اقرأ في هذا المقال
- استقرار أسعار النفط والهوامش يمثّل الاهتمام الأساسي لصناعة التكرير الآسيوية
- الاضطرابات الجيوسياسية الإقليمية لم تتسبب في انقطاع إمدادات النفط الخام لمصافي التكرير الآسيوية
- تخفيضات أوبك+ لم تتسبب في نقص مشتريات مصافي التكرير الآسيوية من النفط
- تأمل مصافي التكرير في كوريا الجنوبية والهند في أن يحافظ تحالف أوبك+ على إستراتيجيته
لم تتأثر مصافي النفط في آسيا بالاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ولا بتخفيضات إنتاج تحالف أوبك+، إذ ينصبّ تركيزها على تعزيز الأرباح.
وأوضح تقرير، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن استقرار أسعار النفط والهوامش يمثّل الاهتمام الأساسي لصناعة التكرير الآسيوية بدلًا من أمن إمدادات النفط.
وقالت مصادر بقطاع التكرير، خلال المدة من 24 إلى 29 مايو/أيار الجاري، إن مصافي النفط في آسيا تفضّل أن تمدد أوبك+ خفض الإنتاج حتى النصف الثاني من عام 2024.
في المقابل، لم تتسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط وتخفيضات إنتاج أوبك+ في أيّ نقص أو اضطرابات بإمدادات النفط والمواد الخام في آسيا.
وأصبحت مصافي النفط في آسيا غير مهتمة بالقضايا الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، في حين إن التركيز الأكبر لمصافي التكرير في المنطقة ينصبّ على هوامش الربح وتقييم المخزون.
أكّد ذلك مديرو المواد الأولية ومسوقو نواتج التقطير المتوسطة لدى مصافي التكرير التايلاندية واليابانية والكورية الجنوبية والصينية والهندية.
وعلى الرغم من الصراع الإسرائيلي الإيراني، وخفض إنتاج تحالف أوبك+، والعقوبات المفروضة على روسيا وإيران، بالإضافة إلى قضايا الأمن البحري في البحر الأحمر، لم يحدث انقطاع في الإمدادات النفط لمصافي النفط في آسيا.
أسعار النفط وهوامش التكرير
يُعدّ استقرار أسعار النفط وهوامش التكرير من الاهتمامات الرئيسة لمصافي النفط في آسيا مع اقتراب اجتماع تحالف أوبك+ التالي، وفقًا لمسوقي المنتجات ومديري المواد الخام والمسؤولين في العديد من شركات التكرير الآسيوية، بما في ذلك شركة بهارات بتروليوم المحدودة، وتاي أويل، وإينيوس، وإس أويل.
ومن المقرر انعقاد الاجتماع الوزاري المقبل لأوبك+ في الثاني من يونيو/حزيران 2024 عبر مؤتمر منقول بتقنية الاتصال المرئي، إذ ستناقش مجموعة الدول المنتجة للنفط سياسة الإنتاج في النصف الثاني من عام 2024.
وتطبّق 8 دول من تحالف أوبك+ بقيادة السعودية تخفيضات طوعية إضافية للإمدادات، تصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا حتى النصف الأول 2024، إضافة لتخفيضات أخرى يلتزم بها أعضاء التحالف الأوسع بمقدار مليوني برميل يوميًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى نهاية 2024.
وقال خبير نموذج البرمجة الخطية لدى إحدى شركات التكرير الكبرى في كوريا الجنوبية: “استقرار الأسعار هو كل شيء، ويجب الحفاظ على موقف أوبك+ الحالي للتحكم في الإمدادات لأن شركات التكرير الآسيوية لا ترغب في رؤية الأسعار تنخفض أو ترتفع كثيرًا وبسرعة كبيرة جدًا.”
وأضاف أن “التقلبات الحادّة في أسعار النفط عادةً ما تعمل ضد هوامش التكرير الإجمالية”
وأوضح أن “انخفاض أسعار النفط لا يخدم بالضرورة مصالح مصافي النفط في آسيا.. نعم، عندما نتمكن من شراء خام اللقيم والمكثفات بسعر رخيص، فهذا أمر جيد، لكن انخفاض الأسعار سيؤدي إلى خسائر في تقييم المخزون.”
وقد تؤدي هوامش مبيعات المنتجات إلى “الخسارة عندما تتجه أسعار نواتج التقطير المتوسطة القياسية لدى منصة بلاتس سنغافورة (Platts Singapore) إلى الانخفاض بشكل حادّ، “حسبما قال مصدر في إدارة المواد الأولية واللوجستية في مصفاة تايلاندية تديرها الدولة.
فروقات الأسعار وهوامش التكرير
وفقًا لمصالح مصافي النفط في آسيا، ستكون النتيجة المثالية لاجتماع تحالف أوبك+ في الثاني من يونيو/حزيران 2024 هي أن تحافظ المجموعة إلى حدّ كبير على الإنتاج الحالي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت مصادر تجارية لوكالة “ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس” S&P Global Commodity Insights، إن أيّ مفاجآت قد تتسبب باتجاه الأسعار بشكل حادّ في أيٍّ من الاتجاهين في النصف الثاني قد تضرّ بالطلب على النفط في آسيا وهوامش التكرير.
وكان النشاط الاقتصادي العام في آسيا أضعف مما كان متوقعًا حتى الآن هذا العام، في ظل فتور قطاع البناء في الصين، وتباطؤ قطاع التصنيع في كوريا الجنوبية واليابان، فضلًا عن انخفاض أنشطة السياحة في جنوب شرق آسيا بعد العطلات الكبرى التي أثّرت في الطلب على النفط.
وأدى الضعف في الطلب على الوقود الصناعي في آسيا إلى انخفاض هامش تكرير الديزل الأحمر/الديزل، مع هامش تكرير شحنة الديزل الأحمر الكبريتي الذي تقيّمه منصة بلاتس في سنغافورة بنسبة 10 أجزاء في المليون، مقابل السداد النقدي في دبي في الشهر الأمامي، وهو مقياس للقوة النسبية للمنتج.
وأظهرت بيانات وكالة “ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس” أن سعر النفط انخفض بمقدار 14,49 دولارًا للبرميل عند الإغلاق الآسيوي في 29 مايو/أيار الجاري، متراجعًا عن متوسط أبريل/نيسان الماضي البالغ 16.83 دولارًا للبرميل.
بالإضافة إلى ذلك، أثارت زيادة المعروض من وقود الطائرات في السوق الآسيوية وضعف هوامش تكريره مخاوف بين مصافي التكرير الموجهة نحو التصدير في جميع أنحاء آسيا.
وتأمل مصافي التكرير في كوريا الجنوبية والهند في أن يحافظ تحالف أوبك+ على إستراتيجيته لإنتاج النفط، وتحقيق توازن مناسب بين العرض والطلب.
اقرأ أيضًا..