اقرأ في هذا المقال

  • تتركز ثورة السيارات الكهربائية في الصين بالمناطق الساحلية والغنية
  • يواجه نشر السيارات الكهربائية في المناطق الريفية الصينية تحديات كبيرة
  • السيارات الكهربائية في الصين ما تزال المحرك الرئيس للسوق العالمية
  • الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم
  • تخلصت الصين من الدعم الذي تمنحه لصناعة السيارات الكهربائية

تتركز الطفرة الكبيرة التي تشهدها سوق السيارات الكهربائية في الصين بالمناطق الحضرية والمدن الغنية، دون غيرها من المناطق الفقيرة والريفية التي ما تزال بعيدة عن استعمال تلك التقنية منخفضة الانبعاثات.

وتتنوع التحديات التي تعترض نشر السيارات الكهربائية بالمناطق الريفية والفقيرة في الصين، من تراجع القوة الشرائية للسكان، إلى عدم ملاءمة الظروف المناخية والجغرافية، من بين أخرى عديدة.

لكن تظل السيارات الكهربائية في الصين المحرك الرئيس للسوق العالمية، وما يزال هذا القطاع يسجل نموًا، وإن كان بطيئًا؛ إذ يُتوقع أن تصعد حصة تلك المركبات من مبيعات السيارات الجديدة من 34% في عام 2023 إلى 42% خلال الأشهر الـ7 الأولى من عام 2024، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)

وخلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب (2024)، بلغت سوق السيارات الكهربائية في الصين مرحلة فارقة مع تجاوز عدد المركبات الكهربائية والهجينة المبيعة نظيراتها العاملة بالبنزين، بفضل الدعم الحكومي الممنوح على استبدال المركبات الكهربائية الجديدة بنظيرتها القديمة.

أكبر سوق عالمية

تبرز الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم؛ حيث تمثّل المركبات الكهربائية والهجينة ما نسبته 34% من إجمالي سيارات الركاب المبيعة البالغ عددها 22 مليونًا في العام الماضي (2023)، مقارنة بـ9% في الولايات المتحدة، بحسب بلومبرغ.

ويضع هذا الصين في طليعة الدول التي تشهد تحولًا من محركات الاحتراق الداخلي، وهو التحول الذي دفع أوروبا والولايات المتحدة وكندا إلى فرض تعرفات كبيرة على السيارات الكهربائية في الصين، مخافة ظهور جيلٍ جديدٍ من شركات صناعة السيارات التي تُخرِج نظيراتها أمثال فولكس فاغن وفورد من السوق، لتواجه المصير الذي واجهته شركتا نوكيا وكوداك، وغيرهما ممن فشلت في مواكبة التغيرات التقنية السريعة.

لكن مشهد السيارات الكهربائية في الصين ليس بتلك الصورة الوردية التي قد تبدو عليها؛ إذ إن مناطق كثيرة من البلاد ما تزال مرتبطة باستعمال الوقود الأحفوري.

ويتركز الطلب على المركبات الكهربائية في الصين بالمناطق الساحلية الغنية والمدن الضخمة، مثل شنغهاي وشنجن وبكين.

غير أن انتشار السيارات الكهربائية في الصين ما يزال ضعيفًا في المناطق الفقيرة والريفية، حيث يعيش قرابة 800 مليون صيني بها.

وترغب شركات السيارات في اجتذاب هذا العدد الهائل من المشترين المحتملين في تلك المناطق، رغبةً منها في المحافظة على استمرار مبيعاتها، في الوقت الذي توشك فيه المدن الكبرى على التشبع من تلك المركبات منخفضة الانبعاثات.

سيارة “بي واي دي” -الصورة من asiatimes

تحديات قائمة

تواجه الصين تحديات عدّة في نشر السيارات الكهربائية في المناطق الفقيرة مثل انخفاض القوة الشرائية، والمخاوف بشأن مدى السيارات، بل وأحيانًا الظروف المناخية والجغرافية غير المواتية.

ولا تقتصر التحديات المذكورة على الصين فقط، بل تشاركها فيها أسواق كبرى، مثل الولايات المتحدة التي يذهب فيها قرابة ثُلث مبيعات السيارات الكهربائية إلى 3 ولايات فقط، ممثلةً في كاليفورنيا، مقرّ شركة تيسلا، وفلوريدا وتكساس، والتي تُعدّ أكثر المناطق ازدحامًا بالسكان في البلاد.

