تواصل سوق السيارات الكهربائية خسائرها في مناطق عدة حول العالم مع تقلبات في الطلب، الأمر الذي دفع بعض الشركات العالمية إلى تغيير خططها في هذا المجال.
وأصبحت شركة فاراداي فيوتشر (Faraday Future) أحدث المتضررين في قطاع المركبات الكهربائية، بعد سحب توقعاتها للإنتاج في عام 2024، بسبب ضعف الطلب وتراجع مستويات التمويل.
وانخفضت أسهم شركة فاراداي فيوتشر بنسبة 62% يوم الأربعاء (29 مايو/أيار 2024)، ما يمثّل أكبر انخفاض سجلته الشركة خلال يوم واحد، استنادًا إلى البيانات المتاحة التي تعود إلى 28 أغسطس/آب 2020.
كما سجل السهم، الذي أنهى الجلسة عند 44 سنتًا، أدنى إغلاق له منذ 14 مايو/أيار، عندما أغلق عند 29 سنتًا، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت الشركة -في وقت سابق من هذا الشهر- إنها لن تكون قادرة على نشر بيانات الربع الأول من عام 2024 في الوقت المحدد، مؤكدة أنها تلاحق مستثمرين إستراتيجيين إضافيين لدعم النمو.
نتائج أعمال الشركة في 2023
تأثرت الأسهم بنتائج عام 2023 بأكمله لشركة فاراداي فيوتشر، التي أُعلنت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء (28 مايو/أيار 2024).
وسجلت الشركة الناشئة لإنتاج السيارات الكهربائية إيرادات للعام بأكمله بقيمة 800 ألف دولار، مقارنةً بعدم وجود إيرادات في عام 2022، وخسارة قدرها 432 مليون دولار، مقارنةً بخسارة 602 مليون دولار لعام 2022.
وبلغ الرصيد النقدي لشركة فاراداي فيوتشر في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، نحو 4 ملايين دولار، بما في ذلك النقد المقيد بقيمة مليوني دولار، مقارنةً بالرصيد النقدي البالغ 17 مليون دولار في نهاية العام السابق (2022).
وقال الرئيس التنفيذي ماتياس أيدت: “كان 2023 عامًا مهمًا بالنسبة إلى شركة فاراداي فيوتشر”.
وتابع: “لقد انتقلنا إلى مرحلة من النمو تركز على الإنتاج وتوليد الإيرادات، ما أدى إلى ترسيخ مكانة فاراداي فيوتشر في سوق السيارات الكهربائية فائقة الفخامة وعالية الأداء”.
وبحلول 23 مايو/أيار 2024، بلغ الوضع النقدي لشركة فاراداي فيوتشر نحو 5 ملايين دولار، بما في ذلك النقد المقيد البالغ مليوني دولار.
وجرى تداول أسهم فاراداي فيوتشر بحجم 379.23 مليون سهم، وهو أعلى بكثير من متوسط 65 يومًا البالغ 143.56 مليون سهم.
أزمة في سوق السيارات الكهربائية
تواجه شركات السيارات الكهربائية تباطؤ الطلب، إذ يختار المشترون المهتمون بالأسعار سيارات هجينة أرخص نسبيًا، بدلًا من السيارات التي تعمل بالبطاريات، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم.
وما زاد المخاوف بشأن الشركة الأميركية الناشئة، سحبت “فاراداي” توجيهاتها الإنتاجية لعام 2024، وأرجعت ذلك إلى ظروف السوق الحالية ونقص التمويل.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قال مسؤولون تنفيذيون إن الشركة تخطط لتجميع 1000 مركبة في عام 2024، “رهنًا بتوافر رأس المال المطلوب”.
وبعد تأخير الإنتاج لمدّة 5 سنوات، سلمت “فاراداي” في أغسطس/آب الماضي أولى سياراتها من طراز “إف إف 91 2.0 فيوتشريست أليانس” للعملاء، وجرى الكشف عن سيارة الكروس أوفر الكهربائية بقيمة 309 آلاف دولار لأول مرة في عام 2017.
وبوجه عام، باعت الشركة الناشئة 4 سيارات كهربائية، واستأجرت 6 سيارات في عام 2023، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة “كوارتز” (Quartz).
عملية شطب وشيكة
قالت شركة فاراداي فيوتشر، في 28 مايو/أيار 2024، إنها قد تُشطب من بورصة ناسداك بسبب فشلها في إعلان أرباح الربع الأول من عام 2024.
وتلقّت الشركة إشعارًا مسبقًا بالشطب من بورصة ناسداك في ديسمبر/كانون الأول، بسبب القواعد التي تتطلّب إغلاق الأسهم عند حد أدنى لسعر السهم قدره دولار واحد.
في فبراير/شباط، أعلنت فاراداي خططًا للانقسام العكسي للأسهم، وهو الانقسام الثاني لأسهمها في أقل من نصف عام بعد أزمة نقدية وقضايا سلسلة التوريد التي قضت على ما يقرب من 99% من قيمتها العام الماضي (2023)، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في وكالة رويترز.
واكتسبت أسهم الشركة ما يقرب من 70% حتى الآن خلال العام الجاري (2024)، وارتفع سعر سهمها إلى أكثر من دولار واحد.
على الرغم من كل ذلك، ارتفع سهم فاراداي بنسبة 2.825% في شهر مايو/أيار، ويجري تداوله حاليًا عند نحو 80 سنتًا للسهم؛ وكانت قيمة السهم أقل من 5 سنتات للسهم الواحد في بداية الشهر.
ولكن كان ذلك قبل أن تنخرط “فاراداي” في ارتفاع أسهم الميم خلال شهر مايو/أيار 2024.
ويشير سهم الميم عادةً إلى أسهم الشركة التي حظيت باهتمام كبير بين مستثمري التجزئة على منصات التواصل الاجتماعي، الذين يدعمون بعد ذلك أسعارهم بصورة مصطنعة في غضون مدّة زمنية قصيرة بغض النظر عن أساسيات العمل الأساسية.
وارتفعت أسهم الشركة الناشئة في قطاع السيارات الكهربائية إلى مستويات غير عادية، إذ أغلقت على ارتفاع بنسبة 367.5% في 14 مايو/أيار، وسجلت مكاسب بنسبة 147.2% و134% في 15 مايو/أيار و16 مايو/أيار على التوالي، وفق ما نقلته منصة “ماركت ووتش” (Market Watch).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..