توقّع خبير أوابك المهندس تركي حسن حمش، أن تتمكّن دولة أفريقية من رسم خريطة الطاقة العالمية خلال سنوات من الآن، وذلك بفضل إمكاناتها المكتشفة حديثًا، والتي تضعها في موقع القيادة لتؤدي دورًا مهمًا في قطاع النفط.

وأوضح الخبير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، في مقال حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أن ناميبيا أصبحت بعد حفر 37 بئرًا جافة خلال العامين الأخيرين، نقطة جذب للاستكشاف، متسائلًا: هل تكون هذه الدولة الأفريقية نقطة تحول في تاريخ الصناعة النفطية؟

ولفت خبير أوابك إلى أن ناميبيا حققت عددًا من الاكتشافات قبالة الساحل الجنوبي الغربي للقارة الأفريقية؛ الأمر الذي حوّلها إلى نقطة جذب؛ إذ تحققت أغلب الاكتشافات في مياه عميقة جدًا، مثل اكتشاف “غراف 1” (Graff-1) المكتشف على عمق 2000 متر تحت الماء، وقدرت احتياطياته بنحو 500 مليون برميل مكافئ من النفط.

كما تمكّنت ناميبيا من اكتشاف “فينوس 1-إكس” (Venus 1-X) في مياه عمقها 3000 متر، والذي تشير بعض التقديرات إلى أن مصادره القابلة للإنتاج قد تصل إلى 2 مليار برميل مكافئ، بخلاف اكتشاف “جونكر ون إكس” (Jonker-1X) في مياه عمقها 2200 متر، باحتياطيات تبلغ 2.5 مليار برميل مكافئ.

استكشاف النفط في ناميبيا

يقول خبير أوابك المهندس تركي حسن حمس، إن شركات نفط عالمية عملاقة أعلنت مؤخرًا خططها لمضاعفة جهود استكشاف النفط في ناميبيا، مع ضمان مشاركة محلية فعّالة في هذه الجهود، وفق المقال الذي نشرته منظمة أوابك على صفحتها في منصة “إكس” (تويتر سابقًا).

وكانت الشركات قد أعلنت، في 24 أبريل/نيسان الماضي، خلال مشاركتها في مؤتمر الطاقة الدولي الناميبي، المنعقد في العاصمة “ويندهوك”، خططها لدمج الجهود المحلية؛ إذ أعلنت شركة شيفرون الأميركية (Chevron) خططها لحفر بئر استكشافية في ترخيص “بيل 90” (PEL 90) خلال ديسمبر/كانون الأول 2024.

وكان قطاع النفط في ناميبيا قد شهد صفقتين، خلال شهر أبريل/نيسان 2024؛ إذ أبرمت شركة شيفرون اتفاقية للاستحواذ على 80% من رخصة تشغيل مربع نفط بحري قبالة سواحل البلاد، كما حصلت شركة هاليبرتون الأميركية لخدمات الطاقة (Halliburton) على عقد لتطوير مشروع إنشاء آبار عميقة قبالة السواحل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ورغم أن حقول النفط والغاز في الدولة الأفريقية لم تصل إلى مرحلة الإنتاج حتى الآن؛ فإنها تُعَد مقصدًا للشركات العالمية، بعد تمكُّن شركتي توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) وشل (Shell)، من تحقيق اكتشافات نفطية هناك.

ولفت خبير أوابك إلى أن شركة إكسون موبيل (ExxonMobil) بدورها، أعلنت استثمار نحو 1.2 مليار دولار في غايانا، وهي رؤية تسعى لمحاكاتها في ناميبيا، مؤكدة، على لسان مدير استكشاف “جنوب الأطلسي” فيها، أن النفط والغاز سيؤديان دورًا حيويًا في مزيج الطاقة العالمي لسنوات مقبلة.

وفي المجال نفسه، قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية باتريك بويانيه، إن شركته تهدف بحلول نهاية العام المقبل (2025) إلى الموافقة على أول مشروعاتها لتطوير إنتاج النفط في ناميبيا باكتشاف فينوس؛ بما في ذلك سفينة إنتاج وتخزين عائمة، بسعة تصل إلى 180 ألف برميل يوميًا.

