اقرأ في هذا المقال
- موسم الأعاصير في الولايات المتحدة يمتد على مدار 5 أشهر كل عام
- توقعات بحدوث 20 إلى 25 إعصارًا هذا العام والبعض يرجح 30 إعصارًا
- الأعاصير قد تخفض قدرة مصافي التكرير الأميركية بأكثر من مليون برميل يوميًا
- أضرار الأعاصير مكلفة لمصافي التكرير وبعضها قد يضطر للإغلاق الكامل
- سلاسل توريد المشتقات النفطية بين الولايات قد تضطرب بسبب الأعاصير
يوشك موسم الأعاصير في أميركا على الانطلاق بعد أيام قليلة وفق حسابات خبراء المناخ، وسط مخاوف من تعرض صناعة النفط والغاز لمخاطر كبيرة مع توقعات أن تكون الأعاصير شديدة.
وتوقع تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- حدوث 20 إلى 25 عاصفة محددة مع احتمال وصول هذا الرقم إلى 30 عاصفة أو أكثر خلال هذا العام.
وتشير احتمالات تفاقم موسم الأعاصير في أميركا هذا العام إلى زيادة مخاطر انقطاع الإنتاج المرتبط بالطقس في صناعة النفط والغاز الأميركية أكثر من ذي قبل.
وشهد موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2023 حدوث 20 عاصفة، لكن إعصارًا واحدًا فقط وصل إلى اليابسة في الولايات المتحدة، ولم يكن لأى من عواصف العام الماضي تأثيرًا كبيرًا في البنية التحتية النفطية الأميركية.
موسم الأعاصير في أميركا خلال 2024
تتوقع جامعة ولاية كولورادو زيادة عدد العواصف المسماة هذا العام إلى 23 إعصارًا، بينما تتوقع شركة أكيوويذر(AccuWeather) الأميركية المتخصصة في خدمات التنبؤ بالطقس وصولها إلى 25 عاصفة مُسماة.
وتعتمد هيئات التنبؤ بالطقس في أميركا على تسمية الأعاصير و العواصف بأسماء مألوفة للجمهور للمساعدة في لفت انتباه وزيادة وعيه بمخاطرها وسرعة اتخاذ الاحتياطيات اللازمة وقت الإعلان عنها.
ويحدد المركز الوطني للأعاصير التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي بداية من 1 يونيو/حزيران وحتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
وبشكل عام، يعد يونيو/حزيران الشهر الذي تبدأ فيه العواصف المسماة بالتشكل في حوض المحيط الأطلسي، بينما تتشكل الأعاصير الأكثر شدة في أغسطس/آب وأوائل سبتمبر/أيلول من كل عام.
وتشير البيانات التاريخية إلى أن موسم الأعاصير في أميركا الأعاصير عادة ما يضرب مناطق الجنوب الشرقي وساحل الخليج الأميركي، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
كيف تؤثر الأعاصير في أسواق النفط؟
يؤثر موسم الأعاصير في أسواق النفط بصورة رئيسة من خلال تعطيل عمليات إنتاج النفط الخام من الحقول إلى جانب تعطيل مصافي التكرير.
ويتركز النفط الخام البحري في الولايات المتحدة بمنطقة خليج المكسيك، التي شكلت 14% من إجمالي إنتاج النفط الأميركي خلال العام الماضي (2023).
ويؤثر موسم الأعاصير في أميركا في إنتاج هذه المنطقة، ما يجعل وحدات الإنتاج البحرية العائمة بحاجة إلى أن تتعامل بفعالية مع مخاطر الأعاصير والعواصف الاستوائية، كما تحتاج لإجراءات طارئة لإجلاء الموظفين غير الأساسين ووقف الإنتاج مؤقتًا.
كما يتأثر تكرير النفط الخام بالأعاصير في أجزاء من ساحل الخليج، حيث تمثل المصافي الواقعة على طول ساحل خليج تكساس ولويزيانا ما يقرب من نصف طاقة التكرير الأميركية.
ما سعة المصافي المعرضة للخطر؟
تمتلك منطقة ساحل خليج تكساس أكبر مصافي التكرير في الولايات المتحدة وتبلغ قدرتها التكريرية المجمعة قرابة 5.5 مليون برميل يوميًا، بما في ذلك مصفاة موتيفا في بورت آرثر التي تبلغ طاقتها التكريرية 626 ألف برميل يوميًا.
بينما تبلغ قدرة مصفاة خليج جالفيستون قرابة 593 ألف برميل يوميًا، كما تبلغ قدرة مصفاة إكسون موبيل بمدينة بمونت في تكساس 610 آلاف برميل يوميًا، بينما تبلغ قدرة مصفاة مدينة باي تاون 564 ألف برميل يوميًا.
