يقترب مشروع تورتو أحميم للغاز المسال من تحويل أحلام موريتانيا والسنغال إلى واقع، إذ أحرز المشروع تقدمًا مهمًا مع وصول منصة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ إلى موقعها على حدود البلدين البحرية.

وكانت المنصة قد بدأت رحلتها إلى منطقة المشروع البحري العملاق للغاز في 6 مايو/أيار 2024، قبل أن تعلن شركة النفط البريطانية بي بي (BP) وصولها اليوم الثلاثاء 4 يونيو/حزيران.

ووفق معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كانت التوقعات تشير لوصول المنصة إلى حدود الدولتين الأفريقيتين بحلول 11 من الشهر الماضي، لكن ثمة تأخيرات حدثت عطّلت وصول أبرز وأهم مرافق المشروع.

ويخضع المشروع للتطوير على مراحل عدّة، ويستهدف في مرحلته الأولى إنتاج 2.3 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، ولمدة قد تتجاوز 20 عامًا.

مواصفات المنصة العائمة

تشكّل وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة (أو منصة FPSO) أبرز مرافق مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، وتعدّ مكونًا رئيسًا لإنجاح عملية ضخ الغاز وإنتاجه بصورة آمنة.

وتتسع المنصة على متنها لنحو 140 شخصًا، إذ تمتد على مساحة تعادل ملعبي كرة، وترتفع لما يناظر 10 طوابق، وفق وصف بيان شركة بي بي المنشور بموقعها الإلكتروني.

وبُنيت المنصة في حوض بناء سفن صيني تابع لشركة كوسكو كيندونغ (COSCO Qidong)، باستعمال ما يزيد عن 81 ألف طن من الصلب، إضافة إلى وصلات الأنابيب وغيرها من المكونات.

جانب من مرافق مشروع تورتو أحميم الخاص بموريتانيا والسنغال – الصورة من Business Excellence Magazine

وتملك المنصة قدرات متميزة، إذ يمكنها معالجة ما يزيد عن 500 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، بالإضافة إلى تطبيق تقنيات أخرى مثل: فصل الغاز عن المياه والمكثفات، وتنقيته من الشوائب قبل ضخّه إلى السفينة العائمة في المحطة الرئيسة عبر خطوط الأنابيب.

وتستقر المنصة المهمة لمشروع تورتو أحميم للغاز المسال، في الآونة الحالية، على مسافة 40 كيلومترًا قرب الشاطئ، بعمق مائي يصل إلى 120 مترًا.

وتتولى شركات: بي بي، وكوزموس إنرجي (Cosmos Energy) الأميركية، وبتروسن (Petrosen) السنغالية، والشركة الموريتانية للمحروقات (SMH)، تشغيل المنصة.

تطورات مشروع تورتو أحميم

من المقرر أن تسهم منصة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة في استخراج الغاز من خزانات المياه العميقة، عبر نظام مثبت تحت سطح البحر.

وبعد معالجة الإمدادات وتنقيتها ونقلها إلى المحطة العائمة، تخضع تدفقات الغاز إلى التبريد والإسالة والتخزين، قبيل تأهيلها للتصدير عبر ناقلات الغاز المسال.

ووفق اتفاق المشروع، تحصل كل من موريتانيا والسنغال على حصة من تدفقات الغاز المسال، للإسهام في تلبية الطلب المحلي الآخذ في الارتفاع.

ووفق التوقعات، يستهدف شركاء التطوير إنتاج 2.3 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، طوال 20 عامًا أو يزيد، ويوصف مشروع تورتو أحميم بأنه أولى الخطوات الفعلية والمهمة لتطوير موارد الغاز البحرية لدى الدولتين الأفريقيتين.

وتنظر رئاسة الدولتين إلى المشروع بوصفه مشروعًا وطنيًا إستراتيجيًا، وخصصت له استثمارات ضخمة.

ويمتاز المشروع بضمِّه أعمق بنية تحتية وأصول تحت سطح البحر في القارة السمراء بأسرها، إذ يمتد العمق المائي لآبار تطوير المرحلة الأولى إلى 2850 مترًا.

سفينة الغاز المسال العائمة جيمي بمشروع تورتو أحميم للغاز المسال
سفينة الغاز المسال العائمة جيمي بمشروع تورتو أحميم للغاز المسال

أهمية المشروع لـ”بي بي”

يتّسق مشروع تورتو أحميم للغاز المسال المشترك بين موريتانيا والسنغال مع نهج شركة النفط الوطنية بي بي، إذ يدعم إستراتيجيتها تجاه الهيدروكربونات.

وبدوره، قال نائب رئيس شركة بي بي في الدولتين الأفريقيتين “ديف كامبل”، إن المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال تشكّل استثمارًا واقعيًا للشركة، في ظل رغبتها المتنامية لزيادة الاستثمارات بأنظمة الطاقة.

وأضاف أن المشروع تحرُّك تاريخي بالنظر إلى أنه يطور الغاز المسال بطرق مبتكرة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة من شأنها إطلاق العنان لموارد الغاز في كل موريتانيا والسنغال.

واستشهد كامبل بخوض المنصة العائمة رحلة من حوض السفن الصيني حتى الحدود البحرية لموقع المشروع، لافتًا إلى أن تثبيتها بصورة آمنة يعدّ دلالة على ضخامة المشروع، تمهيدًا لإنتاج الغاز منه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.