تواجه عمالة صناعة الصلب البريطانية مصيرًا مظلمًا بسبب عمليات إزالة الكربون التي تستلزم وقف أفران الفحم، والتحول إلى الكهرباء، في ظل حكومة العمال الجديدة التي ترى في المصادر المتجددة مستقبل الطاقة في البلاد.
وتتجه شركة “بريتش ستيل” الصينية في المملكة المتحدة British Steel لتسريح نحو 2500 عامل، إذ تقرر وقف استيراد الفحم وفحم الكوك بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول 2024؛ ما يعني إغلاق أفران الصهر بصورة دائمة قبل حلول أعياد الميلاد “الكريسماس”.
ووصفت النقابات في القطاع الخطوات بأنها ستكون مُدمرة لصناعة الصلب البريطانية والمجتمعات المحلية على حدّ سواء، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت “بريتش ستيل” قد أعلنت من قبل خطة لبناء أفران صهر كهربائية (أفران القوس الكهربائي)، مستهدفة تحقيق الحياد الكربوني، عبر إحلالها مكان أفران الصهر العاملة بالفحم في موقعها بمنطقة “سكونثورب”.
وتحتاج أفران الصهر العاملة بالكهرباء إلى عدد أقل بكثير من العمالة، من تلك التي تحتاج إليها أفران الفحم.
تحوّل صناعة الصلب البريطانية
عرضت شركة “بريتش ستيل” في وقت سابق إبقاء عملياتها المعتمدة على الفحم في صناعة الصلب البريطانية، إلى أن تنتهي استعدادات التحول إلى الكهرباء.
غير أن مصدرًا قريب الصلة من المسألة، قال، إن الشركة قررت وقف الواردات من الفحم وفحم الكوك، وفق ما نشرته صحيفة “الإندبندنت”، يوم الجمعة 23 أغسطس/آب 2024،
وأضاف المصدر أن هذا يعني فقدان 2500 عامل وظائفهم قبل نهاية العام الجاري، غير أن الشركة نفت حدوث أيّ جديد، مشيرة إلى أن المحادثات مستمرة مع الحكومة البريطانية.
وقال اتحاد عمال الصلب في الموقع “جي إم بي”، إن الإغلاق المبكر لأفران الصهر بالفحم مدمّر للمجتمع المحلي والعمالة.
وقالت مسؤولة المكتب الوطني تشارلوت برومبتون-تشيلدس: “إن النقابات أكدت لنا أن العمل سيستمر في أفران الفحم حتى اكتمال بناء أفران الصهر بالكهرباء.. لم يكن هناك أيّ استشارات للإغلاق المبكر”.
من جهته، علّق وزير الظل لنشاط الأعمال كفين هولينراك قائلًا: “إن بريتش ستيل والحكومة يجب أن تعملا معًا على الفور لحماية الوظائف والمجتمع المحلي”.
وأضاف: “في المعارضة كان حزب العمال يعد بدعم صناعة الصلب البريطانية بمليارات الجنيهات الإسترلينية، والآن تدمر الصناعة، الآن تخون الحكومة سكونثورب وصناعة الصلب عامة”.
وتابع: “وزير الطاقة والحياد الكربوني إد ميليباند يحاول اتّباع نهج مجنون لإنقاذ الكوكب عبر التحول إلى استيراد الصلب، ووزيرة الخزانة راشيل ريفز تسعى إلى جمع الضرائب لمنحها لكل من هو ضمن فريقها”.
ويُعتقد أن مالكي المصنع الصينيين يتفاوضون مع الحكومة على إغلاق أفران الصهر، واستيراد 3 ملايين طن صلب من بكين لضمان استمرار العمليات التشغيلية.
مفاوضات مع الملاك
قال أحد الأشخاص المنتقدين لإغلاق أفران الصهر في مصنع صلب تابع لشركة يمتلكها صينيون في المملكة المتحدة: “إن الحكومة تتفاوض مع الملّاك لإغلاق المصنع؛ ما يسبّب خسارة 2500 وظيفة، واستيراد الصلب من الصين، إضافة إلى منحهم 600 مليون جنيه إسترليني (792 مليون دولارًا أميركيًا) للاستثمار في أفران الصهر الكهربائية، الذي قد يستغرق 5 سنوات إذا حالفهم الحظ”.
*(الجنيه الإسترليني = 1.32 دولارًا أميركيًا).
وجاء إعلان الغلق المبكر لأفران الصهر بمثابة صدمة جديدة تضرب صناعة الصلب البريطانية، التي شهدت قبل بريتش ستيل إغلاقًا مفاجئًا لفرنين منفصلين للصهر بأكبر مصنع للصلب في البلاد، في ميناء بورت تالبوت جنوب ويلز.
وقالت شركة تاتا ستيل -مالكة المصنع-، إنها ستخفض 2800 وظيفة في المصنع مع اعتماد بريطانيا بشكل متزايد على واردات الصلب الأجنبية من دول مثل الهند والصين.
وتستغرق أفران الصهر بالكهرباء (القوس الكهربائي) سنوات لبدء العمل، وفي مشروعي سكانثورب وتالبوت، ولن يحدث ذلك قبل 2027.
وحازت شركة بريتش ستيل الموافقة على أفران الصهر بالكهرباء، ووفق وثيقة الطلب، فإنه من المفترض أن يبدأ العمل في ديسمبر/كانون الأول 2025.
وقال متحدث باسم شركة بريتيش ستيل: “تستمر وارداتنا من المواد الخام، ولكنها انخفضت في ضوء مشكلات الإنتاج المستمرة.. نحن نعمل على استعادة مستويات الإنتاج من أفران الصهر القديمة، وفي الوقت نفسه نبحث مع الحكومة خطط إزالة الكربون، لكن لم نصل إلى قرار نهائي”.
وقال متحدث من وزارة الأعمال والتجارة، إن الحكومة تعمل مع النقابات والشركات لتأمين التحول إلى صناعة الصلب الأخضر بطريقة تعمل على الحفاظ على العمالة وصناعة الصلب البريطانية مستقبلًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..