هوت صادرات الديزل الحيوي الصينية إلى أوروبا بأكثر من 50%، خلال أول 6 أشهر من العام الجاري (2024)، وستواجه مزيدًا من التراجع مع بدء تطبيق المفوضية تعرفة جمركية على وارداتها من هذا المنتج، بعد توصل تحقيقات إلى نتيجة مفادها الإضرار بالشركات المحلية.
وبدأ التراجع الحاد لواردات أوروبا من المنتج الصيني منذ منتصف 2023، تزامنًا مع إطلاق التحقيقات، لكنها هبطت في النصف الأول من 2024 بنسبة 51%، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، وسجلت 576.44 ألف طن، وفق بيانات إدارة الجمارك الصينية، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانخفضت شحنات الديزل الحيوي الصينية المتجهة إلى أوروبا في شهر يناير/كانون الثاني 2024، إلى أقل مستوى منذ عام 2019؛ إذ سجلت نحو 50 ألف طن فقط.
وقبل شهر تقريبًا، قررت أوروبا فرض رسوم إغراق حمائية على واردات الديزل الحيوي الصينية، وقال مجلس الديزل الحيوي حينها: “رغم أن الواردات الصينية ليست السبب الوحيد وراء هذا القرار، فإن الديزل الحيوي القادم من بكين أسهم في خلق صعوبات أمام المنتجين المحليين”.
وتفرض أوروبا رسوم إغراق بنسبة 36.4% على واردات الديزل الحيوي الصينية من شركة “جياو غروب” Jiaao Group، التي بنت أول مركز لأبحاث وتطوير الملدنات الصديقة للبيئة في بلادها عام 2006، كما دشّنت مصنع الوقود الحيوي قبل عامين، وفق موقعها الإلكتروني، لكنها تقل لمنتجات شركة مثل “زهوي غروب”، لتصل إلى 25.4%.
صادرات الديزل الحيوي الصينية تتطلع لسنغافورة
يبحث منتجو الديزل الحيوي الصينيون عن بدائل لتصدير منتجاتهم في آسيا، بعد قرار أوروبا فرض رسوم إغراق على منتجاتهم، كما يدرسون تصنيع أصناف أخرى من هذا المنتج، يمكن تصديرها إلى القارة العجوز، وفق رؤساء تنفيذيين ومحللين، لوكالة رويترز.
وتنفيذ رسوم الإغراق الأوروبية، التي تتراوح بين 12.8% و36.4%، يضر بنحو 40 منتجًا صينيًا، بعد خسارة أكبر مشترٍ، إذ بلغت قيمة تلك الصادرات لدول القارة العجوز العام الماضي 2.3 مليار دولار.
بينما أشار رؤساء تنفيذيون إلى أن المنتجين الكبار يتطلعون إلى سوق الشحن البحري المحلية وفي سنغافورة، إذ إن الأخيرة تُعد مركز الوقود العالمي، لتعويض تراجع صادرات الديزل الحيوي الصينية إلى أوروبا.
وكان مجلس الديزل الأوروبي قد أشار عند إصدار قرار فرض الرسوم على المنتج الصيني قبل شهر، إلى أن واردات الديزل الحيوي الصينية بلغت 1.8 مليون طن في 2023، تمثّل 90% من إنتاج بكين، استحوذت هولندا على 84% من تلك الكمية، وكانت بلجيكا صاحبة ثاني أكبر كمية، ثم إسبانيا.
وحققت شركات الديزل الحيوي الصينية أرباحًا هائلة بفضل الواردات الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، في ظل سياسة أوروبا للطاقة الخضراء التي تقدم دعمًا لمثل هذه الأنواع من الوقود المستدام مثل “ريبسول”، و”شل”، و”نست”.
تغيّر حال المنتجين الصينيين
رحّبت تكتلات صناعة الديزل الحيوي في دول أوروبا بقرار فرض رسوم إغراق على واردات الصين، مثل جمعية المصنعين في ألمانيا، إذ قال رئيسها إلمار باومان: “لقد عانت الصناعة الألمانية والأوروبية ممارسات غير عادلة من قبل المنتجين الصينيين منذ بدء 2023. ونحن نرحب بهذه الرسوم”.
وأضاف: “لكن من وجهة نظرنا، هذه الرسوم محدودة، ويجب زيادتها. هذه الرسوم لا تعني التأثير في تكلفة صادرات الديزل الحيوي الصينية فحسب، لكنها تعني أن الاتحاد الأوروبي لا يقف مكتوف الأيدي حيال أي ممارسات تنافسية غير عادلة، ما يطرد مثل هؤلاء خارج السوق”، حسب ما ذكره موقع “ترانس.إنفو” نهاية يوليو/تموز الماضي.
وغيّرت صادرات الديزل الحيوي الصينية إلى أوروبا من حال منتجي بكين إلى حال مختلف تمامًا، من ناحية الحجم والأرباح وكميات الإنتاج، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
فقد كانت تلك الصناعة تُدار من خلال مصانع صغيرة الحجم تعتمد على زيت الطعام المستعمل في المطاعم. وقبل التصدير كانت تلك الزيوت تدخل في صناعات محدودة مثل الصابون، وبعض المعالجات لمنتجات الجلود.
إلا أن هذا الحال المنتعش لم يدم طويلًا. فقد بدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقًا في أغسطس/آب 2023، بشأن شكوك حول دخول الديزل الحيوي الإندونيسي أسواقه من خلال المنتج الصيني، وهو ما ينتهك قرارًا أوروبيًا بفرض رسوم على منتجات جاكرتا من هذا الوقود.
كما خضعت الصادرات الصينية إلى تحقيقات منذ 14 شهرًا، بشأن انخفاض أسعارها، وتأثير ذلك في الشركات المحلية ووجود منافسة غير عادلة.
من جانب آخر، ومع توقع التجار فرض الرسوم الجمركية، خزّنوا زيت الطهي المستعمل، ما أدى إلى رفع أسعار المواد الخام، في حين هبطت أسعار الديزل الحيوي في ضوء تقلص الطلب على العرض الصيني، ما دفع المصانع إلى الهبوط بالإنتاج إلى أدنى مستوى من قدرتها عند 20%، مقابل 50% في بداية 2023، وفق بيانات شركتي الاستشارات “جي إل سي” و “سبليم تشينا إنفورماشن”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..