تعزز مصافي النفط الأفريقية قدراتها، وتجدد محطاتها القائمة، وتترقب استثمارات جديدة، على الرغم من التقلبات التي يشهدها القطاع عالميًا.

ولم يتسبب التهديد بانخفاض دائم في هوامش التكرير العالمية بعرقلة تقدُّم المشروعات الأفريقية، حيث حفّزت مخاوف أمن الطاقة المتزايدة إضافات جديدة لقدرات المحطات، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبالنظر إلى أن تطوير قطاع تكرير النفط والتصدير في أفريقيا عانى، تاريخيًا، من نقص الاستثمار، فقد أصبحت القارة السمراء تعتمد على الوقود المستورد، إذ كافحت المصافي الصغيرة والبسيطة لتحقيق الربح.

في المقابل، ستؤدي المنافسة من المصافي العملاقة في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية إلى تفاقم التحدي، إذ من المقرر أن تضغط تطورات العرض على الهوامش في وقت توقُّف نمو الطلب العالمي.

توسّع مصافي النفط الأفريقية

على الرغم من اقتراب مراكز التكرير الراسخة، مثل أوروبا، من تقليص حجم إنتاجها، فإن بناء مصافي النفط الأفريقية مستمر.

وتخطط أنغولا لبدء تشغيل 3 مشروعات جديدة بحلول عام 2027، ومن المتوقع أن تضيف المصافي التي بَنتها الصين في غانا وجمهورية الكونغو ما يقرب من 100 ألف برميل يوميًا من القدرة الإنتاجية المجمّعة بحلول عام 2026.

وحصلت أوغندا على استثمار من الإمارات العربية المتحدة لبدء تشغيل أول مصفاة لها بحلول عام 2027، في حين تناقش حكومة جنوب أفريقيا تجديدًا كبيرًا وتوسعة محتملة لمصفاة سابريف، التي كانت سابقًا الأكبر في البلاد، بحسب وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

من ناحية ثانية، أثار تقلُّب أسعار النفط في السنوات الأخيرة قلقًا متجددًا بشأن تراجع الواردات، وهو ما أصبح عبئًا بسبب إعانات الوقود المكلفة التي يدفعها العديد من الحكومات الأفريقية.

وفي نيجيريا وحدها، أنفقت الحكومة 10 مليارات دولار ونحو 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي على إبقاء أسعار البنزين منخفضة بشكل مصطنع في عام 2022، وفقًا لصندوق النقد الدولي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الجديدة في جنوب أفريقيا (إس إيه إن بي سي) SANPC، غودفري مواجي، الذي شارك في أسبوع الطاقة الأفريقي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إن معالجة اعتماد البلاد على الواردات هي مسألة ذات أولوية وطنية على الرغم من مخاوف الربحية.

وأضاف: “نحن ندرك حقيقة أنك تنافس قدرة تكرير هائلة في الشرق الأوسط”.

بدورهم، خطّط منتجو النفط الجدد لتكامل التكرير مع عمليات الاستكشاف والإنتاج لاستغلال قيمة مواردهم الهيدروكربونية بالكامل.

وبعد أول إنتاج للنفط في يونيو/حزيران الماضي، تستعد السنغال لإضافة 70 ألف برميل يوميًا إلى قدرتها التكريرية من خلال بناء جديد وترقيات محطة الشركة الأفريقية للتكرير، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. (مقرّها واشنطن).

وتعهّدت أوغندا بتشغيل أول مصفاة لها في موعد لا يتجاوز عامين بعد تحقيق أول إنتاج للنفط، الذي من المتوقع أن يكون العام المقبل.

مصفاة سابريف النفطية بالقرب من مدينة ديربان في جنوب أفريقيا – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

نمو الطلب على المنتجات النفطية

أدى النمو المستمر في الطلب على المنتجات النفطية إلى تمييز أفريقيا بصفتها واحدة من آخر وجهات الاستثمار لمموّلي المصافي المتبقين، حيث يدفع ارتفاع عدد السكان إلى زيادة الاستهلاك بنسبة 50% بحلول عام 2050.

وعلى الرغم من انسحاب المقرضين الغربيين، فقد اجتذب قطاع التكرير والتصدير في القارة اهتمامًا استثماريًا من التجّار العالميين، بالإضافة إلى المموّلين الصينيين والروس والشرق أوسطيين.

وكان أغنى رجل في أفريقيا، قطب الأسمنت النيجيري، أليكو دانغوتي قد أسهم بتمويل مصفاة دانغوتي النيجيرية التي تبلغ قدرتها 650 ألف برميل يوميًا، وتُعدّ الآن واحدة من أكبر مصفاة في العالم.

وفي حديثه على هامش أسبوع الطاقة الأفريقي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أشار السكرتير التنفيذي لجمعية المصافي والموزعين الأفارقة، أنيبور كراغا، إلى الميزة الإستراتيجية للمصافي الأفريقية لخدمة سلاسل التوريد سريعة النمو للنحاس والكوبالت وغيرها من المواد الحيوية التي تدعم مبادرات تحول الطاقة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب على النفط في أفريقيا حتى عام 2030:

توقعات الطلب على النفط في أفريقيا

المشهد الجديد للتكرير

من الواضح أن المنافسة في المشهد الجديد للتكرير تتطلب الإنتاج على نطاق واسع، ولكن التخلّي عن القدرة المحلية ودعم المراكز الإقليمية يظل مثيرًا للجدل بالنسبة للعديد من البلدان.

وتنفق جمهورية الكونغو حاليًا ملايين الدولارات على دعم الإمدادات من مصفاة كوراف المملوكة للدولة، التي تمنحها أولوية الوصول إلى السوق المحلية، في حين دفع المسؤولون الغانيون إلى إبقاء مصفاة تيما “القديمة” في البلاد قيد التشغيل.

وفي حديثه بأسبوع الطاقة الأفريقي، وصف وزير الطاقة الكونغولي، برونو جان ريتشارد إيتوا، مصفاة كوراف المملوكة للدولة في البلاد بأنها “مصفاة صغيرة لا تجني أيّ أموال”، ولكنه دعمَ خطط تحديث المحطة الصغيرة، وقال، إنها ستستمر في العمل.

وفي المقابل، حثّت ناميبيا على عدم اتّباع نهج منعزل، وسعت إلى إقامة شراكات مع أنغولا للحصول على وقودها.

الخلاصة:

  • استثمارات جديدة تتحدى التقلبات التي يشهدها قطاع النفط عالميًا وتقتحم السوق الأفريقية.
  • منافسة المصافي الأفريقية مع نظيراتها العملاقة في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية ستؤدي إلى تفاقم التحدي.
  • أنغولا تخطط لبدء تشغيل 3 مشروعات جديدة بحلول عام 2027.
  • تقلّب أسعار النفط في السنوات الأخيرة أثار قلقًا متجددًا بشأن تراجع الواردات.
  • قطاع التكرير والتصدير في القارة اجتذب اهتمامًا استثماريًا من التجار العالميين.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.