وقالت المحللة في مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس (New Energy Finance) المعروفة اختصارًا بـ “بلومبرغ إن إي إف”سيي مي: ” التباطؤ في الصين يعني تباطؤًا في العالم”.

وأوضحت مي: “من التحدي –الآن- أن تحفّز نشر استعمال السيارات الكهربائية في الصين في المدن والبلدات الصغيرة،” بتصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت: “من منظور السياسات، لا يوجد هناك أدوات كثيرة يمكن أن تستعملها الحكومة لتحفيز سوق السيارات الكهربائية في الصين، وتشتمل تلك الأدوات على الحملة التي تطلقها في ساحة مدينة بينغشوي، التي تبعد قرابة 1400 كيلومتر (870 ميلًا) عن شنغهاي، لتحفيز بيع السيارات في المناطق الريفية”.

ووفق بيانات جمعتها “بلومبرغ إن إي إف” وشركة استشارات السيارات باسنجر كار ريتيل سيلز (Passenger Car Retail Sale)، فإن قرابة ربع المدن الصينة -يقع معظمها في المحافظات الساحلية- قد بلغت المتوسط الوطني لاقتناء السيارات الكهربائية البالغة نسبته 42% خلال الشهور الـ7 الأولى من العام الحالي (2024).

ومثّلت المدن المتبقية –قرابة 250 منها- 36% من إجمالي مبيعات المركبات الكهربائية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

فجوة مستمرة

مع منع بكين الدعم الذي تمنحه لصناعة السيارات الكهربائية وكذلك المستهلك، مما قوّض تطوير هذا القطاع في البلاد، تبقى فجوة المركبات الكهربائية في الصين بين المناطق الغنية والريفية.

فالحكومات المحلية التي تعاني عثرات مالية لم يعد لديها سوى القليل من الدعم لتقدّمه لتحفيز مبيعات السيارات الكهربائية، مثل مركز الأعمال في شنغهاي الذي يقدّم خصمًا قدره 20 ألف يوان (2800 دولار) لشراء سيارة كهربائية عند الاستبدال.

*( اليوان = 0.14 دولارًا أميركيًا).

وأحيانًا كثيرة لا يحتاج السائقون في آلاف المدن والقرى الصغيرة الصينية إلى سيارة كهربائية؛ إذ إن كل ما يحتاجونه هو مركبات متينة قادرة على حمل أيّ شيء من الأسمدة إلى المنتجات الزراعية، بدلًا من السيارات الذكية المتطورة التي تجذب شريحة الشباب في المدن.

وهناك –كذلك- مسألة السعر التي تبرز تحديًا كبيرًا يعرقل انتشار السيارات الكهربائية في الصين، وتحديدًا في المناطق الفقيرة والريفية؛ إذ يكون من الصعب بالنسبة لسكان تلك المناطق اقتناء طرز معينة بسعر أقل كثيرًا حتى من 100 ألف يوان (14 ألف دولار أميركي)، وفق ما قالته المحللة في شركة بلومبرغ إن إي إف” سيي مي.

وأوضحت مي: “يبدو أن الحكومة قد فعلت ما تستطيع في المرحلة الأولى”، مضيفةً: “في المراحل اللاحقة، ربما تستطيع الحكومة دعم البنية التحتية للشحن، لكن من الصعب جدًا مواصلة توزيع الدعم المباشر، أو تطبيق قيود على شراء السيارات العاملة بالبنزين”.

سيارة كهربائية

إلغاء الدعم

في عام 2022، ألغت بكين تدريجيًا دعم شراء السيارات الكهربائية على المستوى الوطني، الذي وصل في وقت ما إلى 60 ألف يوان (8 آلاف دولار أميركي) للسيارة الواحدة.

غير أن السلطات مددت الإعفاء الضريبي بنسبة 10% على عمليات شراء السيارات الكهربائية والهجينة حتى عام 2027، كما قدّمت خلال عام 2024 خصمًا نقديًا بقيمة 20 ألف يوان (نحو 3 آلاف دولار أميركي) لمرة واحدة للأشخاص الذين يستبدلون السيارات الكهربائية بنظيراتها القديمة العاملة بالبنزين.

كما خففت الحكومة القيود المفروضة على قروض السيارات؛ ما دفع شركات صناعة السيارات مثل تيسلا إلى تقديم قروض دون فوائد لمدة 5 سنوات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.