يبذل الباحثون جهودًا مكثفة لخفض البصمة الكربونية في الزراعة في إطار الاتجاه العالمي لمواجهة التغيرات المناخية وتعزيز الأمن الغذائي.

وفي هذا الإطار، توصّل باحثان ليبيّان إلى طريقة لمواجهة التحديات الناتجة عن التغير المناخي عبر تطبيق تقنيات الزراعة المائية التي تساعد في التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، وتعزيز الاستدامة الزراعية.

وأطلق الباحثان سراج محمد بشية ومنير بنور صالح على مشروعهما اسم “الجنة الخضراء”، الذي يهدف إلى خفض البصمة الكربونية في الزراعة من خلال الاعتماد على تقنيات مرنة ومستدامة، وتقديم حلول مبتكرة لمعالجة قضايا بيئية مثل التصحر وندرة المياه.

وأكد الباحثان -خلال تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- الدور الحيوي الذي تؤدّيه الزراعة المائية في تحسين الإنتاج الزراعي باستعمال موارد أقل من الماء والتربة؛ ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي.

تقنية ليبية مبتكرة تعتمد على الزراعة المائية لخفض البصمة الكربونية

طريقة خفض البصمة الكربونية في الزراعة

قال المهندس سراج بشية، إن التحديات البيئية المتزايدة، مثل ندرة المياه، وتغير المناخ، وزيادة الطلب على الغذاء الصحي والمستدام، قد فرضت الحاجة الملحّة إلى تبنّي تقنيات زراعية مبتكرة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.

وأضاف بشية أن فكرة مشروع “الجنة الخضراء” جاءت بمثابة مبادرة ريادية تهدف إلى توفير حلول زراعية ذكية لمواجهة بعض تداعيات تغير المناخ -مثل شح المياه في ليبيا- من خلال الاعتماد على تقنية الزراعة المائية (الهيدروبونيك).

وأوضح أن (الهيدروبونيك) نظام زراعي متطور يتيح زراعة النباتات دون تربة.

وتابع أن المشروع يتّسم بقدرته على إنتاج محاصيل عالية الجودة باستعمال موارد أقل مقارنةً بالزراعة التقليدية، إذ يستغني عن التربة ويستبدل بها أنظمة مائية مغذية تُتيح للنباتات النمو في بيئة محكومة ومثالية.

واستطرد قائلًا، إن المشروع يركّز على زراعة مجموعة واسعة من المحاصيل، مثل الخضروات الورقية، والأعشاب العطرية، والفواكه الصغيرة؛ بهدف تلبية احتياجات السوق المحلية والعالمية للمنتجات العضوية والنظيفة.

ويُضاف إلى ذلك دور مشروع “الجنة الخضراء” بخفض البصمة الكربونية في الزراعة.

الباحث الليبي منير صالح أثناء عمله على تقنية الزراعة المائية
الباحث الليبي منير صالح خلال عمله على تقنية الزراعة المائية

أهداف مشروع الزراعة المائية

أوضح الباحث الليبي أن فكرته الرامية إلى خفض البصمة الكربونية في الزراعة تعتمد على استعمال أنظمة الزراعة المائية مثل الأنظمة العائمة أو الأنظمة العمودية أو أنظمة الأنابيب (NFT)، مع نظام لترشيح المياه وإعادة تدويرها، بجانب إضاءة صناعية لدعم نمو المحاصيل في الأماكن المغلقة، ومحلول مغذٍّ يحتوي على العناصر الأساسية لنمو النباتات.

إلّا أنه أكد أن تطبيق هذا النظام يتطلب معرفة تقنية لضمان تشغيل الأنظمة وصيانتها بكفاءة.

ولفت بشية -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن مشروع الزراعة المائية يسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف الطموحة التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، وأبرزها:

1- ترشيد استهلاك المياه: تستهلك الزراعة المائية كميات أقل من المياه بنسبة تصل إلى 90% مقارنًة بالزراعة التقليدية.

2- زيادة الإنتاجية: يتيح النظام للنباتات النمو بشكل أسرع بسبب التوفير المستمر للمغذيات والظروف المثالية للنمو.

3- الاستغلال الأمثل للأراضي: يمكن تطبيق المشروع في المناطق القاحلة أو غير الصالحة للزراعة، وحتى في الأماكن الحضرية على الأسطح أو داخل البيوت المحمية؛ ما يقلل الاعتماد على الأراضي الزراعية.

4- الحفاظ على البيئة: يقلل المشروع من الحاجة إلى استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية بكميات كبيرة؛ ما يحافظ على جودة البيئة، ويقلّل الاعتماد على الزراعة التقليدية المهددة بالتغيرات المناخية.

5- إنتاج محاصيل نظيفة وصحية: تسهم الزراعة المائية في إنتاج محاصيل زراعية صحية ومستدامة وخالية من الملوثات؛ ما يعزز الطلب على المنتجات العضوية.

6- توفير فرص عمل جديدة، خاصة في المناطق الحضرية والمناطق التي تعاني من نقص الأراضي الزراعية.

الباحث الليبي منير صالح أثناء عمله على تقنية الزراعة المائية
الباحث الليبي منير صالح خلال عمله على تقنية الزراعة المائية

ولفت بشية إلى أن مشروع “الجنة الخضراء” قد أسهم خلال مشاركته في المعرض الليبي الزراعي بدورته التاسعة، في تعزيز الحوار حول الحلول الزراعية المستدامة في ليبيا، مع تأكيد أهمية التعاون لتحقيق مستقبل زراعي مستدام يواجه التحديات البيئية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.