حذّر خبير صناعة الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، من خطورة القرار الذي اتخذته واحدة من كبرى شركات صناعة الأسمدة في مصر للتحول من استعمال الغاز واستبدال الهيدروجين به.
ووفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وافق مجلس إدارة شركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية في اجتماعه أمس الأربعاء 26 يونيو/حزيران (2024) بالإجماع على البدء في مشروع الإحلال الجزئي للغاز الطبيعي بالهيدروجين.
وقال خبير أوابك في تغريدة عبر حسابه الرسمي بمنصة إكس: “إن كان القرار صحيحًا، فهو أكبر خطأ سترتكبه الشركة في تاريخها وسيسبّب انهيارها”.
يأتي قرار شركة صناعة الأسمدة المصرية في أعقاب إعلان وقف مصانعها الـ3 عن العمل مؤقتًا بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي، في ظل توجيه غالبية الوقود لمحطات الكهرباء.
الجدوى الاقتصادية
شدد خبير أوابك على أن الهيدروجين حل غير اقتصادي، إذ إنه -على سبيل المقارنة- يحدد القانون المصري سعر بيع الغاز المورد لصناعة الأسمدة غير الآزوتية بنحو 5.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في حين تبلغ تكلفه الهيدروجين 32 دولارًا.
وتضمنت قرارات شركة أبوقير، إلى جانب البدء في استعمال الهيدروجين -وفق اخطار للبورصة اليوم الخميس 27 يونيو/حزيران اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- تركيب محطات طاقة شمسية بقدرة 25 ميغاواط لتقليل استهلاك الكهرباء من الشبكة أو مولدات الكهرباء الداخلية.
وكان خبير أوابك قد أكد في تصريحات سابقة أن تكلفة إنتاج الهيدروجين تعدّ أحد المعوقات الرئيسة أمام التوسع في استعماله، إذ إن كلفة تصنيع المحللات الكهربائية مرتفعة للغاية، وتبلغ 840-1000 دولار لكل كيلوواط من القدرة المركبة، علاوة على صعوبة إيجاد مصادر التمويل.
وأشار المهندس وائل حامد، إلى أن تكلفة إنتاج الهيدروجين تعادل 7 أضعاف تقريبًا تكلفة إنتاج الغاز، إذ تبلغ التكلفة نحو 32 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الهيدروجين، مقارنة بـ5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في حالة الغاز الطبيعي.
وشدد على أن تمكين الهيدروجين من أداء دور فعال في المستقبل يتطلب بناء سلسلة قيمة ذات سعة عالية بمرونة عالية تضمن إنتاجه وتخزينه ونقله بكميات كبيرة من مواقع الإنتاج إلى مراكز الاستهلاك.
وأوضح خبير أوابك أن تكلفة نقل الهيدروجين تُعدّ مرتفعة للغاية، وقد تبلغ 11 دولارًا لكل كغم، إلّا أن هذه التكلفة مرشحة للتراجع مع مرور الوقت استنادًا إلى التقدم في 3 عوامل، منها تحسّن اقتصادات الحجم وبناء وحدات عالية السعة، وتطور التقنيات المستعملة في نقل الهيدروجين، وتحسين كفاءتها التي قد تقلل التكاليف بنسبة 35%، والتعلم عبر الممارسات المكتسبة من عمليات التشغيل، لتوحيد المواصفات القياسية، وتقليل مصاريف التشغيل والتحكم.
الأسمدة في مصر
أعلنت شركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية، الثلاثاء الماضي، إيقاف مصانعها الثلاثة عن العمل بسبب توقّف إمدادات الغاز الطبيعي لها.
وأوضحت أن موجة الطقس الحارة بشكل يزيد عن المعدلات الطبيعية المتوقعة لهذه المدة من العام تسببت في زيادة معدلات استهلاك الطاقة بشكل غير مسبوق، بالتزامن مع توقّف بعض مصادر إمداد الغاز الإقليمي، وهو ما أدى إلى تأثُّر مخزون شبكة الغاز بالسلب.
وأضافت أنه حرصًا على عدم إلحاق أيّ أضرار بمصانع الشركة بسبب تلك الظروف التشغيلية، توقّفت إمدادات الغاز الطبيعي لها لحين تحسّن الظروف التشغيلية للشبكة، وبناءً عليه أوقِفَت مصانع الشركة الثلاثة.
وتتميز شركة أبوقير للأسمدة بموقع متميز على البحر المتوسط، وقريب جدًا من مواني الشحن، وخاصة ميناء أبوقير وميناء الدخيلة، ويجري التصدير في صورة سائلة أو معبّأ.
ويتمثل نشاط الشركة في صناعة جميع أنواع الأسمدة والمواد الكيماوية والمواد الأخرى المرتبطة بها، أو المشتقة منها، أو اللازمة لصناعتها وتعبئتها وشرائها وبيعها داخل مصر وخارجها.
وتعدّ شركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية من أكبر منتجي الأسمدة النيتروجينية في مصر والشرق الأوسط، إذ تنتج نحو 50 % من إجمالي الأسمدة النيتروجينية المصرية، وهي من الشركات الرائدة في مجال صناعة الأسمدة النيتروجينية والمواد والمخصبات الكيميائية والمواد المرتبطة بها، أو المشتقة منها، اللازمة لصناعتها وتعبئتها وشرائها وبيعها والاتّجار فيها داخل مصر وخارجها.
وتمتلك الشركة 3 مصانع لإنتاج الأمونيا واليوريا العادية والمخصوصة ونترات النشادر والسماد السائل، وتبلغ السعة التخزينية لها أكثر من 120 ألف طن من اليوريا بنوعيها (المخصوص والعادي)، وفق الموقع الرسمي للشركة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..