يترقب قطاع إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا دفعة للأمام، بعد إعلان مشروع ضخم بإجمالي استثمارات يصل إلى 3.5 مليار دولار.

ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستُحوّل شركة “كوينبروك إنفراستراكشر بارتنرز” (Quinbrook Infrastructure Partners) خام المغنيت إلى حديد أخضر باستعمال الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب مشروع هيدروجين أخضر ضخم قيد الإنشاء.

وبحسب الشركة المطورة، سيُقام مشروع “غولدستون” في ولاية كوينزلاند، وهو يمتلك الأساسات المطلوبة بدقة لإنتاج وتصدير الحديد الأخضر، وهي رواسب “عالمية الطراز” لخام المغنيت وميناء تصدير قائم بالفعل، وخطوط نقل الكهرباء النظيفة، ومصادر نظيفة وفيرة.

ويُنتج الحديد الأخضر عبر الاختزال المباشر لخام الحديد باستعمال مصادر الطاقة المتجددة، ويُعوَّل عليه لخفض البصمة الكربونية لصناعة الحديد التقليدية المسؤولة عن ثُمن الانبعاثات العالمية.

مشروع الحديد الأخضر في أستراليا

ستموّل شركة كوينبروك أعمال التقييم والاختبارات لإثبات جودة وحجم رواسب خام تيتانيوم المغنيت التابعة لشركة “سنترال كوينزلاند ميتالز (Central Queensland Metals) في موقع يبعد 70 كيلومترًا غرب مدينة غلادستون.

وفي المرحلة التالية، ستُجرى أعمال التنقيب والتطوير والتعدين والتنقية للرواسب ونقل الخام المركّز إلى المنطقة التنموية الحكومية في غلادستون.

وسيكون إنتاج الحديد الأخضر بالمشروع باستعمال الهيدروجين المُنتج بأكبر مشروع هيدروجين في أستراليا “سي كيو-اتش تو” الذي ما زال يخضع لأعمال تصميم الواجهة الأمامية بوساطة شركة وورلي، وفق تقرير لمنصة “رينيو إيكونومي” المحلية (reneweconomy).

مشروع سي كيو-اتش تو لإنتاج الهيدروجين الأخضر – الصورة من “constructionsciences”

ويتضمن المشروع الذي يطوره تحالف شركات أسترالية وسنغافورية ويابانية تركيب أجهزة تحليل كهربائي بقدرة 640 ميغاواط لإنتاج 200 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا بحلول عام 2028، لاستعماله بمشروع الحديد الأخضر في صورة هيدروجين سائل أو أمونيا.

وأعلنت شركة كوينبروك المطورة لأحدث مشروعات الحديد الأخضر في أستراليا حصولها على الحقوق الحصرية لاستغلال الأرض المتاخمة لمشروع الهيدروجين.

كما تُجري مفاوضات مع شركة “ستانويل كوربويشن” المملوكة للدولة حول تزويدها بإمدادات الهيدروجين والكهرباء النظيفة بصورة ثابتة لتلبية احتياجات المشروع.

وتطور شركة كوينبروك -أيضًا- حافظة مشروعات للطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء في وسط كوينزلاند لتكون مُكرَّسة لتزويد مشروعات التصنيع كثيفة الاعتماد على الكهرباء في منطقة غلادستون بالإمدادات.

وما زالت كوينبروك في طور اختيار شريك صناعي لتولّي مسؤولية التصميم والإنشاءات والتشغيل فور إحراز المزيد من التقدم بشأن التطوير والحصول على التراخيص.

مشروعات الحديد الأخضر في أستراليا

شهد إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا حديثًا خطوات نحو دفع بدء إنتاج المعدن النظيف الذي من المقرر أن يتزايد الطلب عليه في ضوء مساعي خفض الانبعاثات والتحول الأخضر عالميًا.

