توقّفت مصفاة نفط روسية عن العمل، في أعقاب انهيار سد منذ يومين، وسط فيضانات شديدة تسبّبت في إجلاء آلاف المواطنين؛ ما من شأنه أن يفاقم الوضع المتدهور لقطاع الطاقة في موسكو.
ووفق المعلومات، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، علّقت مصفاة أورسك لتكرير النفط الروسية العمل، اليوم الأحد 7 أبريل/نيسان 2024، بعد انهيار سد المدينة، مساء الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، وسط فيضانات في منطقة أورينبورغ المحيطة.
وتقع المصفاة على بُعد نحو 1800 كيلومتر شرق موسكو، بالقرب من حدود روسيا مع قازاخستان، وتبلغ طاقتها السنوية 6 ملايين طن (42.6 مليون برميل) من النفط.
وجاءت هذه الاضطرابات بسبب الفيضانات لتزيد الوضع تعقيدًا؛ إذ تعطل نحو 15% من طاقة التكرير الروسية جراء الهجمات الأوكرانية المتصاعدة على مرافق الطاقة، في ظل استمرار الحرب الدائرة بين البلدين.
تعليق العمل في المصفاة
يهدف تعليق العمليات في مصفاة النفط الروسية -التابعة لشركة فورتي إنفست (Forteinvest)- إلى تجنب المخاطر البيئية، وسط الفيضانات التي ضربت منطقة أورينبورغ المحيطة، وكذلك الأجزاء القريبة من روسيا وقازاخستان.
وقال ممثل عن المصفاة: “من أجل تجنب المخاطر البيئية والامتثال لقواعد السلامة، المتعلقة في المقام الأول بسلامة العمال، عُلِّقَ عمل مصفاة أورسك للنفط مؤقتًا”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي (RIA Novosti).
وأفاد مكتب المدّعي العام بأن حالة الطوارئ حدثت بسبب التدابير المتخذة في غير الوقت المناسب لصيانة الهيكل الهيدروليكي، وقد فتحت لجنة التحقيق قضية جنائية بتهمة “مخالفة قواعد السلامة في أثناء أعمال البناء” و”الإهمال”.
من جانبه، قال رئيس وزارة حالات الطوارئ ألكسندر كورينكوف، إنه أُعلِن الفيضان في منطقة أورينبورغ حالة طوارئ اتحادية.
وفي المجمل، أثرت الفيضانات في 27 بلدية؛ وأُجلِيَ أكثر من 4 آلاف من سكان المنطقة؛ بينهم 885 طفلًا، بسبب الفيضانات، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تضرر الطاقة الروسية جراء الحرب
في سياقٍ آخر، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يوم الخميس (4 أبريل/نيسان 2024)، إن الضربات الأوكرانية على مصافي التكرير الروسية ربما عطّلت أكثر من 15% من الطاقة الروسية.
وقال المسؤول للصحفيين، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: “فيما يتعلق بالأضرار؛ فمن المحتمل أن الضربات عطّلت أكثر من 10% من طاقة التكرير في روسيا، وربما أكثر من 15%.. واعتمادًا على حجم الضرر، قد تستغرق الإصلاحات وقتًا طويلًا”.
وأضاف “أن عددًا أقل من هذه الأنواع من مرافق الطاقة والبنية التحتية الحيوية الروسية.. هي في مأمن من الضربات المحتملة”، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في وكالة رويترز.
وصرّح وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف، بأن مصافي التكرير الروسية المتضررة ستعود إلى عملياتها الطبيعية بحلول أوائل يونيو/حزيران، بحسب ما أفادت به وكالة إنترفاكس للأنباء.
واستعملت روسيا وأوكرانيا طائرات دون طيار لضرب البنية التحتية الحيوية والمنشآت العسكرية وتجمعات القوات في حربهما المستمرة منذ أكثر من عامين؛ إذ ضربت كييف مصافي التكرير ومنشآت الطاقة الروسية في الأشهر الأخيرة، ووصلت بعض الضربات إلى مسافة ألف كيلومتر داخل الأراضي الروسية.
هجوم على مصفاة نفط روسية
استمرارًا للهجمات على قطاع الطاقة، قصفت طائرة أوكرانية دون طيار ثالث أكبر مصفاة نفط روسية، يوم الثلاثاء 2 أبريل/نيسان 2024؛ ما أدى إلى تضرر وحدة تعالج نحو 155 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
وقال مصدر مخابرات أوكراني إن أوكرانيا ضربت وحدة التكرير الرئيسة في مصفاة النفط في منطقة تتارستان الصناعية، وتسببت في نشوب حريق؛ مشيرًا إلى أن مثل هذه الهجمات تهدف إلى خفض عائدات النفط الروسية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وقال مسؤولون روس إن أجهزة تشويش كانت مثبتة على طائرة دون طيار أوكرانية بالقرب من مصفاة تانيكو التابعة لشركة تاتنفت (Tatneft)، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية أكثر من 17 مليون طن (340 ألف برميل يوميًا).
وأخمِدَ حريق في غضون 20 دقيقة، مع عدم تعطل الإنتاج، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي.
وتمثل الوحدة المتضررة نحو نصف إجمالي الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع؛ وتمثل المصفاة نحو 6.2% من الطاقة التكريرية في روسيا.
وارتفع خام برنت لمدّة وجيزة فوق 89 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط مخاوف بشأن هجمات الطائرات دون طيار الأوكرانية والصراع المتصاعد في الشرق الأوسط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..