تواجه محطات الطاقة النووية في فرنسا موجة شديدة الحرارة خلال موسم الصيف الجاري، ما قد يدفعها بالتبعية إلى خفض الإنتاج وتهديد إمدادات الكهرباء في أوروبا.
وتشير توقعات هيئة الأرصاد الفرنسية إلى أن المدة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب من المحتمل أن تشهد درجات حرارة أعلى بنسبة 50% من المتوسط على جميع أنحاء فرنسا، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كما أن هناك توقعات بأن ترتفع الحرارة إلى مستويات أكبر في جنوب البلاد الذي يضم أغلب محطات الطاقة النووية في فرنسا.
وتُلزم القوانين شركة الكهرباء الفرنسية بخفض إنتاج الكهرباء أو وقفه من الطاقة النووية عند ارتفاع درجات حرارة النهر إلى مستويات محددة، نظرًا إلى اعتبارات بيئية تتعلق بمياه تبريد المحطات.
صيف حارق
توقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الفرنسية احتمالية ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 50% أعلى من المتوسط في جميع أنحاء البلاد، وذلك خلال المدة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب المقبل، بحسب ما نشره موقع مونتل نيوز (Montel News)، في 28 مايو/آيار 2024.
وأشارت هيئة الأرصاد الفرنسية إلى أنه من المحتمل -خلال المدة ذاتها- أن يتماشى الطقس بنسبة 30% مع الأجواء الموسمية المعتادة، مع احتمالية أن يكون الطقس أكثر برودة خلال هذه المدة بنسبة 20%.
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من محطات الطاقة النووية في فرنسا تستعمل مياه الأنهار للتبريد، لكن عندما ترتفع درجة حرارة المياه فوق مستويات معينة، يُمكن أن تضطر المحطات إلى خفض الإنتاج أو وقفها، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي هذا السياق، قال أحد التجار المقيمين في مدينة روتردام، إنه عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة يزداد الطلب على أجهزة التبريد.
أسعار الكهرباء في فرنسا
قال أحد المتداولين، إن أسعار كهرباء محطات الطاقة النووية في فرنسا -تسليم شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب- جرى تداولها آخر مرة عند مستويات 48.08 يورو (52.23 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، و51.30 يورو (55.73 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة للحمل الأساسي، في بورصة إي إي إكس EEX، ما يعكس مخاطر الظروف الجوية الحارة والجافة على ارتفاع مستويات أسعار الكهرباء في فرنسا.
وأشارت توقعات هيئة الأرصاد الفرنسية إلى احتمالية أن يكون الطقس أكثر جفافًا من المعتاد في جنوب فرنسا، إذ يقع نحو 14 من أصل 56 مفاعلًا تابعًا لشركة إي دي إف المملوكة للدولة على ضفاف نهر الرون في الجزء الجنوبي الشرقي الأكثر عرضة للحرارة.
وخلال موسم الصيف الماضي، تعرّضت محطة غولفيك البالغة قدراتها 2.6 غيغاواط في الجنوب الغربي لفرنسا لتخفيضات كبيرة في الإنتاج بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وتشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة سترتفع فوق المستويات الموسمية بدءًا من الأسبوع المقبل، مقارنة بمستويات درجات الحرارة السائدة خلال الأسبوع الجاري.
وخلال شهر أبريل/نيسان الماضي، أشار مرصد كوبرنيكوس الأوروبي إلى أنه من المرجح أن يشهد موسم الصيف درجات حرارة حارقة، بعد عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق، رغم أنه من المتوقع أيضًا أن يستمر تغير المناخ في زيادة هطول الأمطار في شمال القارة العجوز.
يُشار إلى أن المحطات النووية في فرنسا تُعد جزءًا رئيسًا في إستراتيجيتها للطاقة، إذ تستعملها بصورة واسعة لتوليد الكهرباء، وتعتمد عليها العديد من القطاعات الصناعية والتجارية، وتسهم بنسبة 72% من مزيج الكهرباء لديها، كما تصدر كميات من الكهرباء المولّدة منها إلى أوروبا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..