زادت حدّة كوراث تغير المناخ خلال السنوات الأخيرة، وكشّرت عن أنيابها لكل بلدان العالم، ما أشعل صراخ المدافعين عن البيئة، إلّا أن هذه الرؤية تبدو في طريقها إلى التغير.
يأتي ذلك في ظل في الرؤى لكل الكيانات الأممية والمؤسسات الخاصة، على أن التغيرات المناخية سبب رئيس، لكن مؤسسة عالمية كشفت عن مفاجأة في هذا الشأن بدراسة حديثة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكشف تقرير مؤسسة “غلوبال وارمينغ بوليسي فونداشن” Global Warming Policy Foundation (GWPF) أن هناك انخفاضًا حادًّا في عدد كوارث تغير المناخ، محذّرًا في الوقت نفسه من نتائج التقارير السابقة، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأكدت منظمات أممية عديدة تنامي كوارث تغير المناخ، مثل مكتب الأمم المتحدة للحدّ من الكوارث (UNDRR)، والأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، والعالمية للأرصاد الجوية (WMO)، والصليب الأحمر الدولي (IFRC).
غير أن مؤسسة “غلوبال وارمينغ بوليسي فونداشن”، التي تتخذ من العاصمة البريطانية (لندن) مقرًا لها، كشفت وجهة نظر مغايرة.
وفي منتصف شهر فبراير/شباط من 2022، قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إن على العالم توقُّع المزيد من الكوارث والتغيرات البيئية طويلة الأجل، وهو ما عدّه موقع “ذا كونفرسيشن”-حينها- تذكيرًا صارخًا بالكيفية التي يمكن أن تُسبّب الفوضى في المجتمعات، وتدمير المنازل والأرواح والنظم البيئية.
نتائج مُضلِلة
وصفت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة “غلوبال وارمينغ بوليسي فونداشن” نتائج تقارير أممية بشأن زيادة الكوارث الطبيعية وربطها بتفاقم تغير المناخ، بالمضللة، وربطت تلك الزيادة بسبب التقدم التكنولوجي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، الذي أتاح الإبلاغ عن تلك الكوارث، حسبما ذكر موقع “ري إنشورانس بزنس”.
ووفق الدراسة، “فإن النتائج التي خلصت إليها دراسات 3 منظمات، من بينها الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، و مكتب الأمم المتحدة للحدّ من الكوارث، التي بنت نتائجها على البيانات نفسها، والتي تشير إلى زيادة كوارث تغير المناخ لم تُبنَ على معلومات”.
وفاجأ العالمان الإيطاليان المتخصصان في الكوارث البيئية، اللذان أجريا الدراسة، جيانلوكا أليمونتي ولوجي مارياني، العالم بأن عدد كوارث تغير المناخ والبيئية انخفض في القرن 21.
وأوضحا أنهما حلّلا تلك الكوارث منذ عام 1900، أي خلال نحو قرن وربع، ووجدا أن تلك الكوارث انخفضت بصورة حادة حتى عام 2022، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكان التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد كشف عام 2022 أن النشاط البشري منذ الثورة الصناعية الأولى هو المسؤول عن الاحتباس الحراري.
وخلص إلى أن كل الارتفاع في متوسط درجات الحرارة العالمية منذ القرن التاسع عشر كان مدفوعًا أساسًا بحرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات وتحميل الغلاف الجوي بغازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون، والميثان الذي يحبس الحرارة.
تأسست الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) عام ،1988 لتقديم مشورات شاملة حول التغيرات المناخية من النواحي العلمية والاجتماعية والاقتصادية، بتقييم أسبابه وتأثيراته المحتملة وإستراتيجيات التصدي لهذا التغير.
ونشأت الهيئة في البداية برعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ويعدّ مؤتمر الأطراف المنبثق من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (UNFCCC) المتلقي الرئيس لتقارير الهيئة، ولا سيما الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية (SBSTA).
وتمثّل تقارير الهيئة الأساس العلمي الأهم لبناء اتفاقيات مؤتمرات الأطراف الإطارية.
مخاوف من النتائج
أبدى العالمان اللذان أجريا دراسة مؤسسة “غلوبال وارمينغ بوليسي فونداشن”، التي تفيد بخطأ نتائج تقارير منظمات أممية بشأن زيادة كوارث تغير المناخ، الناجمة عن الإضرار بالبيئة من هواء وأرض ومياه، مخاوفهما من الترويج لتلك النتائج، كونها تقود إلى سياسات وحلول غير صحيحة.
وقال الخبير في نقد الادّعاءات الخاطئة بشأن الكوارث المناخية الدكتور رالف ألكسندر: “إن الدراسة الجديدة تؤكد ما قلناه في تقرير أجرته المؤسسة قبل 3 سنوات، فالكوارث المرتبطة بالمناخ ليست في ارتفاع، على الرغم من ظاهرة الاحتباس الحراري”.
وأضاف: “لقد فشلت هذه المنظمات في إدراك أن الزيادة الواضحة في الكوارث الطبيعية منذ السبعينيات تعكس زيادة كبيرة في الإبلاغ عن الكوارث بسبب التكنولوجيا الجديدة”.
يُذكر أن مؤسسة “غلوبال وارمينغ بوليسي فونداشن” تأسست عام 2009، على يد كل من اللورد لاوسون والدكتور بيني بيزر، قبل انعقاد قمة كوبنهاجن للمناخ، وفق الموقع الإلكتروني للمؤسسة، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومهمة المؤسسة هي المساعدة في حماية البيئة ووضع السياسات المناسبة لذلك، من خلال الالتزام بتقديم منصة للدراسات المتعلقة والمشاركة في النقاشات المرتبطة بهذه القضايا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..