يرى محللون أن الطلب على الوقود قد يهبط إلى النصف خلال 2024؛ نتيجة لزيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية في الصين وأميركا، في أحدث تحليلات، على ما يبدو، تروّج لهذا النوع من المركبات.

ويعتقد تقرير حديث لشركة الاستشارات “وود ماكينزي” Wood Mackenzie، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن العام الجاري سيشهد أقل وتيرة نمو للطلب على الوقود منذ عام 2020، إذ يرتفع بنحو 340 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 26.5 مليون برميل يوميًا، مقابل زيادة بنحو 700 ألف برميل يوميًا في 2023.

ويتماشى ذلك مع توقعات وكالة الطاقة الدولية، مطلع أبريل/نيسان الماضي، إذ أشارت إلى استمرار زخم مبيعات السيارات الكهربائية خلال العام الجاري (2024)، لتصل إلى مستوى قياسي جديد، بدعم السياسات الحكومية، ورغم التحديات التي تواجه بعض الأسواق.

وترى الوكالة أن مبيعات العالم من السيارات الكهربائية والمركبات الهجينة الموصولة بالكهرباء قد ترتفع بأكثر من 20% خلال 2024، لتصل إلى 17 مليون وحدة، إلّا أن مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، قال: “إن تقرير الوكالة بشأن مستقبل السيارات الكهربائية جاء -كعادته- حاملًا كثيرًا من تزييف الحقائق، والتوقعات المستقبلية، ومبالغات ضخمة في البيانات”.

وكانت مبيعات السيارات الكهربائية قد ارتفعت عالميًا بنسبة 25% خلال الربع الأول من 2024، لتصل إلى 3.4 مليون وحدة، مع استحواذ الصين وحدها على 1.9 مليون وحدة، تليها أوروبا والولايات المتحدة بنحو 0.8 مليونًا، و0.4 مليون وحدة على الترتيب.

تشبُّع السوق

قال محلل شركة “وود ماكينزي” سوشانت غوبتا: “إن معدل تشبُّع سوقَي أميركا والصين من السيارات الكهربائية يتصاعد”، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الإثنين 6 مايو/أيار 2024.

بدوره، قال محلل شركة استشارات الطاقة “ريستاد إنرجي” Rystad Energy موكش ساهدف، إن الطلب الصيني على الوقود لن يزيد سوى بنحو 10 آلاف برميل يوميًا فقط؛ بسبب الاعتماد المتصاعد على السيارات الكهربائية.

وقال، إن شركته تتوقع بلوغ الطلب على الوقود للعام الجاري (2024) نحو 26 مليون برميل يوميًا بزيادة 300 ألف برميل يوميًا مقابل زيادة بنحو 700 ألف برميل يوميًا العام الماضي، نتيجة لعودة الطلب إلى معدلاته الطبيعية، عقب طفرة شهدَها بعد الخروج من إغلاقات وباء كوفيد-19.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن الصين التي تقود الطلب العالمي على البنزين -عادةً- من المتوقع أن تستحوذ على نصف مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا تقريبًا، وكانت الوكالة قد توقعت أن تستحوذ الصين على 45% من مبيعات السيارات الكهربائية، و25% لأوروبا، وأكثر من 11% لأميركا.

ويرى قسم الأبحاث في شركة النفط الوطنية الصينية China National Petroleum Corp (CNPC) أن بكين -وهي أكبر مستورد للبنزين- ستشهد نموًا للطلب بنسبة 1.3%، ما يعادل مليوني طن، ليصل إلى 165.1 مليون طن متري (3.8 مليون برميل يوميًا) هذا العام.

بينما توقَّع قسم أبحاث أكبر شركة مصافي تكرير نفط صينية “سينوبك” Sinopec أن ينمو الطلب على البنزين في الدولة الأسيوية العملاقة بنسبة 1.7%، ما يعادل 3 ملايين طن، ليصل إلى 182 مليون طن في 2024.

مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي

تراجع الطلب على البنزين

في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن الصين ستشهد زيادة محدودة في الطلب على الوقود، بسبب التحول إلى السيارات الكهربائية، تراجع الطلب على البنزين في أميركا إلى 376 مليون غالون يوميًا في 2023، بعدما سجَّل رقمًا قياسيًا وصل إلى 392 مليون غالون في 2018، وفق إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة.

ونتيجة لتراجع الطلب، ستظل هوامش ربح مصافي النفط الأميركية تحت ضغط، وفق شركتي الاستشارات “وود ماكينزي” و”ريستاد”.

وكان مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي قد فنّد ما زعمته وكالة الطاقة الدولية وشركات الأبحاث عن تأثير السيارات الكهربائية، قائلًا: “إن هناك ما بين 40 و45 مليون سيارة كهربائية حول العالم، كما أن نمو السيارات الكهربائية الآن أصبح أضعف بصورة كبيرة، وخيّب آمال داعميها”.

جاء ذلك في أولى حلقات الموسم الجديد من برنامجه “أنسيّات الطاقة”، التي قدّمها في منصة “إكس” (X)، بعنوان “النفط والسياسة بين بايدن وإيران”.

وأضاف أن انخفاض نمو السيارات الكهربائية إشارة كبيرة إلى أن السوق أصبحت متشبعة، وأن تكلفة هذه السيارات بالكامل، بما فيها أسعارها، ما زالت مرتفعة.

وأوضح الحجي أن الدول التي تواجه مشكلة غياب الكهرباء أو الانقطاع الدائم، مثل دول أفريقية كثيرة أهمها مصر، يصبح من الصعب عليها أن تتبنّى هذه السيارات، لافتًا إلى أن من اشتروا سيارات كهربائية في عامي 2017 و2018 يريدون تغييرها الآن.

وأكد الحجي أن هناك مبالغة في الموضوع، إذ نُشر تقرير استُعينَ فيه بأحد الرسوم البيانية من وكالة الطاقة الدولية، يوضح مبيعات الحافلات الكهربائية في العالم، وكانت الملحوظة الأولى أن هناك انخفاضًا كبيرًا خلال السنوات الـ3 الماضية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.