تتواصل جهود تطوير حقل الفيل النفطي في ليبيا، الذي يواجه أزمات متكررة، ويتوقف إنتاجه كلما حدث خلاف سياسي أو أمني بين الحكومة والمواطنين، أو أيّ خلل أمني يجبر مؤسسة النفط الليبية على إعلان حالة القوة القاهرة.

وتُوِّجت جهود تطوير الحقل لزيادة إنتاجه، من جانب شركة “مليته” للنفط والغاز، بتمكُّنها من إعادة حفر البئر الخامسة “إف بي 21 إتس أو آر إس تي تو” (FB-21HOR-ST2)، بالإضافة إلى اختباره بقدرة إنتاجية بلغت نحو 3 آلاف و820 برميلًا من النفط الخام يوميًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويعدّ حقل الفيل أحد أهم الحقول النفطية في ليبيا، إذ تعتمد عليه البلاد في تلبية جزء من الاحتياجات التصديرية، مع تراوح طاقته الإنتاجية بين 70 و125 ألف برميل يوميًا، ودائمًا ما تحيط به المخاوف بعَدِّه وسيلة تحوط في البلاد ضد مخاطر تعطُّل الإنتاج من الحقل الأكبر، وهو حقل الشرارة.

دعم إنتاج النفط الليبي

قبل عام، وتحديدًا في 20 أبريل/نيسان 2023، قدّم حقل الفيل دعمًا لإنتاج النفط الليبي، بلغ نحو 225 ألف برميل شهريًا، وذلك بعدما تمكنت شركة مليته للنفط والغاز التي تدير الحقل في حفر بئر جديدة، تنتج نحو 7500 برميل يوميًا من النفط الخام.

إلّا أن هذه الخطوة سرعان ما واجهت أزمة كبيرة في يوليو/تموز من العام نفسه، مع إعلان مؤسسة النفط الليبية حالة القوة القاهرة في الحقل النفطي، نتيجة اقتحام محتجّين له، رفضًا للقبض على وزير مالية حكومة الوفاق فرج بومطاري، الذي ترددت أنباء بشأن ترشيحه لمنصب محافظ المصرف المركزي الليبي.

حقل الفيل النفطي في ليبيا – الصورة من شركة “مليته” للنفط والغاز

وعلى الرغم من أن تأثير تعطُّل الإنتاج في حقل الفيل حينها لم يكن كبيرًا، إذ تراوح بين 70 و90 ألف برميل يوميًا، فإن الأسوأ أن هذه الأزمة ألقت بظلال كبيرة على قطاع النفط الليبي، الذي أصبح يواجه أزمة عدم موثوقية نتيجة نقص الأمن، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتأتي جهود تطوير الحقل المتواصلة، سواء من جهة حفر الآبار الجديدة، أو إعادة الإنتاج من الحقول القديمة، ضمن مساعي مؤسسة النفط الليبية، وكذلك وزارة النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية، للوصول بحجم الإنتاج إلى 2 مليون برميل يوميًا.

في الوقت نفسه، تواصل شركة مليته للنفط والغاز العمل على رفع زيادة قدرتها الإنتاجية من النفط والغاز، وذلك عبر الدراسة والتخطيط لحفر عدد من الآبار التطويرية في حقل الفيل، إذ سبق أن غيرت الشركة مسار البئر الأولى في الحقل، وأعادت حفرها أفقيًا حتى عمق 8 آلاف و103 أقدام، بمسافة أفقية تبلغ 2000 قدم.

مقر مؤسسة النفط الليبية
مقرّ مؤسسة النفط الليبية – الصورة من موقعها الإلكتروني

معلومات عن الحقل النفطي

على الرغم من أن إنتاجه ما زال عند 125 ألف برميل يوميًا، أي نحو 10% فقط من إنتاج النفط في ليبيا، ما يزال حقل الفيل أكبر حقل نفط في حوض مرزق في جنوب غرب الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، والذي بدأ الإنتاج منه في عام 2004.

وتُقدَّر الاحتياطيات في الحقل النفطي بما يزيد عن 1.2 مليار برميل، وهو يخضع لإدارة شركة مليته للنفط والغاز، التي تدير عددًا من الحقول النفطية البرية المنتشرة في ليبيا، بالإضافة إلى عدد من الحقول البحرية، ليصل إنتاجها الكلي نحو 600 ألف برميل من النفط المكافئ.

وكانت الأنشطة الاستكشافية في حوض مرزق -على بعد 750 كيلومترًا جنوب العاصمة طرابلس- قد بدأت في عام 1991، إذ توصَّل ائتلاف تجاري تقوده شركة “لاسمو” (Lasmoo) البريطانية وإيني (Eni) الإيطالية إلى اكتشاف الحقل.

إنتاج النفط في ليبي

وفي عام 1997، شهد الحقل النفطي حفر 7 آبار استكشافية، قبل أن يبدأ الإنتاج رسميًا بحلول عام 2004، إذ كان إنتاجه الأول يبلغ نحو 10 آلاف برميل يوميًا، قبل أن يرتفع هذا الرقم في عام 2010 إلى أكثر من 125 ألف برميل يوميًا، وفق أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى مدار السنوات الماضية، وتحديدًا بعد عام 2011، تكرر إغلاق حقل الفيل النفطي لأسباب سياسية وأمنية، وأحيانًا بسبب احتجاجات فئوية، لا سيما خلال أعوام 2021 و2022 و2023، أي بعد رفع القيود المرتبطة بإغلاقات جائحة كورونا، والتي تزامنت مع أزمات سياسية داخلية في ليبيا.

كما شهد الحقل في السنوات بين 2015 و2018 أزمات متكررة، على خلفية التظاهرات والاضطرابات السياسية، بالإضافة إلى انتشار الجماعات المسلحة، بخلاف احتجاجات العاملين في قطاع النفط، الذين كانوا يواجهون أزمات بشأن رواتبهم، وانعكست ردود أفعالهم على الحقل بالإغلاق.

ففي يوم 25 أبريل/نيسان 2015، أعلنت السلطات الليبية إغلاق حقل الفيل، على خلفية احتجاجات حراس الأمن التابعين لمؤسسة النفط الليبية، على عدم تسلّمهم مستحقاتهم المتأخرة، الأمر الذي أدى إلى خفض إنتاجه من 130 ألف برميل إلى 90 ألف برميل يوميًا، وفق ما ذكرته وكالة بلومبرغ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.