ارتفعت قدرة توليد الكهرباء بالفحم العالمية إلى مستوى قياسي بقيادة الصين، وانخفض معدل إغلاق المحطات إلى أدنى مستوى في مدة تزيد على عقد من الزمن، ما يثير مخاوف حول جهود مكافحة تغير المناخ، خاصة في بكين.
وكشفت بيانات حديثة، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، عن أن الفحم هو الملاذ الأول والأهم لضمان أمن الطاقة في الصين، إذ إنه مع الزيادة العالمية في توليد الكهرباء المعتمدة على هذا الوقود، استحوذت بكين على ثلثي تلك الإضافات.
ونمت قدرة توليد الكهرباء بالفحم عالميًا بنسبة 2% العام الماضي (2023)، لتصل إلى 2130 غيغاواط، وتُعد بكين أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة عالميًا، ورغم أنها تسعى إلى تطوير مشروعات الطاقة المتجددة، فإنه من الواضح أن الفحم ما يزال يتصدر أولويات تحقيق أمن الطاقة في الصين.
وبدأت الصين بناء محطات فحم جديدة بطاقة 70 غيغاواط خلال العام الماضي، وتزيد بمقدار 20 مرة مقارنة بالمحطات الجديدة في دول العالم مجتمعة، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكان الدولة الآسيوية العملاقة تحقيق الحياد الكربوني في 2060، وفق التزامها في قمة المناخ كوب 26 عام 2021، في غلاسكو الإسكتلندية.
قدرة محطات الفحم العالمية
ارتفعت قدرة توليد الكهرباء بالفحم خارج الصين في 2023، لأول مرة منذ 2019، مدعومة بتراجع مستوى التخارج من هذا النشاط، وتقاعد المحطات إلى أدنى حد خلال أكثر من عقد، وفق التقرير السنوي لشركة الأبحاث “غلوبال إنرجي مونيتور” (Global Energy Monitor)، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشهد العالم تشغيل 69.5 غيغاواط من قدرة توليد الكهرباء بالفحم عالميًا في 2023، في حين جرى إغلاق 21.1 غيغاواط، ما أدى إلى زيادة سنوية صافية قدرها 48.4 غيغاواط هي الأعلى منذ عام 2016.
وكشف التقرير عن أن قيادة الصين لزيادة قدرة محطات الفحم العالمية جاءت بسبب مخاوف بكين من تكرار سيناريوهات مماثلة لأزمات نقص الكهرباء عامي 2021 و2022، لذلك تكالبت أكبر دولة ملوثة في العالم على تدشين محطات الفحم، في وقت يدفع فيه العالم نحو ضرورة التعجيل بخفض الانبعاثات بسبب أزمة تغير المناخ.
غير أن تقرير شركة الأبحاث يثير مخاوف وتساؤلات، وفق محلل مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (Centre for Research on Energy and Clean Air) كوي كين، الذي قال: “القفزة الأخيرة في أسطول الفحم في الصين، يتناقض مع الاتجاه العالمي، ويضع مستهدفات بكين المناخية للعام المقبل 2025 في خطر”، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الخميس 11 أبريل/نيسان 2024.
ووجد التقدير أن قدرة توليد الكهرباء بالفحم في الصين زادت بنحو 47 غيغاواط في 2023، في حين تخلصت من محطات بقدرة 3.7 غيغاواط فقط.
وفي المقابل، أضافت إندونيسيا قدرة بنحو 5.9 غيغاواط، شاملة تلك التي دشنتها بعض الصناعات المعدنية المزدهرة، في حين زادت تلك المحطات في الهند بقدرة 5.5 غيغاواط.
مشروعات تحت الإنشاء
رغم نمو محطات الفحم العالمية وقدرتها الإنتاجية في 2023، هناك 32 دولة فقط خارج الصين -قائدة هذه الزيادة- في مرحلة ما قبل الإنشاء، و7 فقط تحت الإنشاء.
وتتصدر تلك الدول التي تضم محطات الفحم في مرحلة قبل الإنشاء، الهند وبنغلاديش وزيمبابوي وإندونيسيا وقازاخستان وتركيا وروسيا وباكستان وفيتنام، وهي تضم مع الصين 95% من تلك المحطات، في حين تتوزع الـ5% المتبقية على 21 دولة.
وأضاف التقرير السنوي لـ”غلوبال إنرجي مونيتور”، أن الزيادة في قدرة توليد الكهرباء بالفحم عالميًا ستُعوض السنوات المقبلة من تخارج الدول الغربية من هذا النشاط، خاصة في أميركا وأوروبا، حسبما ذكر موقع “كاربون بريف”.
ووجد التقرير -أيضًا- أنه باستثناء الصين، فقد انخفض بناء محطات الفحم العالمية للعام الثاني على التوالي، في حين تراجع معدل التخارج مثل هذه المحطات من الخدمة إلى أدنى مستوى منذ عام 2011.
وكانت الصين قد أعلنت في خطة الطاقة الخمسية رقم 14 في عام 2022، التي تُسمى “نظام الطاقة الحديث”، أنها تعتزم التخلص من 30 غيغاواط من طاقة الفحم بحلول 2025.
وخلال العام الماضي، ارتفعت قدرة توليد الكهرباء بالفحم العالمية خارج الصين بنحو 22.1 غيغاواط، في حين خرج من الخدمة نحو 17.4 غيغاواط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..