تُظهر بيانات مزيج توليد الكهرباء في المغرب تراجع حصة الوقود الأحفوري خلال العام الماضي (2023)، مقابل ارتفاع نسبة الطاقة المتجددة، بدعم من سعي البلاد للتوسع في إنتاج الكهرباء النظيفة.
ويمتلك المغرب مخططًا طموحًا يستهدف من خلاله رفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030، وهو ثاني أكبر مستهدف على مستوى المنطقة العربية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومنذ عام 2014، تشهد الطاقة المتجددة في المغرب نموًا ملحوظًا، لتحقق الكهرباء المولدة من الرياح إنجازًا تاريخيًا خلال العام الماضي، وتتجاوز الطاقة الكهرومائية، وتكون أكبر مصدر نظيف فيما يتعلق بالقدرة الاستيعابية.
ويحتضن المغرب واحدًا من أكبر أساطيل الرياح البرية على مستوى القارة الأفريقية، مع توقعات أن ترتفع سعتها إلى 5 غيغاواط بحلول 2035، مقابل 1.512 غيغاواط في الوقت الراهن.
ويمكن الاطّلاع على المزيد حول رحلة المغرب إلى الطاقة المتجددة وغيرها من مصادر التوليد عبر ملف خاص لمنصة الطاقة هنا.
مزيج توليد الكهرباء في المغرب خلال 2023
رغم أن الوقود الأحفوري ما يزال يسيطر على مزيج توليد الكهرباء في المغرب، فإن نسبته تراجعت العام الماضي إلى 78.97% بحجم توليد 33.47 تيراواط/ساعة، مقابل 81.82% بحجم 33.88 تيراواط/ساعة في عام 2022.
وما تزال حصة الوقود الأحفوري في مزيج توليد الكهرباء المسجلة العام الماضي أقل مقارنة بأعلى مستوى مسجل في عام 2000، والبالغ 94.38%.
ومن بين مصادر الوقود الأحفوري، يتصدر الفحم مزيج توليد الكهرباء في المغرب بحصّة تراجعت العام الماضي إلى 64.46% بكمية توليد 27.32 تيراواط/ساعة، مقابل 70.03% (29 تيراواط/ساعة) في العام السابق له.
ورغم تراجع حصة الفحم في مزيج توليد الكهرباء خلال العام الماضي، فإنها تعدّ مرتفعة مقارنة بأقلّ حصة سُجلت خلال القرن الحالي في عام 2012، بلغت 42.89%، وفقًا لبيانات جمعتها وحدة أبحاث الطاقة من مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).
ويستهدف المغرب التوقف عن توليد الكهرباء من خلال الفحم بحلول 2050، وهو ما أكدته وزيرة الطاقة المغربية ليلى بنعلي في حوار أجرته معها منصة الطاقة المتخصصة، بأن بلادها تسعى للتخلص من الفحم، وإعادة تركيبة مزيج توليد الكهرباء في المغرب.
وقالت الوزيرة: “ألغينا مجموعة من المشروعات التي كانت مخصصة لإنتاج الكهرباء من الفحم، ومنها مشروعان في الناظور بإجمالي 1.2 غيغاواط”.
وفي مقابل ذلك، ارتفعت حصة الغاز الطبيعي في المزيج إلى 4.81% بكمية توليد 2.04 تيراواط/ساعة خلال العام الماضي، مقارنة بحصّة بلغت 1.67% بحجم إنتاج 0.69 تيراواط/ساعة عام 2022.
ويعدّ ذلك انخفاضًا كبيرًا من أعلى حصة للغاز الطبيعي في توليد الكهرباء عند 22.44% خلال عام 2012، ولم تصلها البلاد حتى الآن، وفق البيانات التي جمعتها وحدة أبحاث الطاقة.
بينما تراجعت حصة مصادر الوقود الأحفوري الأخرى بمزيج توليد الكهرباء في المغرب خلال العام الماضي إلى 9.7%، بحجم توليد 4.11 تيراواط/ساعة، مقابل 10.12%، بكمية توليد 4.19 تيراواط/ساعة في العام السابق له.
ماذا عن الطاقة المتجددة في المزيج؟
سجلت حصة الطاقة النظيفة بمزيج توليد الكهرباء في المغرب خلال العام الماضي أعلى مستوى لها عند 21.02%، بحجم توليد 8.91 تيراواط/ساعة، مقابل 18.18%، بكمية توليد 7.53 تيراواط في 2022.
وجاء ذلك بدعم من الكهرباء المولدة من طاقة الرياح التي ارتفعت حصتها لمستوى تاريخي خلال العام الماضي إلى 14.77% بكمية توليد 6.26 تيراواط/ساعة، مقابل 12.94% بحجم 5.36 تيراواط/ساعة في العام السابق له.
كما ارتفعت حصة الطاقة الشمسية في مزيج توليد الكهرباء في المغرب خلال العام الماضي إلى 4.84%، بحجم توليد 2.05 تيراواط/ساعة، مقابل 3.5%، بتوليد بلغ 1.45 تيراواط/ساعة في عام 2022.
وفي مقابل ذلك، واصلت حصة الطاقة الكهرومائية بمزيج توليد الكهرباء في المغرب تراجعها للعام الخامس على التوالي، لتسجل 1.32% بحجم إنتاج 0.56 تيراواط/ساعة خلال عام 2023، مقابل 1.64% بكمية توليد 0.68 تيراواط/ساعة في عام 2022.
كما انخفضت حصة الطاقة الحيوية في مزيج توليد الكهرباء العام الماضي إلى 0.09%، بعد استقراها منذ عام 2019 عند مستوى 0.10%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبحسب ما ذكرته وزيرة الطاقة المغربية -في حوارها مع منصة الطاقة-، تستهدف البلاد إضافة 9 غيغاواط على مدار الـ3 أعوام والنصف المقبلة (2024-2027)، بتكلفة استثمارية 9 مليارات دولار، تشكّل الطاقة المتجددة 75% منها.
ومن المقرر توفير النسبة المتبقية من محطات كهرباء جديدة تعمل بالغاز الطبيعي بقدرات من 2 إلى 2.5 غيغاواط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..