اندلع حريق في خط لنقل النفط الخام بريف حمص الشرقي في سوريا، أدى إلى تصاعد عنيف للنيران، التي شاهدها كل سكان منطقة الفرقلس، بينما اتجهت أصابع الاتهام إلى لصوص متخصصين في سرقة النفط.

وأعلنت مصادر رسمية، في قوات الدفاع المدني السورية، اليوم الأحد 21 أبريل/نيسان (2024)، أن الجهود ما زالت متواصلة لإخماد الحريق الذي اندلع في خط نقل النفط الخام، إذ تُكثِّف فرق الإطفاء جهودها لإطفائه، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

بدورها، أعلنت مصادر أمنية، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية في سوريا، أن الحريق بخط لنقل النفط الخام في ريف حمص، نتج عن محاولة لسرقة النفط من هذا الخط مباشرة، لافتة إلى العثور على جثة أحد اللصوص بموقع الحريق.

استهداف خط نقل النفط

لفتت المصادر الأمنية إلى أن الشرطة وقوات الدفاع المدني تمكنت أيضًا من العثور على أدوات القص التي كانت بحوزة لصوص النفط، والتي تركوها بعدما اندلع الحريق في خط لنقل النفط الخام في المنطقة، وفق ما نقلته إذاعة “شام إف إم”.

وتضمنت الأدوات التي استعملها اللصوص صهريجًا وعددًا من معدّات القص والفك، التي كانت معَدّة للاستعمال في تفكيك جزء من الخط، وهو ما عزّز شكوك السلطات المحلية بأن الحريق في خط لنقل النفط الخام ناتج عن محاولة سرقة.

جانب من افتتاح بئر في حقل المهر – الصورة من الموقع الإلكتروني لوزارة النفط السورية

ويعدّ هذا الخط مستهدفًا من جانب جماعات اللصوص، وكذلك بعض الجماعات المسلحة التي تدخل في مواجهات مع قوات الجيش التابعة للنظام السوري، إذ إنه في 17 أبريل/نيسان الجاري، زرع مجهولون عبوات ناسفة على الطريق المؤدي للساحة الرئيسة، وهي مكان تجمُّع قوافل نقل النفط بمدينة المشرفة في ريف حمص الشمالي الشرقي.

وتمكنت شعبة المخابرات العسكرية وفرق الإنقاذ وتفكيك العبوات المتفجرة التابعة لها من تفكيك العبوات الناسفة وتفجيرها، قبل أن تؤدي بدورها إلى حريق في خط نقل النفط الخام، وفق المعلومات التي نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتؤدي الحروب والنزاعات المسلحة المستمرة إلى تردّي أوضاع حقول النفط السورية، على الرغم من امتلاك الدولة احتياطيات نفطية مؤكدة تُقدَّر بنحو 2.5 مليار برميل، تتركز أغلبها في شرق البلاد، وفق المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

حقول النفط في سوريا

تنتشر حقول النفط السورية بشكل كبير في الحسكة ودير الزور، بالإضافة إلى بعض المدن الواقعة في محافظة حمص، وكذلك بعض النقاط النفطية الصغيرة الواقعة في محافظة الرقة، وفق المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن أبرز هذه الحقول، حقل العمر النفطي الواقع في دير الزور، وكان إنتاجه قبل 2011 يُقدَّر بنحو 80 ألف برميل يوميًا، وكذلك حقل التنك في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، وكان ينتج 40 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى حقلي التيم والورد.

بالإضافة إلى ذلك، يعدّ حقل الرميلان الواقع في محافظة الحسكة واحدًا من أقدم حقول النفط السورية، إذ يُقدّر الخبراء عدد آباره بنحو 1322 بئرًا، وكان ينتج 90 ألف برميل يوميًا، قبل عام 2011، وفق بيانات وزارة النفط السورية.

وكان وزير النفط والثروة المعدنية السوري فراس قدور قد أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي 2023، خلال مشاركته في مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر، تراجُع إنتاج بلاده النفطي إلى نحو 15 ألف برميل يوميًا، بعد أن سجل مستويات قياسية قبيل اندلاع الحرب قبل 12 عامًا.

وزير النفط السوري فراس قدور
وزير النفط السوري فراس قدور خلال مؤتمر الطاقة العربي في ديسمبر 2023

وأوضح الوزير فراس قدور أن الحرب أثّرت في قطاع الطاقة -من حيث حجم التخريب الذي طال مكوناته-، إذ انخفض إنتاج النفط في سوريا من 385 ألف برميل يوميًا في عام 2011 إلى نحو 15 ألف برميل يوميًا، كما توقفت الشركات العالمية العاملة بمجال الاستكشاف والتنقيب عن العمل، وامتنعت المؤسسات الدولية عن تقديم تمويلات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.