اقرأ في هذا المقال

  • قمة المناخ (كوب 28) شكّلت علامة فارقة في الانتصارات المناخية العالمية
  • يُنظر إلى غاز الميثان على أنه من أكبر المساهمين في ظاهرة الاحتباس الحراري
  • يُمكن للاتحاد الأوروبي أن ينظر في طريقة تمويل انتقال أذربيجان إلى اقتصاد منخفض الكربون

تكتسب جهود معالجة انبعاثات الميثان، مؤخرًا، زخمًا كبيرًا، ولا سيما عقب انتهاء فعاليات قمة المناخ كوب 29 (COP29)، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، التي استضافتها العاصمة الأذربيجانية “باكو”.

ويوصف العقد الحالي بأنه حاسم في نتيجة العمل المناخي، ويرى كثيرون أن قمم المناخ التي تسبق عام (2030) تشكّل اختبارات حاسمة لتعزيز طموحات الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وجهود تحقيق الحياد الكربوني.

ووفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتصدر مساعي خفض انبعاثات الميثان جداول أعمال المؤتمرات المعنية بالتصدي لتداعيات تغير المناخ، وتُعدّ الدول الغربية في طليعة فريق عمل الحدّ من انبعاثات غاز الميثان، كما تحرز مناطق أخرى تقدمًا بانضمامها إلى معركة الحدّ من الانبعاثات.

من ناحيتها، يحثّ العديد من المنظمات غير الحكومية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على المساعدة في تمويل بناء القدرات التي تستهدف تحقيق الحياد الكربوني في أميركا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، كما تطالب المنظمات شركات النفط والغاز بالحدّ من انبعاثات الميثان، مع دعوة الدول إلى مطالبة المستوردين بالالتزامات نفسها.

ويُنظر إلى غاز الميثان على أنه من أكبر المساهمين في ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث الهواء في العالم، لأنه يندرج في فئة غازات الدفيئة، مع إمكانات أكبر بمقدار 28 مرة في الاحتباس الحراري العالمي من ثاني أكسيد الكربون، الذي هو أقل فعالية بمقدار 84 مرة من الميثان على مدى زمني يبلغ 20 عامًا.

وظلّت انبعاثات الميثان، التي يُعتقد أنها مسؤولة عن نحو 30% من ارتفاع درجات الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية، بالقرب من أعلى مستوى لها على الإطلاق في قطاع الطاقة في العام الماضي 2023. ونتيجة لذلك، دعت رئاسة قمة المناخ “كوب 29” الدول إلى الانضمام لإعلان قمة المناخ “كوب 29″، بشأن الحدّ من غاز الميثان الناتج عن النفايات العضوية.

التخلّي عن جميع أنواع الوقود الأحفوري

شهدت قمة المناخ “كوب 28” أول التزام على الإطلاق بالتخلّي عن أنواع الوقود الأحفوري جميعها من قمم المناخ في النص النهائي، ما مثّل علامة فارقة في الانتصارات المناخية العالمية احتفل بها دعاة حماية البيئة.

مقرّ قمة المناخ كوب 29- الصورة من أسوشيتدبرس

وتوضح الخطة التفصيلية للوصول إلى تنفيذ اتفاق باريس للمناخ بشأن هدف 1.5 درجة، أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال تخفيضات سريعة ومستدامة في انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري العالمي بنسبة 43% بحلول عام 2030، و60% بحلول عام 2035، مقارنة بمستوى عام 2019.

ويستلزم هذا اتخاذ خطوة نحو الحدّ من انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

تكلفة معالجة انبعاثات الميثان

قدّر تحليل أجرته وكالة الطاقة الدولية تكلفة معالجة انبعاثات الميثان بنحو 170 مليار دولار، وذلك بالنظر إلى الدعوة إلى خفض انبعاثات غاز الميثان من الوقود الأحفوري بنسبة 75% بحلول عام 2030، مؤكدًا الحاجة إلى المزيد من العمل، حسبما أوردت منصة “أوفشور إنرجي”.