وفي 4 مايو/أيار الجاري، أعلنت الحكومة تقديم إعفاءات ضريبية بقيمة 6.7 مليار دولار أسترالي (4.4 مليار دولار أميركي) على المدى المتوسط لإنتاج الهيدروجين.

ووصف رئيس شركة فورتسيكو ميتالز الأسترالية (Fortescue Metals) أندرو فورست هذا التطوير بأنه سيسرّع من وتيرة تطوير صناعة الحديد الأخضر.

وأضاف يوم الثلاثاء 14 مايو/أيار: “تعتقد فورتسيكو أن الإنتاج التجاري للحديد الأخضر في أستراليا ممكن الآن، ويجب متابعته”.

منجم حديد في أستراليا
منجم حديد في أستراليا – الصورة من “theaustralian”

وكان مجلس إدارة الشركة قد وافق العام الماضي (2023) على ضخ استثمارات بقيمة 50 مليون دولار في مشروع لإنتاج الحديد الأخضر في منجم كريسماس كريك بولاية أستراليا الغربية، ومن المتوقع أن يعالج 1500 طن سنويًا، على أن يبدأ الإنتاج قبل نهاية 2025 المقبل.

ومؤخرًا، كشف الرئيس التنفيذي للطاقة الخضراء في شركة فورتسيكو مارك هاتشينسون تطلعات للتوسع في الصين التي تستهدف إنتاج 15% من الصلب الخام عبر أفران القوس الكهربائي بحلول 2025، لترتفع النسبة إلى 20% بحلول 2030.

وقال هاتشينسون: “تحتاج الصين إلى إزالة الكربون من الاقتصاد.. إنها أكبر منتجي الصلب في هذا الكوكب حتى الآن.. لذلك إذا كنت تبحث -من منظور عالمي- أين يجب أن تذهب طاقتك، فإلى الصين”.

يُشار هنا إلى أن الصين -أكبر مستهلك للحديد الخام الأسترالي- تهدف إلى خفض بصمتها الكربونية؛ ما يفرض مخاطر محتملة لمزيج الصادرات الأسترالية حاليًا.

وفي سياق متصل، وصف المدير التنفيذي لشركة كلايمت إنرجي فاينانس تيم باكلي الحديد الأخضر بفرصة أستراليا الأولى لتحقيق الحياد الكربوني، فضلًا عن رفع قيمة صادراتها بمقدار 100 مليار دولار سنويًا.

قوة عظمى

قال تقرير حديث، إن أستراليا -وهي أكبر مصدّر لخام الحديد في العالم- قادرة على أن تصبح قوة عظمى عالمية في تصدير الحديد الأخضر؛ شرط تطوير واستغلال إمكانات الخام والكهرباء النظيفة المولّدة من مصادر متجددة.

وفي ضوء تلك القدرات، فإن أستراليا أمام فرصة حقيقية، لكن عليها -فقط- أن تتحلى بالجرأة، وإلّا ستضيّع فرصة التقدم من الاقتصاد المعتمد على صادرات الوقود الأحفوري -مثل النفط والفحم والغاز- إلى اقتصاد المعادن الخضراء.

ومن شأن إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا أن يُسهم في خفض 7% من إجمالي الانبعاثات العالمية؛ وهو ما “سيغير العالم حقًا”، بحسب تقرير منفصل لمنصة رينيو إيكونومي، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويمثّل اعتماد أستراليا على صادرات خام الحديد والوقود الأحفوري خطرًا على الاقتصاد وجودة حياة المواطنين؛ لأنها ليست السلع التي سيرتفع الطلب عليها مستقبلًا بالأسواق العالمية.

كما يحمل القطاع الجديد آفاقًا واعدة لمستقبل الاقتصاد وتوفير فرص عمل بأجور عالية؛ إذ نجحت أستراليا بإضافة قيمة للمعادن الحيوية والإستراتيجية وصناعة منتجات من أجل المستقبل، وعلى رأسها الحديد الأخضر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.