آمال تطوير النفط في ناميبيا

قال خبير أوابك المهندس تركي حسن حمش، إنه بينما لم يُعط أي حقل نفطي في ناميبيا ضوءًا أخضرًا؛ فإن كثيرًا من الآمال معلقة على إمكان حدوث طفرة اقتصادية مشابهة لما حدث في غايانا، التي أصبحت أسرع الاقتصادات نموًا في العالم.

ولفت إلى أن منظمة أوابك كانت قد أوضحت في دراسة عام 2023، أن أفريقيا يمكن أن تشكل مصدرًا مهمًا من مصادر أمن الطاقة العالمي، وذلك من خلال الاكتشافات العملاقة التي تتحقق في مختلف أحواضها؛ إذ تستطيع هذه الاكتشافات تغيير مسار حركة الشركات النفطية العالمية في أفريقيا.

سفينة الحفر ميرسك فوياجر في مربع فينوس-1 النفطي قبالة شاطئ ناميبيا
سفينة الحفر ميرسك فوياجر في مربع فينوس-1 النفطي قبالة شاطئ ناميبيا – الصورة من مجلة أوفشور ماغازين

وأضاف خبير أوابك: “تعمل شركة بي دبليو إنرجي (BW Energy) على تطوير حقل غاز كودو، المكتشف في عام 1974 على بُعد 130 كيلومترًا جنوب غربي سواحل ناميبيا، وتقدر احتياطياته الغازية بنحو 292 مليار متر مكعب؛ منها نحو 47 مليار متر مكعب من الاحتياطيات المؤكدة”.

يُشار إلى أن ناميبيا كانت قد أعلنت خططها لبدء إنتاج النفط والغاز في عام 2030، وذلك بعد اكتشاف نحو 2.6 مليار برميل من النفط؛ الأمر الذي دفع الأمين العام لمنظمة البلدان المصدّرة للنفط أوبك هيثم الغيص، إلى الترحيب بالشراكة مع الدولة الأفريقية، مؤكدًا أن النفط والطاقة لديها ضروريان لتلبية الطلب مستقبلًا.

وفي الوقت الحالي، تحتضن ناميبيا نحو 4 أحواض بحرية وحوضين برّيين؛ إذ حُفرت في هذه المناطق ما يزيد على 30 بئرًا استكشافية حتى الآن، وهي مرشحة للزيادة مع الصفقات الأخيرة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

أفريقيا والطلب العالمي على الطاقة

بحسب خبير أوابك؛ فإن الدراسة أكّدت أن تقييد ميزانيات الاستكشاف سيقود إلى انخفاض الإمدادات العالمية من النفط والغاز، خلال وقت يرتفع فيه الطلب بشكل ملحوظ على المدى القصير، ولا سيما أن أوروبا في حاجة لمصادر طاقة جديدة.

وأكد المهندس تركي حسن حمش ضرورة أن تأخذ إستراتيجيات الاتحاد الأوروبي وطموحاته بشأن الطاقة الخضراء في اعتبارها حاجة دول أفريقيا إلى الخروج من فقر الطاقة وتحقيق التنمية الاقتصادية، وتصدير النفط والغاز، في ظل عدم وجود استثمارات كافية لبناء صناعات وطنية قوية للطاقة المتجددة.

الطاقة المتجددة في أفريقيا

وأشار خبير أوابك إلى تزايد مكانة القارة الأفريقية على خريطة الطاقة العالمية؛ إذ تملك بعض دول القارة القدرة على ضخ مزيد من الإنتاج لأسواق الطاقة؛ إذ تغلبت على التحديات المتعلقة بتطوير البنية التحتية، والتكنولوجيا، والاستقرار الجيوسياسي، وإيجاد استثمارات كافية لتطوير المشروعات النفطية الحالية والمستقبلية.

وكانت شركة النفط البرتغالية غالب إنرجيا (Galp Energia)، قد كشفت النقاب مؤخرًا عن وجود ما يزيد على 10 مليارات برميل من النفط داخل حقل موباني في رخصة النقيب رقم 83 قبالة سواحل ناميبيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعَد هذا الاكتشاف هو الأحدث الذي جاء بعد اختتام المرحلة الأولى من التنقيب بالحقل؛ إذ يقع حقل موباني داخل حوض أورانج على السواحل الناميبية، الذي حققت شل وتوتال اكتشافات نفط وغاز عديدة فيه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.