ويمثّل قطاع الطاقة -بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم والطاقة الحيوية- ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غاز الميثان الناتجة عن النشاط البشري، بعد قطاع الزراعة، وفق تقرير صادر عن وحدة أبحاث الطاقة التابعة لمنصة الطاقة المتخصصة.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن عمليات النفط والغاز أسفرت عن انبعاثات من غاز الميثان تُقدّر بـ80 مليون طن، في عام 2023، أي ما يعادل نحو 120 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وبالإضافة إلى ذلك، حُرق نحو 150 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في جميع أنحاء العالم، خلال العام نفسه.

حرق الغاز في محطة تابعة لشركة بيمكس المكسيكية.
حرق الغاز في محطة تابعة لشركة بيمكس المكسيكية – الصورة من رويترز

وتعززت مساعي الحدّ من انبعاثات غاز الميثان بموافقة نحو 200 حكومة على خفض انبعاثات الميثان “بشكل كبير” بحلول عام 2030، في قمة المناخ كوب 28.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت كندا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مقترحات تشريعية مهمة لتحقيق هذه الغاية، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وانضمت البلدان إلى التعهد العالمي للميثان، الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في قمة المناخ كوب 26، لتقليص انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% على الأقل مقارنة بمستويات عام 2020، بحلول عام 2030.

وتنبع التوقعات بتحقيق تقدُّم إضافي في الحدّ من انبعاثات الميثان من الالتزام بإجراءات الحدّ من الميثان التي اتخذتها في البداية 50 شركة، تمثّل أكثر من 40% من إنتاج النفط العالمي، من خلال ميثاق إزالة الكربون من قطاع النفط والغاز، الذي التزم بعمليات محايدة كربونيًا بحلول عام 2050 على أقصى تقدير.

جهود مواجهة انبعاثات الميثان

في إطار جهود مواجهة انبعاثات الميثان عالميًا، اعتمد برلمان الاتحاد الأوروبي موقفا بشأن قانون جديد للحدّ من انبعاثات غاز الميثان من قطاع الطاقة، ما يتيح لممثلي البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية الاجتماع والتوصل إلى اتفاق تسوية بشأن اللائحة المقترحة من قبل المفوضية الأوروبية.

هدف الحياد الكربوني في أذربيجان

بسبب غياب هدف الحياد الكربوني في أذربيجان، وتوقُّع ارتفاع الانبعاثات في البلاد بنحو 20% حتى عام 2030، حصلت باكو، مؤخرًا، على تصنيف “غير كافٍ بشكل حرج” من قبل برنامج تتبُّع العمل المناخي “كلايمت أكشن تراكر” (CAT)، رغم انضمامها إلى مبادرة التعهد العالمي للميثان العام الماضي 2023.

الاحتباس الحراري

وبسبب انبعاثات الميثان المرتبطة بالطاقة التي تزيد بنحو 6% عن مستويات عام 1990، ومضاعفة استخراج الوقود الأحفوري، بموجب الخطط الرامية إلى تعزيز استخراج الغاز بأكثر من 30% على مدى العقد المقبل، يُقال، إن هذا المزيج قد عمل على إضعاف هدف المناخ حسب المساهمة المحددة وطنيًا (NDC).

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة تحليلات المناخ “كلايمت أناليتيكس” Climate Analytics الشريكة لبرنامج “كلايمت أكشن تراكر”، بيل هير: “بينما تمتلك أذربيجان موردًا متجددًا ضخمًا، الذي يمكن نشره لإنشاء الهيدروجين الأخضر لتصديره إلى الاتحاد الأوروبي، يبدو أن جوع أوروبا للغاز الأحفوري هو الذي يدير العرض”.

وأضاف: “يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينظر في طريقة تمويل انتقال أذربيجان إلى اقتصاد منخفض الكربون”.

ونظرًا لأن أكبر مشترٍ للغاز في أذربيجان هو الاتحاد الأوروبي، يوصي برنامج “كلايمت أكشن تراكر” بأن يحدّ الاتحاد من طلبه على الغاز ويدعم دولًا مثل أذربيجان للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، بدلًا من استيراد غازها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. تصاعد الجهود العالمية للتخلص من خطر غازات الاحتباس الحراري الخطيرة والتخلي عن غاز الميثان من منصة أوفشور إنرجي.
  2. خفض انبعاثات الميثان بنسبة 75% من صناعة الوقود الأحفوري بحلول عام 2030 تصل إلى 170 مليار دولار، من منصة أوفشور إنرجي.
  3. انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة من منصة الطاقة المتخصصة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.