كما تبلغ طاقة المصافي الواقعة على ساحل خليج لويزيانا قرابة 3.3 مليون برميل يوميًا، بما في ذلك مصفاة غاريفيل التي تبلغ قدرتها 596 ألف برميل يوميًا، كما تبلغ طاقة مصفاة باتون روج التابعة لإكسون موبيل 523 ألف برميل يوميًا.
وتمثل منطقتا (ساحل خليج تكساس وساحل خليج لويزيانا) مجتمعتين 48% من إجمالي طاقة التكرير في الولايات المتحدة، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ومن غير المرجح أن يؤثر مسار إعصار واحد أو عاصفة كبرى على المنطقتين معًا، لكنها قد تؤدي إلى خفض القدرة التكريرية التشغيلية في المنطقتين بأكثر من مليون برميل يوميًا بصورة مؤقتة بالنظر إلى الحجم الإجمالي الضخم لطاقة التكرير.
وعادة ما يُجرى إيقاف مصافي التكرير التي تتعرض لأضرار جسيمة أو فيضانات بسبب العاصفة عن العمل لمدد أطول لحين إصلاح الأضرار ذات التكاليف العالية، وفي بعض الحالات تُغلق المصفاة بشكل دائم، كما حدث في عام 2021، عندما أغلقت شركة فيليبس 66 مصفاة أليانس بولاية لويزيانا بسبب الأضرار الجسيمة للعواصف.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يؤدي موسم الأعاصير في أميركا إلى توقف نسبة من إنتاج النفط الخام في منطقة خليج المكسيك الأميركي خلال كل شهر على مدار الموسم الذي ينتهي نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن هذه النسبة ستكون قريبة من متوسط التوقف خلال مواسم الأعاصير الـ10 الماضية (2014-2023).
هل تؤثر الأعاصير في أسواق الغاز؟
يمكن لموسم الأعاصير في أميركا أن يقلل من إنتاج الغاز الطبيعي في منطقة خليج المكسيك الأميركي، والذي يأتي معظمه من عمليات إنتاج الغاز المصاحب للنفط.
ومع ذلك كان للأعاصير الأخيرة تأثير أقل بكثير في إجمالي إمدادات الغاز الأميركية، لأن إنتاج النفط في خليج المكسيك يعاني من الانخفاض بالفعل منذ سنوات.
وأسهمت هذه المنطقة بأقل من 2% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي المسوّق في أميركا خلال عام 2023، مقارنة بنصيبها البالغ 17% في عام 2005، الذي شهد توقف الإنتاج بكميات كبيرة بسبب الآثار المدمرة لإعصاري كاترينا وريتا.
كما يمكن لموسم الأعاصير في أميركا أن يؤثر في الطلب على الغاز الطبيعي بالبلاد من خلال انقطاع عمليات تصدير الغاز المسال.
وتبلغ طاقة محطات تصدير الغاز المسال الواقعة على ساحل الخليج قرابة 13 مليار قدم مكعبة يوميًا، ما يجعلها عرضة للاضطرابات المرتبطة بالطقس.
وعلى الرغم من أن منشآت الغاز المسال تتمتع عمومًا بطبقات عديدة من الحماية ضد الآثار المباشرة، لكن الأعاصير يمكن أن تلحق الضرر بالبنية التحتية الكهربائية والبحرية وتعوق حركة السفن، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وأدت آثار إعصار لورا الذي وصل إلى اليابسة في أغسطس/آب 2020، إلى توقف مؤقت لصادرات الغاز المسال الأميركية من محطات سابين باس وكاميرون في ولاية لويزيانا.
كيف تتحدد خطورة الأعاصير؟
تتحدد خطورة العاصفة على أسواق النفط والغاز استنادًا إلى عاملين: الأول يختص بموقعها وما إذا كانت قريب من مرافق الإنتاج والتكرير والمعالجة، والثاني شدتها.
استنادًا إلى ذلك، فمن غير المرجح أن تؤثر العواصف الشديدة في المناطق التي ليس لديها طاقة إنتاجية أو تكريرية في إجمالي الإمدادات على مستوى الولايات المتحدة، لكنها قد تؤثر في الاستهلاك المحلي.
ففي الحالات التي تواجه فيها المناطق إعصارًا كبيرًا أو وشيكًا، يمكن أن تؤدي التغيرات في سلوك المستهلك إلى ارتفاعات إقليمية قصيرة في الطلب على الوقود، ما ينعكس على الأسعار بسبب نقص الإمدادات المحلية أو الشراء بدافع الذعر.
كما يمكن للأعاصير أن تعطل سلاسل التوريد للمنتجات النفطية في بعض الولايات، فعلى سبيل المثال تعتمد ولاية فلوريدا على الوقود المشحون بالبوارج من مصافي ساحل الخليج، ما يجعلها عرضة لأي تقلبات تتعلق بالطقس.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..