تمكّن مطوّرون من دمج 300 لوح شمسي بقوة 80 كيلوواط، على سطح أحد المتاحف الشهيرة، دون الإضرار بجماليات المبنى، وفق التحديثات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ووُضعت الألواح الشمسية على أكبر سقفين لمتحف غوغنهايم في بلباو بإسبانيا، بطريقة لا يمكن رؤيتها من الشارع، وهي مدمجة في هندستها المعمارية؛ نظرًا إلى أن الحفاظ على التفرد المعماري كان يمثل تحديًا كبيرًا في تطوير المشروع.

وتتيح الألواح الشمسية على سطح المتحف، استهلاكًا ذاتيًا سنويًا يبلغ 80 ميغاواط/ساعة وتوفير نحو 5% في استهلاك المتحف للكهرباء، وهو ما يكفي لتغطية احتياجات الإضاءة لجميع قاعات العرض.

وسيعمل هذا الإجراء الاستهلاكي الذاتي على منع انبعاث 16 طنًا من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما يعادل زراعة نحو 800 شجرة.

مزايا تثبيت 300 لوح شمسي

هذه البنية التحتية، التي نفّذتها شركة إيبردرولا الإسبانية (Iberdrola) مع مُثبِّتها بيكوت سولار (Bikote Solar)، وبالتعاون مع المهندس المعماري التنفيذي للمتحف سيزار كايكوييا، هي واحدة من المبادرات المستدامة الرئيسة التي ينفذها متحف غوغنهايم بلباو منذ عام 2019.

كما أنها أحد الإجراءات المدرجة في خطة الاستدامة البيئية لمتحف غوغنهايم بلباو 2024-2025، والتي تتضمّن التزامًا بالتحرك نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2030، بحسب ما جاء في البيان الصحفي الذي أصدرته “إيبردرولا”.

ويُكمل مشروع الألواح الشمسية في مرافق متحف غوغنهايم بلباو، الذي بدأ في يناير/كانون الثاني 2024، بتركيب 90 لوحًا شمسيًا في المستودع الخارجي للمتحف.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، توفر هذه الألواح ما معدله 30% من إجمالي الطلب على الكهرباء في المبنى، على الرغم من أن الألواح تغطي احتياجات الكهرباء بالكامل في الأيام المشمسة.

وعلى الرغم من أن الألواح الشمسية تُعَد الخيار الواضح لمثل هذا التطبيق؛ فإن التحدي كان يتمثّل في دمجها بالموقع مع الشكل المتموج للمتحف.

كانت أسطح المباني الأكبر حجمًا بمثابة مواقع مثالية للتركيب؛ حيث ستظل الألواح خارج نطاق رؤية الزوار؛ واشتُرِيَت الألواح الشمسية المتوافقة مع الألوان لضمان عدم إزعاج تفرد المبنى المعماري.

الألواح الشمسية على سطح متحف غوغنهايم في بلباو – الصورة من منصة يورو نيوز

البصمة الكربونية وخفض الانبعاثات

بُني متحف غوغنهايم في بلباو خلال العقد الأخير من القرن الـ20، ويدمج الحداثة في تصميمه وعملياته؛ وبدأ المتحف منذ عام 2019، في تسجيل بصمته الكربونية حتى جعلها عامة.

على مدار السنوات القليلة الماضية، وسّع المتحف -أيضًا- نطاق حسابات بصمته الكربونية لتشمل الانبعاثات غير المباشرة.

في عام 2023، سجّل المتحف انخفاضًا في انبعاثاته عن السنوات السابقة، وبدءًا من يونيو/حزيران 2024، لم يشترِ سوى 100% من الطاقة المتجددة.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، خفّض المتحف استهلاكه للغاز بنسبة 35%، واستهلاكه للكهرباء بنسبة 6% منذ عام 2022، عندما بدأ في تطبيق معايير التحكم في درجة الحرارة والرطوبة النسبية الأكثر تكيفًا مع الظروف الخارجية.

منذ ذلك العام، كان المتحف رائدًا دوليًا في هذا التغيير بمعايير الحفظ الوقائي للأعمال الفنية؛ ما له تأثير كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للمؤسسات المتحفية الكبيرة.

وبينما يتطلع المتحف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030، كان يبحث عن طرق مستدامة لتلبية احتياجات الإضاءة لجميع معروضاته.

معارضة الألواح الشمسية

توضح تجربة الألواح الشمسية في متحف غوغنهايم أنه لا يتعين علينا الاختيار بين التراث والاستدامة، إذ يُمكن أن يسير الاثنان جنبًا إلى جنب.

على سبيل المثال، تصدّرت حديقة أثرية في بومبي بإيطاليا عناوين الأخبار العام الماضي (2023)، عندما رُكِّبَت ألواح شمسية تشبه بلاط التراكوتا (الفخار).

ويُمكن أن تكون مثل هذه التركيبات بمثابة نموذج للمباني التراثية الأخرى التي تسعى إلى التحول للون الأخضر، ولكنها تواجه معارضة شديدة، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ” (Interesting Engineering).

وفي العام الماضي (2023)، واجهت الخطوة لتثبيت الألواح الشمسية على سطح كنيسة كينجز كوليدج في كامبريدج بالمملكة المتحدة بعض المعارضة الشديدة.

ويُمكن رؤية الألواح المثبّتة من الشارع، وتتعارض أيضًا مع المباني المدرجة في الدرجة الأولى في المملكة المتحدة، والتي تمنح العمارة حماية خاصة من أي تغييرات.

ولتسهيل تثبيت التكنولوجيا الموفرة للطاقة، لم تعد الحكومات في المدن الأوروبية تلزم السكان بطلب الإذن لتثبيتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.