يتجه العراق إلى قطع الكهرباء في بعض المناطق لأوقات طويلة، خلال الـ15 يومًا المقبلة، على خلفية انقطاع إمدادات الغاز الإيراني إلى بغداد والمحافظات الوسطى والفرات الأوسط.
وقالت مصادر في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن أغلب محطات الكهرباء في البلاد يعمل بالغاز الطبيعي، لذلك سيكون لانقطاع إمدادات الغاز الإيرانية تأثير كبير في استمرار التيار لمدد طويلة.
وأوضح مصدر في وزارة الكهرباء، أن انقطاع إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق سيضطر الحكومة إلى برمجة قطع الكهرباء لعدد من الساعات يوميًا، إلّا أنه لم يحدد عدد ساعات الانقطاع المتوقعة، والتي رجّحت مصادر أخرى أن تتراوح بين 8 و10 ساعات يوميًا في بعض المناطق.
وكانت طهران قد أخطرت بغداد، اليوم الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، بأن إمدادات الغاز سوف تتوقف لنحو 15 يومًا، وذلك بسبب إجراء عمليات صيانة، وهو الإجراء الذي أوضحت وزارة الكهرباء العراقية أنه سيُفقد البلاد 5500 ميغاواط من سعة التوليد.
قطع الكهرباء في العراق
قال مصدر بوزارة الكهرباء في العراق، إن الجانب الإيراني أخطر بغداد بأن سبب انقطاع إمدادات الغاز سببه أعمال صيانة سوف تمتدّ لنحو 15 يومًا، إلّا أن المعروف أن الإيرانيين يحتاجون إلى الغاز في الشتاء بسبب برودة الجو.
وأشار المصدر إلى أن رسالة إيران الحالية إلى بغداد هي أن ما يحدث أعمال صيانة، وأن مدة قطع الإمدادات ستكون 15 يومًا فقط.
وردًا على سؤال من منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بشأن توقُّع مزيد من انقطاع الغاز الإيراني خلال فصل الشتاء الحالي، أشار المصدر إلى أمله في أن يفي الجانب الإيراني بالتزاماته التعاقدية.
وأضاف: “نأمل أن يفي الجانب الإيراني بالتزاماته التعاقدية معنا فيما يخصّ إمدادات الغاز إلى العراق، ولكنهم أبلغونا في الوقت الحالي أن هناك أعمال صيانة، ولم يبلغونا بوجود أيّ مشكلة لديهم”، لافتًا إلى أن كميات الغاز القادمة من طهران كانت قد انخفضت في بداية الشتاء بشكل ملحوظ.
وفيما يتعلق بإمكان تعديل بعض محطات توليد الكهرباء بالغاز، لتعمل بأيّ نوع أخر من الوقود لتجنُّب تكرار هذه المشكلة، قال المصدر، إن بعض المحطات يعمل بالغاز والوقود الثقيل معًا، بينما المحطات الأخرى تعمل بوساطة الغاز فقط.
وكانت وزارة الكهرباء العراقية قد أشارت إلى أنها تعتمد جزئيًا -حاليًا- على إنتاجها من الغاز لتشغيل محطات التوليد، وتعتمد في جزء آخر على إمدادات الوقود المنتجة محليًا، بينما الجزء الثالث على الاستيراد.
وأوضحت أنه كان من المقرر أن تصل إمدادات الغاز الإيرانية إلى البلاد، اليوم الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى 25 مليون متر مكعب يوميًا، إلّا أن الكميات التي وصلت بغداد لم تتجاوز 7 ملايين متر مكعب.
تحديات تواجه قطاع الكهرباء
بيّن وزير الكهرباء العراقي المهندس زياد علي فاضل أبرز تحديات تواجه قطاع الكهرباء في البلاد، تتمثل في الوقود، وذلك على محورين، الأول هو كميات الوقود في محطات التوليد، والثاني هو نوعية هذا الوقود.
وعن أسباب قطع الكهرباء في العراق، قال فاضل -في حوار له نشره المكتب الإعلامي لوزارة الكهرباء-، إنه مع نقص كميات الوقود في المحطات، تمكَّن القطاع من إنتاج 27 ألفًا و500 ميغاواط يوميًا في أوقات سابقة.
أمّا الآن، وفق الوزير، فيَصِل حجم الإنتاج إلى نحو 17 ألفًا و350 ميغاواط، أي هناك نحو 10 آلاف ميغاواط نقصان في حجم توليد الكهرباء في العراق، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأضاف المهندس زياد علي فاضل أن محطات توليد الكهرباء التي كانت تنتج الكميات الكبيرة نفسها ما زالت موجودة، ولكن ما لا تملكه البلاد في الوقت الحالي هو الوقود الكافي لتشغيل وتوليد 10 آلاف ميغاواط من الكهرباء.
ولفت إلى أن البلد يحصل على الوقود لتشغيل محطات الكهرباء من 3 مصادر، الأول هو الغاز المستورد، والثاني هو الغاز المحلي، والثالث هو بعض أنواع الوقود الأخرى التي تستعملها المحطات.
وأوضح أن الغاز الإيراني، حسب التعاقدات بين البلدين، من المقرر أن يكون 50 مليون متر مكعب يوميًا، وخلال أكتوبر/تشرين الأول 2024 كان من المقرر أن يكون 40 مليون متر مكعب، ولكنه وصل إلى 15 مليونًا فقط خلال الشهر الماضي.
يشار إلى أن بغداد تواصل مساعيها لاستيراد الغاز من مصادر أخرى، بما في ذلك قطر وتركمانستان، إذ تنتظر السلطات موافقة إيران على مرور الغاز التركمانستاني عبر أراضيها لبدء استيراده.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..