يُعد حقل النعيم النفطي السعودي واحدًا من حقول النفط الصغيرة، قياسًا إلى الحجم الكبير لحقول النفط في المملكة، إلا أنه يُعد في الوقت نفسه إضافة نوعية إلى إنتاج البلاد من النفط الخام.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع النفط السعودي، فإن الحقل النفطي الواقع على بُعد 5 كيلومترات من حوطة بني تميم هو أحد 18 حقلًا اكتُشفت في منطقة الرياض خلال المدة بين 1988 و1997.
ويُسهم حقل النعيم النفطي بنسبة معقولة من إنتاج المملكة الكلي من النفط الخام، وذلك بعد عمليات توسعة وتطوير أجرتها عملاقة النفط والغاز السعودية “أرامكو”، وذلك بالتعاون مع شركة “إنبي” المصرية، التي شاركت في عمليات التطوير من خلال مناقصة، في عام 2006.
يُشار إلى أن شركة أرامكو تسعى إلى تعزيز إنتاج النفط الخام في المملكة، ليصل إلى 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027، وذلك ضمن إستراتيجية تستهدف تعزيز اقتصاد المملكة وتنويعه، ليشمل النفط وغيره.
وللاطلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل النعيم السعودي
في شهر أبريل/نيسان من عام 1990، توصلت شركة أرامكو السعودية إلى اكتشاف كميات تجارية محدودة من النفط الخام في حقل النعيم النفطي، إذ عمدت إلى استغلال هذه الكميات، وبدء الإنتاج في أسرع وقت ممكن، لزيادته في المملكة.
وعلى الرغم من أن الحقل نفسه لا يُعد كبيرًا، بالقياس إلى أحجام احتياطيات وإنتاج حقول النفط في المملكة، فإن إنتاجه يُعد إضافة نوعية وليس إضافة كمية إلى حجم إنتاج المملكة، البالغ 12 مليون برميل يوميًا، قبل مشاركة المملكة في اتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج، إذ يبلغ المستوى الحالي للإنتاج نحو 9 ملايين برميل يوميًا.
ويقع حقل النعيم في المنطقة الوسطى، على بعد 190 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة السعودية الرياض، في منطقة جنوب الرياض، وإنتاجه من الخام العربي الخفيف عالي الجودة، الذي يُعد من أجود أنواع النفوط عالميًا والأكثر طلبًا من جانب مصافي التكرير.
ويُعد الحقل النفطي الصغير واحدًا من 3 حقول شملتها مشروعات التطوير التي أطلقتها شركة أرامكو السعودية في عام 2006، قبل أن تبدأ عملاقة النفط والغاز الاستفادة الكاملة من خططها للتطوير وزيادة الطاقة الإنتاجية في منتصف عام 2009، وفق ما نشرته وكالة رويترز حينها.
ولجأت أرامكو إلى استغلال إنتاج حقل النعيم من الخام العربي الخفيف، للتصدير إلى مصافي التكرير التي تفضله، نظرًا إلى سهولة تحويله إلى وقود لوسائل النقل والمواصلات المختلفة، إذ كان إنتاجه يجري توجيهه أولًا إلى منشآت حديثة لفصل النفط عن الغاز، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أعمال تطوير حقل النعيم
استهدفت عملاقة النفط والغاز السعودية أرامكو زيادة إنتاج حقل النعيم بمقدار 100 ألف برميل يوميًا، ضمن خطة تطويره، ليرتفع إنتاج النفط السعودي في عام 2009، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي 15 يونيو/حزيران 2009، بدأت أول منشأة أُضيفت إلى خطة التطوير في الحقل إنتاج النفط الخام، وهي الخطوة التي تأخرت بنحو 6 أشهر عن موعدها الذي كان مقررًا في أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2008، بسبب تعطل إمدادات المعدات لمنشأة الفصل.
السبب الآخر لتأخر بدء الإنتاج في الحقل النفطي، أعلنه وزير النفط السعودي -حينها- علي النعيمي، الذي قال إن نفط حقل النعيم ومشروعًا آخر في مكمن الشعينة، لا يوجد عملاء لهما، على الرغم من أن الحقليْن مستعدان للضخ.
أما السبب الثالث فكان بعد اضطرار السعودية حينها -في عام 2008- إلى خفض إنتاجها من النفط الخام بنحو مليوني برميل يوميًا، تحت وطأة الضغوط المالية التي تسببت فيها الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت في العام نفسه، إذ عملت المملكة على مواكبة تراجع الطلب العالمي.
احتياطيات حقل النعيم
بينما لا توجد أرقام رسمية معلنة بشأن حجم احتياطيات حقل النعيم النفطي السعودي، أظهرت بعض التقديرات غير الرسمية أن احتياطيات الحقل تبلغ نحو 2.3 مليار برميل من الخام العربي الخفيف ذي الجودة العالية.
وبفضل هذه الاحتياطيات، تمكنت شركة أرامكو السعودية من إنتاج نحو 250 ألف برميل يوميًا، قبل بدء عمليات التطوير وزيادة الإنتاج في منتصف عام 2006، التي خرج إنتاجها إلى النور في عام 2009، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبعد انتهاء عمليات التطوير وزيادة الإنتاج، ارتفع إنتاج حقل النعيم إلى 350 ألف برميل يوميًا، إذ توجهت أغلب الكميات المنتجة منه إلى معامل الفصل، ومنها إلى خطوط الأنابيب التي نقلت الإنتاج بدورها إلى المصافي لإنتاج أنواع مختلفة من الوقود.
يُشار إلى أن شركة إنبي المصرية كانت قد شاركت في عمليات تطوير حقل النعيم السعودي، وذلك من خلال فوزها بمناقصة لصالح شركة أرامكو، تقضي بتنفيذ مجموعة من التوسعات في الحقل لزيادة إنتاجه من النفط الخام.
ولم تتجاوز الإضافة الإنتاجية للحقل 100 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، إذ إن الهدف -إلى جانب زيادة حجم الإنتاج- كان توفير إمكانات أخرى، من بينها إضافة منشآت ومعامل فصل الغاز، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من إنتاج الحقل النفطي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..