أثار تأجيل قرار الاستثمار النهائي في أنبوب الغاز المغربي النيجيري حالة من الجدل، إذ عادت الشكوك حول الجدوى الاقتصادية والصعوبات التي تحيط بتنفيذ المشروع إلى الواجهة من جديد.
وقالت مصادر مطّلعة في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن): “لم نتفاجأ بتأجيل قرار الاستثمار النهائي في المشروع، ومنذ البداية يؤكد المغرب أنه سيتخذ القرار في 2024 أو 2025، نظرًا لضخامة حجم المشروع”.
وشددت المصادر على أن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري لن يفشل كما يروّج بعضهم، وهو ما زال حلم المملكة، ونراهن على نجاحه.
وأضافت المصادر أن الجانب النيجيري متمسك بتنفيذ المشروع الذي سيربط 13 دولة في غرب أفريقيا، وهناك علاقات تعاون كبيرة تجمع بين الدولتين.
مشروع الغاز النيجيري المغربي
أُعلِن مؤخرًا تأجيل قرار الاستثمار النهائي في مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري حتى عام 2025، بانتظار إتمام دراسة العديد من الجوانب الأساسية في المشروع، ومنها البعد التقني، والمالي، والتجاري، إضافة إلى السياسي.
وبدأ المغرب مؤخرًا من خلال شركة متخصصة إجراء الدراسات الطبوغرافية للجزء الشمالي الذي يشمل المملكة وموريتانيا والسنغال، في خطوة من شأنها تحديد المسار الأمثل لمرور الأنبوب، بما يناسب التكلفة.
ومرّ مشروع الغاز المغربي النيجيري بمراحل مهمة، إذ أنهى مؤخرًا الدراسات التفصيلية، وتواصل الدراسات الميدانية ودراسة الأثر البيئي والاجتماعي، بالإضافة إلى مفاوضات لإبرام اتفاقيات مع جميع دول العبور.
وسيمتد أنبوب الغاز المغربي النيجيري على طول ساحل غرب أفريقيا من نيجيريا، مرورًا ببنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا إلى المغرب، ليرتبط بخطّ أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية.
ويحظى أنبوب الغاز المغربي النيجيري، الذي يبلغ طوله 5 آلاف و660 كيلومترًا، وتصل تكلفته نحو 25 مليار دولار برعاية المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربي، وشركة النفط الوطنية النيجيرية.
ويخطَّط تنفيذ المشروع على 3 مراحل، ليبدأ في نيجيريا، ويربط دول غرب أفريقيا في طريقه إلى المغرب، ومنها إلى أوروبا، عبر ربطه بخط الأنابيب الغاز الممتد إلى إسبانيا.
مراحل تنفيذ المشروع
تتوافق تأكيدات المصادر مع تصريحات مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، في حوار سابق مع منصة الطاقة المتخصصة، إذ قالت، إن قرار الاستثمار في مشروع الغاز المغربي النيجيري سيكون نهاية عام 2024، أو مع بداية 2025.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية النيجيرية (NNPCL)، ميلي كياري، قد أكد مؤخرًا أن قرار الاستثمار النهائي لخطّ أنابيب الغاز النيجيري المغربي من المقرر اتخاذه نهاية العام الجاري.
ويخطط المغرب ونيجيريا لتأسيس شركة مسؤولة عن تنسيق التمويل والبناء والعمليات الخاصة بخط الأنابيب، وسيكون رأس مال الشركة مفتوحًا أمام المستثمرين، سواء من الصناديق السيادية، أو مصارف التنمية، أو المصارف التجارية، أو شركات النفط العالمية.
ويضع المغرب خطة للإسراع في تنفيذ المشروع بعد اتخاذ القرار النهائي من خلال تنفيذه عبر 3 أو 4 مراحل وقطاعات، إذ يُتوقع بدء تنفيذ الخط من نيجيريا إلى غانا وكوت ديفوار، وفي الوقت نفسه، تنفيذ المرحلة من السنغال إلى موريتانيا، وصولًا إلى المغرب، بالتزامن مع ذلك بدء تنفيذ الخط البري داخل الأراضي المغربية، انتهاءً بالخط الواصل إلى أوروبا، وبعد ذلك يمكن تنفيذ خط الربط من السنغال وكوت ديفوار.
وتوقعت بنخضرة في تصريحات سابقة بدء عمليات التنفيذ عام 2025 من خلال أكثر من قطاع بالمشروع في الشمال والجنوب، من أجل ضخ الغاز في المرحلة الأولى نهاية عام 2028.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..