لجأ الجيش الهندي إلى دمج الهيدروجين الأخضر مع الطاقة الشمسية، لتوفير الطاقة المتجددة في إحدى المنشآت العسكرية، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتتعاون شركة توليد الكهرباء المملوكة للدولة “إن تي بي سي” (NTPC) مع الجيش الهندي لبناء شبكة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية وبطارية الهيدروجين خارج الشبكة، لضمان الكهرباء النظيفة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، في منشأة بمنطقة لاداخ الجبلية.
وسيحلّ هذا المشروع -الذي قد يكون الأول من بين العديد من هذه المشروعات- محلّ مولدات الديزل الحالية، ويزيل الصعوبات في توفير وقود الديزل لقرية تشوشول النائية.
ويُقترح الهيدروجين الأخضر في الهند بشكل متزايد بوصفه حلًا عمليًا لاعتماد الجيش على الوقود الأحفوري، والحاجة إلى الحفاظ على خطوط الإمداد إلى المواقع خارج الشبكة، وخاصةً في أثناء الحرب.
مشروع الهيدروجين الأخضر في الهند
سيُقرَن ما مجموعه 3.2 ميغاواط من الألواح الشمسية مع بطارية 0.3 ميغاواط أو 1.2 ميغاواط/ساعة، وجهاز تحليل كهربائي بغشاء تبادل البروتون بقدرة 1 ميغاواط، مع تخزين الهيدروجين الأخضر المنتج واستعماله لتوليد الكهرباء عبر خلية وقود بقدرة 200 كيلوواط، عندما لا تتمكن الألواح الشمسية والبطارية من توفير كهرباء كافية.
وقالت شركة “إن تي بي سي”: “نظرًا لارتفاع إشعاع الشمس في منطقة لاداخ وانخفاض درجات الحرارة، فإن هذا المشروع سيسهّل إنتاج الطاقة الخضراء واستهلاكها، والقضاء على الاعتماد على لوجستيات الوقود، وتعزيز الاكتفاء الذاتي في المناطق النائية المتضررة من الانقطاعات في ربط الطرق”.
وبمجرد تشغيله، سيُبشّر المشروع بعصر جديد من إزالة الكربون من قطاع الدفاع بعيدًا عن جبال الهيمالايا، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “هيدروجين إنسايت” (Hydrogen Insight).
ومن المقرر أن تحافظ “إن تي بي سي” على المشروع لمدّة 25 عامًا، من أجل “دعم الجنود الهنود المتمركزين في هذه التضاريس الصعبة إستراتيجيًا والمناخ الصعب”، إذ تبلغ درجات حرارة الشتاء 30 درجة مئوية تحت الصفر وارتفاع 4400 متر.
توفير كهرباء نظيفة
أوضحت شركة “إن تي بي سي” أن “الشبكة الصغيرة التي تعمل بالطاقة الشمسية والهيدروجين من المقرر أن تحلّ محلّ مولدات الديزل الحالية المستعملة حاليًا في مواقع الجيش خارج الشبكة”.
وقالت الشركة: “تُقدّم هذه الأنظمة العديد من المزايا، بما في ذلك دمج مصادر الطاقة المتجددة، وإمدادات الكهرباء المستقرة في ظل ظروف معاكسة، وانخفاض انبعاثات الكربون، وتعزيز نظام بيئي للطاقة أنظف وأكثر استدامة، لأنها قابلة للتطوير بدرجة كبيرة ومناسبة لتطبيقات مختلفة”.
وتابعت: “علاوةً على ذلك، تجمع هذه الأنظمة بين موثوقية تخزين البطاريات مع قدرة تخزين الطاقة الممتدة للهيدروجين، ما يضمن إمدادًا ثابتًا بالكهرباء”.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن لاداخ هي منطقة خاضعة للحكم الهندي، وهي موضع نزاع بين كل من باكستان والصين، بعد أن انفصلت عن ولاية جامو وكشمير في عام 2019.
وبوصفها منطقة متنازعًا عليها، تحتفظ الهند بوجود عسكري كبير في لاداخ، خاصةً بعد اشتباك مع القوات الصينية في عام 2020 أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 20 جنديًا هنديًا و4 جنود صينيين.
وتقع مدينة تشوشول على مرمى حجر من خط السيطرة الصيني، الذي يمثّل الحدود الفعلية بين البلدين، وشهدت مقتل 114 جنديًا هنديًا في غزو صيني عام 1962.
أول منشأة لإنتاج الصلب تعمل بالهيدروجين
تُكثِّف الهند جهودها في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتستهدف إنتاج 5 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030.
ووفقًا لوزارة الطاقة الجديدة والمتجددة، هناك مشروعات مختلفة جارية، بما في ذلك مهمة الهيدروجين الوطنية، التي تهدف إلى الترويج للهيدروجين بوصفه مصدرًا للطاقة النظيفة.
وتُعدّ صناعة الصلب في الهند مساهمًا رئيسًا في انبعاثات الكربون، إذ تُنتج نحو 300 مليون طن من الصلب سنويًا، وهو ما يمثّل نحو 7% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد.
لذلك، انضمت شركة جينسول للهندسة (Gensol Engineering) إلى اتحاد ماتريكس للغاز والطاقة المتجددة (Matrix Gas & Renewables Consortium) لقيادة أول منشأة لإنتاج الصلب تعمل بالهيدروجين الأخضر في الهند.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، سيشهد المشروع إنشاء أول منشأة لإنتاج الصلب الأخضر تستعمل الهيدروجين الأخضر بنسبة 100%، بوصفه مصدرًا للطاقة.
وهذا المشروع هو واحد من 3 مشروعات تجريبية معتمدة في إطار مهمة الهيدروجين الأخضر الوطنية، بدعم من وزارة التعدين ووزارة الطاقة الجديدة والمتجددة.
وبإجمالي نفقات رأسمالية يُقدَّر بنحو 321 كرور روبية هندية (38 مليون دولار)، يستفيد المشروع من حافز رأسمالي بنسبة 50% من حكومة الهند، بحسب ما نقلته منصة “غاز وورلد” (Gas World).
وباستعمال الهيدروجين الأخضر المنتج من الطاقة المتجددة، تهدف المنشأة الجديدة إلى القضاء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة عادةً بإنتاج الحديد الإسفنجي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..