قررت شركة عالمية مضاعفة استثماراتها خلال السنوات الخمس المقبلة، في تطوير شبكات الكهرباء ومشروعات نقل الطاقة لتحقيق تحول الطاقة، وخفض انبعاثات الكربون في سوقين رئيستين تعمل بهما، هما المملكة المتحدة وأميركا.

وأعلنت شركة “ناشيونال غريد” National Grid استثمار نحو 60 مليار جنيه إسترليني (76.5 مليار دولار أميركي) خلال المدة بين عامي 2024 و2029، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتؤدي إستراتيجية الإنفاق الاستثماري المعلنة إلى نمو أصول شبكات الكهرباء التابعة لها في البلدين بنسبة 10% سنويًا، خلال السنوات الخمس المقبلة، ووصول قيمتها إلى 100 مليار جنيه إسترليني (127.4 مليار دولار أميركي) بحلول 2029.

وأوضحت الشركة أن 51 مليار جنيه إسترليني (64.99 مليار دولار أميركي) من هذه الميزانية المخصصة لخفض انبعاثات الكربون، سيتوجه لتعديلات تمكّن شبكات الكهرباء من التطور بموازاة الشبكة الأوروبية.

ويستهدف الاتحاد الأوروبي ضخ استثمارات ضخمة بقيمة نحو 600 مليار يورو (639.4 مليار دولار أميركي) في بنية الكهرباء الأساسية من الخطوط والمحولات والأسلاك ذات الجهد العالي، لتوسعة شبكات الكهرباء في القارة، لاستيعاب الزيادة المرتقبة في توليد الطاقة المتجددة، والربط بين مراكز التوليد والطلب.

خفض انبعاثات الكربون

قال الرئيس التنفيذي لشركة “ناشيونال غريد”، التي تتخذ من لندن مقرًا لها وتعمل بصورة أساسية في المملكة المتحدة، إضافة إلى أميركا، جون بتيغرو: “إن إستراتيجية الإنفاق الاستثماري المعلَنة اليوم لتطوير شبكات الكهرباء بهدف خفض انبعاثات الكربون لحظة فارقة ستعزز وضعنا بوصفنا من قادة تحول الطاقة على جانبي الأطلنطي”.

وتعتزم الشركة تمويل إستراتيجية تطوير شبكات الكهرباء المعلنة عبر عدّة وسائل، منها طرح حقوق اكتتاب بقيمة 7 مليارات جنيه إسترليني (8.92 مليار دولار أميركي).

كما تنوي شركة نقل وتوزيع الكهرباء والغاز بيع شركتين تابعتين لها، هما “غراين إل إن جي” Grain LNG ذراعها في المملكة المتحدة، و”ناشيونال غريد رينيوابل” National Grid Renewables في أميركا، حسبما ذكر موقع “أوفشور إنرجي بيز” اليوم الإثنين 27 مايو/أيار 2024.

وقبل أشهر معدودة، وقّعت شركة “فينشر غلوبال إل إن جي” Venture Global LNG الأميركية اتفاقًا مع شركة “غريد غراين”UK National Grid Grain طويل الأجل لاستعمال محطة “تي يو إيه (TUA) لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز (تغويزه) وبيعه بكلّ محطات “فينشر” في لويزيانا، بما في ذلك “سي بي 2” CP2 LNG، بشرط الحصول على التصاريح الفيدرالية اللازمة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ “ناشيونال غريد: “إن الاستثمارات الجديدة لتطوير شبكات الكهرباء بمثابة قيمة مضافة وعوائد لمساهمينا لمدة طويلة، كما تدعم خلق 600 ألف وظيفة، وتعزز التوسع في تحقيق الحياد الكربوني في أنظمة الطاقة؛ بهدف رقمنة وكهربة الاقتصادات مستقبلًا”.

يُذكر أن عدم تطوير شبكات نقل الكهرباء بما يتناسب مع تطور مشروعات الطاقة المتجددة يشكّل مشكلة أساسية قد تكون عائقًا كبيرًا أمام تحول الطاقة.

والعام الماضي، قدّرت وكالة الطاقة المتجددة الدولية “آيرينا” احتياجات تطوير شبكات الكهرباء السنوية حتى عام 2030 بنحو 550 مليار دولار.

جانب من شبكة كهرباء المملكة المتحدة – الصورة من سكاي نيوز

إطار عمل

دشّنت شركة “ناشيونال غريد” إطار عمل سلسلة التوريد للتيار المباشر عالي الجهد (HVDC) الذي يعمل بالشراكة مع شركتي “إس إس إي إن ترانسميشن” SSEN Transmission و”سكوتش باور إنرجي نتوورك” ScottishPower Energy Networks الأسكتلنديتين، لتأمين سلسلة التوريد المطلوبة لمتطلبات الخطوط البحرية عبر شبكات المملكة المتحدة بعد عام 2030.

وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة قائلًا: “إن مشروعاتنا الـ17 الكبيرة البرية والبحرية للنقل تسير بخطى سريعة.. ومشروع (أبستات أبغراد) Upstate Upgrade تحت الإنشاء في أميركا، الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 4 مليارات دولار أميركي، يجعله الأكبر في نيويورك خلال قرن من الزمن”.

كما عدَّ رئيس الشركة تشغيل الرابط السادس في مشروع الخط “فايكينغ لينك” Viking Link ، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، للربط الكهربائي بين المملكة المتحدة والدنمارك، أطول خط كهربائي عالي الجهد بريًا وتحت سطح البحر في العالم.

و”فايكينغ لينك” هو وصلة كهرباء ذات تيار مباشر عالي الجهد بقدرة 1400 ميغاواط، وفق الموقع الإلكتروني للمشروع.

وأضاف: ” إلى جانب إستراتيجيتنا الخمسية الجديدة المعلنة، فإننا نعمل اليوم على تطوير خططنا للتركيز على الشبكات، ومن ثم سنسهّل أعمالنا”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.