تتواصل مساعي تطوير حقل غاز المنصورية العراقي، نظرًا إلى أهميته الكبرى وما يحويه من احتياطيات ضخمة، ما يجعل بغداد تُعول عليه كثيرًا لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.

وواجه مسار تطوير الحقل الغازي صعوبات عديدة، تمثلت في توقف اتفاقيات تطويره مع شركة سينوبك الصينية عام 2023، ومن قبلها مع تحالف مُكون من 3 شركات بقيادة شركة تباو التركية عام 2020.

وبحسب تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تبحث وزارة النفط في الوقت الحالي خطة لطرح تطوير حقل غاز المنصورية العراقي العملاق في جولة تراخيص تعاقدية جديدة.

وقال عضو لجنة الطاقة النيابية هاتف سهر المشعل، إنه من المنتظر أن تنطلق جولة التراخيص السابعة، التي ستختص بحقلي المنصورية وعكاز، لا سيما مع وجود العديد من الشركات الدولية في محافظتي ديالى والأنبار.

بيانات الحقل

يقع حقل غاز المنصورية العراقي في محافظة ديالى -57 كيلومترًا شمال شرقي العاصمة بغداد- على مساحة تزيد على 140 كيلومترًا مربعًا، طولها يتجاوز 20 كيلومترًا، وعرضها 4 كيلومترات.

ويُقدّر مخزون حقل غاز المنصورية العراقي غير المطور بنحو 4.5 تريليون قدم مكعبة قياسية، ومحفور فيه بئران منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويُعد ثاني أكبر حقل غازي بعد حقل عكّاز في محافظة الأنبار.

ويُتوقع أن يوفر تطوير الحقل غازًا لتشغيل قرابة 1000 ميغاواط من الكهرباء.

وتقع تلال حمرين، التي ترتفع عن أرضه بنحو 30 مترًا، ضمن مساحة الحقل المحددة في خرائط الطاقة.

توقيع عقد تطوير حقل غاز المنصورية العراقي – الصورة من وكالة الأنباء العراقية

آبار حقل غاز المنصورية

في مارس/آذار 2023، كشف مصدر في شركة نفط الوسط، عن بدء إعداد البنية التحتية والترتيبات الأمنية لأكبر بئرين في حقل غاز المنصورية العراقي، الممتد إلى قضاء العظم شمال شرقي محافظة ديالى بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية.

وأوضح المصدر، أن الشركة وجهت باستكمال البنية التحتية لبئري الخشم الأحمر والجمر، التابعتين لحقل غاز المنصورية العراقي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف المصدر: “أُجري مسح ميداني لبئري الخشم الأحمر والجمر عن طريق لجنة مشتركة من قيادة عمليات ديالى وشركة نفط الوسط، لوضع المخططات الأمنية والفنية، وتفقد البنى التحتية، تمهيدًا لبدء العمل من قبل الشركات المستثمرة”.

وتابع: “سيُقلل حقل غاز المنصورية العراقي الاعتماد على الغاز المستورد، خلال السنوات المقبلة، إذ تهدف وزارة النفط إلى تقليل الاعتماد على الواردات والاستفادة من الغاز الموجود في الحقل، الذي يمثل عشرات الملايين من الدولارات للعراق”.

وتحتوي بئر الخشم الأحمر على احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي عالي الجودة، وتُعد أشهر وأهم بئر غازية، إذ يمكنها تشغيل محطة المنصورية الغازية لإنتاج 700 ميغاواط من الكهرباء لأكثر من 100 عام.

تطوير حقل غاز المنصورية

أوضحت وزارة النفط، في بيان سابق لها، أن الهدف من مشروع تطوير حقل غاز المنصورية العراقي تأمين الاحتياجات المحلية من الغاز، لتزويد محطات الكهرباء العاملة بوقود الغاز، وتقليل الاستيراد وتعظيم الإيرادات المالية، وتنشيط الحركة الاقتصادية في محافظة ديالى.‎

وقالت وزارة النفط، إن الحقل عُرِضَ ضمن جولة التراخيص الثالثة عام 2010، التي فاز بها ائتلاف شركات “تباو التركية، وكويت إنرجي، وكوكاز الكورية”، لكن تعذَّر عليها مباشرة عمليات التطوير، بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها المحافظة عام 2014.

وتابعت وزارة النفط: “طُرِحَ حقل غاز المنصورية للتنافس، استنادًا إلى قرار مجلس الوزراء رقم (270) لسنة 2019 لتطوير حقل غاز المنصورية بالجهد الوطني، وبمشاركة إحدى الشركات العالمية المؤهلة (51% شركة نفط الوسط، و49% الشركة الأجنبية)، واعتماد العقد المعياري لجولة الحقول الحدودية (الجولة الخامسة)، وفق مبدأ المشاركة بالربح.

وأكملت الوزارة: “بناءً على ذلك، شرعت وزارة النفط في تنظيم جولة للتنافس لتطوير حقل غاز المنصورية، واتُّخِذَت الإجراءات الأصولية بهذا الخصوص، إذ تضمنت الخطوات اختيار عدد من الشركات العالمية المؤهلة ودعوتها إلى المشاركة في تطوير الحقل، وعددها 16 شركة، أبدت 9 منها رغبتها في تطوير الحقل، أبرزها (بتروفاك، وسينوك، وغازبروم، وتوتال، وبي بي إل آسيا، وجيرا إنرجي غروب)”.

مقر وزارة النفط العراقية
مقر وزارة النفط العراقية – أرشيفية

وفي 20 أبريل/نيسان 2021 أُحيل مشروع تطوير حقل غاز المنصورية العراقي إلى الشركة مُقدمة العطاء الأقلّ، وهي شركة (سينوبك) الصينية، التي تتقاسمها شركة نفط الوسط بنسبة (51%) وشركة سينوبك بنسبة (49%)، باستثمار أولي بطاقة 300 مليون قدم مكعبة يوميًا، وفق ما كان مقررًا.

كان العراق قد ألغى، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، عقدًا وقّعه مع تحالف مكون من 3 شركات تقوده شركة البترول التركية (تباو)، بجانب كوكاز الكورية وكويت إنرجي الكويتية، لتطوير حقل غاز المنصورية، وقرر دعوة شركات الطاقة العالمية إلى استكمال عمليات تطويره.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.