تأثرت مبيعات وقود السفن في سنغافورة والعالم باضطرابات البحر الأحمر الممتدة للشهر الثامن على التوالي، مع اضطرار الناقلات إلى تغيير مسارها إلى طرق بحرية أطول تستلزم استهلاك كميات أكبر من الوقود.
في هذا السياق، أظهرت بيانات حديثة -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- ارتفاع مبيعات سنغافورة من وقود السفن لأعلى مستوياتها على الإطلاق خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، استنادًا إلى البيانات المجمّعة منذ عام 1995.
كما كشفت البيانات عن استمرار مبيعات وقود السفن في سنغافورة في الارتفاع بمعدلات قوية على أساس سنوي خلال الربع الأول من عام 2024.
وتمتلك سنغافورة أكبر ميناء لتزويد السفن بالوقود في العالم، ما جعلها متحكمة في مبيعات وقود السفن العالمية أكثر من أي ميناء آخر عالميًا.
مبيعات وقود السفن في سنغافورة شهريًا
تجاوزت مبيعات وقود السفن في سنغافورة 5 ملايين طن (أو ما يعادل 36.5 مليون برميل) خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو أعلى مستوى في تاريخها، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادرة في 5 يونيو/حزيران 2024.
(الطن يعادل 7.3 برميلًا من المنتجات النفطية).
كما ارتفعت مبيعات هذا الوقود إلى 4.9 مليون طن (35.77 مليون برميل) خلال شهر يناير/كانون الثاني 2024، بزيادة 12% على أساس سنوي، أي مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023.
وزادت المبيعات -أيضًا- بنسبة 18.7%، لتصل إلى 4.5 مليون طن (32.85 مليون برميل) خلال شهر فبراير/شباط، في حين ارتفعت في شهر مارس/آذار بنسبة 6.3% على أساس سنوي، لتصل إلى 4.4 مليون طن (32.12 مليون برميل).
وبلغ متوسط مبيعات وقود السفن في سنغافورة خلال الربع الأول من عام 2024 قرابة 4.6 مليون طن (33.58 مليون برميل)، بزيادة 12.2% مقارنة بنحو 4.1 مليون طن (29.93 مليون برميل) خلال المدة نفسها من عام 2023، بحسب بيانات حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة من هيئة الملاحة البحرية والمواني في سنغافورة.
وتشير بيانات متصلة إلى أن مبيعات هذا الوقود قد تراجعت بنسبة طفيفة بلغت 0.5% على أساس سنوي، لتسجل 4.2 مليون طن (30.66 مليون برميل) خلال شهر أبريل/نيسان 2024، مقارنة بنحو 4.25 مليون طن (31 مليون برميل) خلال الشهر نفسه من عام 2023.
بينما تشير البيانات السنوية إلى ارتفاع مبيعات وقود السفن في سنغافورة خلال عام 2023 إلى 51.82 مليون طن (378.3 مليون برميل) بزيادة 8.2% عن مستواها البالغ 47.9 مليون طن (349.67 مليون برميل) خلال عام 2022.
ما علاقة هجمات البحر الأحمر بذلك؟
ترجع أسباب ارتفاع مبيعات وقود السفن في سنغافورة إلى زيادة الاستهلاك الناجمة عن اضطرابات البحر الأحمر الممتدة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى الآن، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
واضطرت سفن الشحن والناقلات البحرية الأخرى إلى تغير مساراتها بصورة متزايدة إلى طرق بحرية أطول منذ الهجمات التي بدأتها جماعة الحوثي المسلحة المتمركزة في اليمن بالقرب من مضيق باب المندب في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ردًا على استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وانخراط القوات الأجنبية في مساعدتها.
وتوضح الخريطة التالية -أعدتها وحدة أبحاث الطاقة- الفرق بين عبور السفن من طريق قناة السويس وطريق رأس الرجاء الصالح:
وأدّت الهجمات المستمرة على السفن -حتى الآن- إلى انخفاض عدد سفن البضائع والناقلات التي تعبر قناة السويس من الطرف الشمالي للبحر الأحمر، بأكثر من النصف من نحو 75 سفينة قبل الهجمات إلى 35 سفينة فقط بعد الهجمات، بحسب بيانات برنامج بورت ووتش التابع لصندوق النقد الدولي (Port watch).
ويؤدي اضطرار السفن إلى اتخاذ الطرق الملتفة حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا إلى مضاعفة مسافة الرحلة آلاف الأميال، ما يؤثر في زمن الرحلة بما يتراوح من أسبوعين إلى 3 أسابيع إضافية، مقارنة بالرحلة التي تعبر البحر الأحمر في الظروف العادية، ما يستلزم استهلاكًا أكبر للوقود وارتفاع تكاليف الشحن العالمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..