلاف شخص من المدينة، بحسب ما نشرته وكالة رويترز نقلًا عن مسؤولين محليين.

وتهدد الحرائق التي تغذّيها ظروف الطقس الجاف، والرياح الشديدة، المدينة الواقعة في مقاطعة ألبرتا غرب كندا منذ الأسبوع الماضي، وباتت تلك الحرائق على بُعد قرابة 7.5 كيلومترًا من مكبات النفايات في فورت ماكموراي.

وتعول السلطات على تحوُّل محتمل للرياح؛ ما يمكن أن يؤدي إلى هبوب الرياح من ناحية الغرب-الشمال الغربي، لتدفع النيران بعيدًا عن المدينة.

وإلى جانب الضرر الذي ربما يلحق بالأشخاص والممتلكات، تهدد حرائق الغابات جزءًا كبيرًا من إنتاج النفط في كندا، بالنظر إلى أن فورت ماكموراي تُعدّ مركزًا لإنتاج الرمال النفطية في البلاد.

تجربة 2016

سبق أن تعرضت المدينة نفسها لحرائق غابات ضخمة في عام 2016، اضطرت على إثرها السلطات إلى إجلاء 90 ألف شخص، كما انخفض إنتاج النفط في كندا بأكثر من مليون برميل يوميًا.

وقالت مسؤولة معلومات حرائق الغابات في ألبرتا جوزيه سانت أونغ، إن حرائق الغابات زادت بشكل كبير، لافتةً إلى أن سرعة الرياح القادمة من الجنوب الغربي تلامس 40 كيلومترًا/ الساعة (24.8 ميلًا /الساعة).

وأضافت أونغ: “نرى نمطًا عدائيًا للحرائق، وألسنة الدخان تتصاعد إلى عنان السماء وتغطي الأجواء بالكامل.. وعمال مكافحة الإطفاء سُحِبوا لدواعٍ أمنية”، في تصريحات إعلامية رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

حرائق الغابات تهدد مدينة ماكموراي الكندية – الصورة من nationthailand

فرار الأهالي

اتّسعت رقعة حرائق الغابات لتشمل -الآن- مساحة تزيد على 20.940 هكتارًا، في حين اضطر سكان ضواحي أباساند وبيكون هيل وبريري كريك وغرايلينغ إلى مغادرتها، بناءً على توجيهات المسؤولين.

(الهكتار = 10,000 متر مربع).

كما بدأ الناس في مناطق أخرى من مدينة فورت ماكموراي ممن لم يشملهم أمر الإجلاء الرسمي، في مغادرتها، بحسب ما قاله أحد السكان، ويُدعى إلسي كينستر، كان يتأهب لمغادرة منطقته ظهر اليوم الأربعاء 15 مايو/أيار (2024).

وأضاف كينستر: “الناس لا ينتظرون أمرًا يطالبهم بالإجلاء، ولكنهم يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم”، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف: “أبلغ من العمر 71 عامًا، ولا أرغب في أن أمرّ بتلك التجربة مرة أخرى لمرارتها”.

من جهته، قال رئيس هيئة الإطفاء الإقليمية في ماكموراي جودي بوتز، إن المدينة مستعدة بصورة أفضل لمكافحة حرائق الغابات هذه المرة، مقارنةً بعام 2016، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من الغابات الشمالية المحيطة بالمدينة قد طالته الحرائق في 2016؛ ما يعني أن الوقود المتاح للحريق أقل الآن.

وأضافت بوتز: “نشاط الحرائق هذه المرة مختلف جدًا عن نظيره في 2016.. ولدينا وفرة -الآن- في الموارد، ونحن مستعدون للتعامل مع الموقف”.

الرمال النفطية في كندا
الرمال النفطية في كندا – الصورة من نيويورك تايمز

الرمال النفطية

تُنتِج صناعة الرمال النفطية في كندا قرابة 3.4 مليون برميل يوميًا؛ ما يعادل ثلثي إجمالي الإنتاج في البلاد، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويشرف العديد من الشركات أمثال صنكور إنرجي (Suncor Energy) ، وكناديان ناتشورال ريسورسيز (Canadian Natural Resources) وإمبريال أويل (Imperial Oil)، على مشروعات رمال نفطية مُقامة على مساحة 150 كيلومترًا في مدينة فورت ماكموراي، ويعيش العديد من عمّال تلك المشروعات في المدينة.

وفي هذا الصدد، قال المحلل في شركة آر بي إن إنرجي (RBN Energy) مارتن كينغ: “تهدد حرائق الغابات تلك أعدادًا كبيرة من الناس، وعلينا أن نرى إذا كانت مواقع إنتاج النفط الحقيقية نفسها تواجه تهديدات فعلية”.

وأضاف كينغ: “في عام 2016، كانت الحرائق نفسها تقترب من المدينة؛ لذا أقدمت الشركات على إجلاء الناس من تلك المواقع حفاظًا على سلامتهم، ولم يكن لدى هؤلاء مكان يذهبون إليه، فانتهى الحال بتلك الشركات إلى وقف الإنتاج”.

وفي مقاطعة بريتيش كولومبيا المجاورة، اتّسع نطاق حرائق الغابات المشتعلة بالقرب من فورت نيلسون شمال شرق المقاطعة، لكنها تبتعد عن المدينة؛ ما يوفر بعض الطمأنينة لقرابة 3000 ساكن اضطروا إلى إجلاء مواقعهم، حسبما ذكرت خدمة مكافحة حرائق الغابات الإقليمية.

ويوضح الفيديو التالي جوانب من حرائق الغابات في مدينة فورت ماكموراي الكندية:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.