تتزايد سعة الطاقة النووية في الصين بمعدل أسرع من أي بلد آخر في القرن الـ21، تلبيةً للطلب المتزايد على الكهرباء، لتكون في طريق الصدارة عالميًا خلال السنوات المقبلة.
وتبني الصين ما يكفي من القدرات النووية لتجاوز فرنسا في غضون السنوات القليلة المقبلة، لتصبح صاحبة ثاني أكبر أسطول نووي في العالم، كما أنه من غير المستبعد تخطيها أميركا صاحبة المركز الأول خلال العقد المقبل، وفقًا لتقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ويقع نصف الطاقة النووية قيد الإنشاء عالميًا في الصين، إذ تروّج لها الحكومة لدعم قدرة الحمل الأساسي بقطاع الكهرباء والمساعدة في تحقيق أهدافها الخاصة بخفض الانبعاثات قبل عام 2030 والحياد الكربوني بحلول عام 2060.
ومع ذلك، قد لا تُؤتي جميع عمليات البناء المقترحة ثمارها، إذ إن أقل من ثلث خطط سعة الطاقة النووية في الصين قد بدأ بناؤها، كما أنها تلغي مشروعات نووية أكثر من أي دولة أخرى، خاصة مع وقف تصاريح المحطات النووية الداخلية، بعد كارثة فوكوشيما في اليابان، خصوصًا فيما يتعلق بالمخاوف بشأن السلامة والآثار البيئية.
الطاقة النووية في الصين
بناءً على الخطط الحالية، من المتوقع ارتفاع سعة الطاقة النووية قيد التشغيل في الصين إلى 71 غيغاواط بحلول 2026، لتجاوز القدرة العاملة لدى فرنسا في ذلك الوقت عند 66 غيغاواط، وتصبح في المركز الثاني عالميًا.
وحتى يوليو/تموز 2024، تبلغ سعة الطاقة النووية في الصين قيد التشغيل 58.1 غيغاواط، خلف الولايات المتحدة (102.5 غيغاواط) وفرنسا (64 غيغاواط)، وتمثّل الدولتان الأخيرتان أكثر من 50% من قدرة الطاقة النووية التشغيلية في العالم، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة تحليل البيانات غلوبال إنرجي مونيتور.
وبينما تحتل الصين مرتبة متأخرة عن فرنسا من حيث إجمالي القدرة النووية التشغيلية، إلا أنها تتفوق عليها من حيث عدد وحدات الطاقة النووية العاملة، بإجمالي 58 وحدة مقابل 56 وحدة.
كما تفوقت الصين على فرنسا، في القدرة السنوية لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية، خلال الأعوام الـ4 المتتالية الأخيرة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
توليد الكهرباء من الطاقة النووية
تُعد أميركا والصين وفرنسا أكبر 3 دول من حيث توليد الكهرباء من الطاقة النووية عالميًا بنهاية عام 2023، كما يرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:
وبلغ نصيب الطاقة النووية في أميركا 18%، ما يعادل 775 تيراواط/ساعة من إجمالي توليد الكهرباء (4.25 ألف تيراواط) خلال العام الماضي.
وبلغ حجم توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الصين 435 تيراواط/ساعة، ما يمثّل 5% من إجمالي الكهرباء المولدة، البالغ 9.5 آلاف تيراواط/ساعة، في العام الماضي، وجاءت بعدها فرنسا بمقدار 336 تيراواط/ساعة من الطاقة النووية، ما يمثّل 65% من إجمالي الكهرباء المولدة (514 تيراواط/ساعة).
وعلى الرغم من نمو سعة الطاقة النووية في الصين، فإن حصتها ما تزال أقل من المتوسط العالمي البالغ 9%، بسبب الطلب الإجمالي الكبير على الكهرباء، كما أن قدرة المحطات التي تعمل بالفحم ما تزال تمثّل أكثر من نصف الكهرباء المولدة في البلاد.
هل تتجاوز الصين أميركا؟
رغم قدرة الصين على تجاوز فرنسا خلال السنوات القليلة المقبلة؛ فإنها ستحتاج إلى أكثر من 100 غيغاواط من القدرة التشغيلية حتى تتجاوز الولايات المتحدة، لكن المشروعات الصينية المتوقعة قد تضيّق الفجوة مع أميركا صاحبة أكبر أسطول نووي عالميًا (102 غيغاواط) عبر 94 وحدة.
وتبلغ سعة الطاقة النووية المتوقعة في الصين 118 غيغاواط، في المقابل، تمتلك الهند ثاني أكبر قدرة نووية متوقعة (31.7 غيغاواط).
وتخطط الولايات المتحدة لبناء 8 غيغاواط فقط من قدرة توليد الكهرباء من الطاقة النووية، لتأتي في المرتبة الثامنة عالميًا بعد فرنسا (12 غيغاواط).
وتستهدف بكين زيادة إجمالي أسطولها التشغيلي من الطاقة النووية إلى 70 غيغاواط بحلول عام 2025، لكن التوقعات الحالية تشير إلى أنها ستحقق هذا الهدف بحلول 2026.
وفي الوقت الحالي، هناك 25% فقط من سعة الطاقة النووية في الصين المتوقعة البالغة 118 غيغاواط، محدد لها موعد للتشغيل حتى عام 2029، وهو ما سيجعل البلاد تصل إلى 88 غيغاواط من القدرة العاملة بحلول هذا الموعد.
وفي سيناريو تشغيل جميع القدرات المحتملة وعدم وجود حالات إغلاق لبعض المحطات النووية، ستتفوّق الصين بسهولة على أميركا بصفتها أكبر أسطول نووي عامل عالميًا، لتصل الصين إلى 177 غيغاواط (قدرة تشغيلية حالية 58 غيغاواط، وقدرة محتملة 119 غيغاواط)، مقابل 110 غيغاواط لأميركا (قدرة عاملة 102 غيغاواط وقدرة محتملة 8 غيغاواط).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..