كشفت بيانات حصلت عليها منصة الطاقة (مقرّها واشنطن) أن سفينة إعادة تغويز (تحوّل الغاز المسال إلى صورته الغازية) في طريقها إلى العين السخنة في مصر، بخطوة يُتوقع أن تخفف من حدّة أزمة الكهرباء المحلية.

كانت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيجاس (EGAS) قد وقّعت عقدًا مع شركة هوج النرويجية (Galleon) لاستئجار سفينة إعادة التغويز هوج غاليون (Hoegh Galleon).

يستمر عقد الإيجار خلال المدة بين شهري يونيو/حزيران (2024) وفبراير/شباط من عام 2026.

يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه مساعي القاهرة لاستيراد الغاز المسال لتلبية الطلب المحلي المتزايد، بينما تواجه نقصًا حادًّا (لكنه نقص طبيعي متعارف عليه دوليًا) في إنتاج حقل ظهر (أكبر حقل غاز في مصر) الذي تديره شركة إيني الإيطالية (ENI).

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر في تصريحات إلى منصة الطاقة أن القاهرة تستعد لشراء 5 شحنات غاز مسال شهريًا حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2024).

سفينة إعادة تغويز في مصر

من المقرر أن تبدأ سفينة إعادة التغويز عملها بالعين السخنة يوم الأحد الموافق 30 يونيو/حزيران الجاري، وبحدّ أقصى في اليوم الثالث من يوليو/تموز المقبل (2024).

وستكون البداية بإعادة تغويز شحنتين من الغاز المسال، حسبما قالت مصادر مطّلعة في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

كما كشفت المصادر النقاب عن أن وزارة البترول تستعد لاستيراد 5 شحنات غاز مسال شهريًا، حتى الأول من أكتوبر /تشرين الأول المقبل (2024).

تحمل السفينة -بسعة 170 ألف متر مكعب- علم سنغافورة، ويصل طولها إلى 297.5 مترًا وعرضها 43.44 مترًا، وبُنيت عام 2019.

وسفينة إعادة التغويز تُبحر حاليًا في مياه البحر الأبيض المتوسط بعدما غادرت محطة سوغونتو للغاز المسال في إسبانيا خلال نهاية الأسبوع الماضي، بحسب بيانات التتبع المنشورة عبر منصة “مارين ترافيك” (marinetraffic).

سفينة إعادة التغويز هوج غاليون- الصورة من “marinetraffic”

وغادرت السفينة إسبانيا في 8 يونيو/حزيران الجاري، ومن المتوقع أن تصل إلى بورسعيد المطلة على القطاع الشمالي من قناة السويس في مصر مساء الأربعاء المقبل، أو صباح الخميس بحدّ أقصى.

وفيما بعد، ستصل إلى وجهتها النهائية في العين السخنة التي تبعد 43 كيلومترًا إلى الجنوب من مدينة السويس، وهناك ستقوم بعمليات لصالح شركة إيجاس المصرية.

وستحلّ سفينة إعادة التغويز الأسترالية بدلًا من أخرى سنغافورية كانت قد غادرت مصر، بعدما انتهى عقدها مع وزارة البترول في نوفمبر/تشرين الأول (2023).

ومن المتوقع أن سفينة إعادة التغويز كانت محمّلة وأعادت تحميل شحنة غاز مسال في محطة ساغونتو الإسبانية، قبل أن تتوجه إلى مصر، بحسب تقرير لمنصة “إل إن جي برايم” (lngprime).

وفي وقت سابق، أكدت شركة هوغ للغاز المسال (Hoegh LNG) المالكة لسفينة إعادة التغويز أنها أبرمت اتفاقًا مع إيجاس وشركة شركة “أستراليان إندستريال إنرجي” الأسترالية (AIE) لنشر السفينة بالسواحل المصرية.

ويسري الاتفاق المؤقت الذي يستهدف تدعيم أمن الطاقة في مصر خلال المدة بين يونيو/حزيران (2024) وفبراير/شباط من عام 2026.

وبعد انتهاء عقدها في مصر، ستنتقل السفينة إلى محطة غاز مسال تابعة للشركة الأسترالية، التي مازالت قيد الإنشاء في بورت كيمبلا بولاية نيو ساوث ويلز.

واردات مصر من الغاز المسال

سجل إنتاج مصر من الغاز الطبيعي تراجعًا للربع السادس على التوالي خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام إلى 13.429 مليار متر مكعب، بالمقارنة بـ15.537 على أساس سنوي.

وتسبَّب تراجع إنتاج الغاز في هبوط حادّ لصادرات مصر من الغاز المسال التي سجلت 0.532 مليون طن خلال أول 5 أشهر من العام الجاري، بالمقارنة بـ2.73 مليون طن على أساس سنوي.

ولم تصدّر القاهرة أيّ شحنات من الغاز المسال في شهر مايو/أيار المنقضي، بحسب القرار الرسمي بهذا الخصوص، والمستمر حتى نهاية أشهر الصيف.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج مصر من الغاز حتى مارس/آذار 2024:

إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال الربع الأول

وكشفت بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة أن مصر استقبلت أول شحنتين من الغاز المسال في 2024، بإجمالي 209 آلاف طن عن طريق الأردن.

وتفصيليًا، استقبلت القاهرة نحو 68 ألف طن من الغاز المسال خلال أبريل/نيسان، و141 ألف طن في مايو/أيار.

وتنصّ اتفاقية أبرمتها شركة إيجاس المصرية وشركة الكهرباء الوطنية الأردنية على الاستغلال المشترك لوحدة الغاز المسال العائمة “سولار اسكيمو” (Solar Eskimo) بدءًا من نوفمبر/تشرين (2023) وحتى يونيو/حزيران (2025).

وبدورها، تسلّمت السلطات الأردنية شحنتي الغاز المسال لصالح مصر، وفُرِّغَتا في الوحدة، وكانت الأولى في 13 أبريل/نيسان والثانية في 16 مايو/أيار.

وتستورد مصر الغاز المسال رغم أنها تمتلك محطتي إسالة، الأولى في دمياط، تديرها شركة إيني، والأخرى في إدكو، تديرها شركة النفط متعددة الجنسيات (Shell).

وأملًا في تخفيف أزمة الغاز التي بدأت في عام 2022، ستساعد واردات الغاز المسال وسفينة إعادة التغويز في سدّ تلك الفجوة خلال أشهر الصيف الحارة التي يتزايد فيها الطلب على الكهرباء لأغراض تبريد الهواء بصورة رئيسة.

ويعتمد توليد الكهرباء في مصر على الغاز الطبيعي بصورة رئيسة، وبسبب تراجع إنتاج حقل ظهر اضطرت مصر إلى سياسة تخفيف الأحمال لمدة ساعتين يوميًا تقريبًا حتى نهاية العام الجاري (2024).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.