يعرف كثيرون أهمية دور وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز في أسواق الطاقة العالمية، لا سيما في منظمة أوبك وتحالف أوبك+، إذ يؤدي دورًا مهمًا على الصعيدين المحلي، داخل المملكة، والعالمي.

وفي هذا الإطار، يشير مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إلى دور آخر مهم يؤديه الأمير عبدالعزيز بن سلمان، لا سيما في موسم الحج، الذي يوشك على الانتهاء.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “أنسيات الطاقة“، قدّمها الحجي عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، تحت عنوان “هل يتوقف تسعير النفط بالدولار؟ وما حقيقة انتهاء اتفاقية البترودولار بين السعودية وأميركا؟”.

وقال الحجي، إن جهود وزير الطاقة السعودي ووزارة الطاقة في التنسيق لإمدادات الطاقة خلال موسم الحج تُعدّ أمرًا مجهولًا تاريخيًا، ولم تخضع للدراسة أو التغطية بشكل واسع، لا في الإعلام، ولا في الدراسات الأكاديمية.

دور الأمير عبدالعزيز بن سلمان

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الحديث عن دور الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز خلال موسم الحج يمتد إلى الحديث عن ملايين البشر الذين يأتون في وقت واحد تقريبًا إلى السعودية، ويغادرونها كذلك في وقت واحد.

وأضاف: “هذه الأعداد تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة، إذ إننا نتحدث عن الآلاف من رحلات الطيران، وهذه الرحلات عندما تغادر المملكة عليها أن تحصل على وقود الطائرات، وبالطبع الترتيب بين شركة أرامكو والمصافي لتوزيع الوقود على المطارات يحتاج وحده إلى قدرات إدارية وإدارات لوجستية كبيرة”.

وأوضح الدكتور أنس الحجي أنه إلى جانب الطائرات هناك مئات الآلاف من الحافلات والسيارات التي تحتاج إلى البنزين والديزل، وكلّها تعمل في الوقت نفسه، وكل هذا جنبًا إلى جنب مع احتياجات الحجاج إلى إمدادات الكهرباء.

وتابع: “قالت شركة الكهرباء السعودية مؤخرًا، إن ما استُهلِكَ من الكهرباء في الحج هو الأكبر تاريخيًا في تاريخ الحج، وإن ما استُهلِكَ -الطاقة الموجودة بالفعل- يعادل استهلاك مدينة تضم نحو 5 ملايين نسمة”.

لذلك، وفق الحجي، عند الحديث عن مصادر الطاقة بهذا الشكل، سواء للإضاءة والتبريد وخدمات الإنترنت والهاتف وكل ما يخطر على البال، بجانب توفير البنزين والديزل والكهرباء ووقود الطائرات، خاصة خلال موجة حرّ مرّت بها المنطقة، فإن هذا يتطلب تنسيقًا مبكرًا وعلى مستوى عالٍ جدًا.

الكعبة الشريفة خلال موسم الحج
الكعبة الشريفة خلال موسم الحج – الصورة من وزارة الحج

جنود مجهولون في موسم الحج

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن توفير كل مصادر الطاقة خلال موسم الحج يتطلب تنسيقًا مبكرًا، وضخمًا جدًا، إذ إن المطلوب أن يحصل كل هذا دون أيّ نقص في البنزين أو الديزل أو انقطاع الكهرباء عن أيّ فندق أو أيّ منطقة في مكة المكرمة.

وأضاف: “هذه كلّها جهود كبيرة بذلتها الوزارة بقيادة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، بغضّ النظر عن أيّ شيء آخر، يمكن النظر فقط إلى الأمور بشكل مجرد لاستنتاج أن هناك جهودًا كبيرة بُذِلَت في هذا الإطار.

إحدى وسائل المواصلات في السعودية خلال موسم الحج
إحدى وسائل المواصلات في السعودية خلال موسم الحج – الصورة من وزارة الحج

لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، فإن من يتابع الموضوع سيجد أن هناك جنودًا مجهولين، ومنهم وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في هذا المجال، لأنه عندما يتحدث دائمًا ما يكون الحديث عن النفط وأوبك وأوبك+.

فبحسب الحجي، هناك جهود كبيرة، وجنود مجهولون هم المسؤولون عن توفير كل مصادر الطاقة من بنزين وديزل وكهرباء ووقود طائرات، وذلك لخدمة حجاج الكعبة، وإنجاح موسم الحج.

وتابع: “لكي ندرك مقدار هذه الجهود، يمكن تصوّر الأمر بالعقل، فإذا كان هناك نقص في البنزين أو الديزل، وتوقفت محطات البنزين، لتوقَّف معها موسم الحج، وكيف سيكون الوضع إذا توقفت الكهرباء -مثلًا- في مكة أو المدينة المنورة؟”.

وأردف: “لا نستطيع تقدير هذه الجهود إلّا بتصوُّر ما قد يحصل لو كان الأمر العكس، وسنحاول أن نخصص حلقة عن الحج والطاقة في الحج، إذ حاولنا العام الماضي ولكن لم نستطع الوصول لبعض المتخصصين في هذا المجال، لأنه غير مطروق على الإطلاق”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



رابط المصدر

شاركها.