يستعد الطلب على المقطرات في أميركا لنمو ملحوظ في خريف العام الحالي (2024)، مع تشغيل المعدات الزراعية التي تعمل بالديزل لحصاد المحاصيل ونقلها.

وتحدث ذروة هذا النشاط عادةً في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، وتمتد حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ويتزامن ذلك مع زيادة الطلب على وقود التدفئة المنزلية مع اقتراب فصل الشتاء.

ومن المتوقع ارتفاع استهلاك المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- في الولايات المتحدة في ذروة موسم الحصاد إلى 4.4 مليون برميل يوميًا نهاية أكتوبر/تشرين الأول، متجاوزًا متوسط السنوات الـ5 الماضية، قبل أن ينخفض إلى متوسط 4.1 مليون برميل يوميًا في إجمالي العام، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وخلال الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول 2024، تراجع الطلب على المقطرات في أميركا بنحو 384 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 3.638 مليون برميل يوميًا.

مجالات الطلب على المقطرات في أميركا

بين عامي 2019 و2023، شهد الطلب على المقطرات في أميركا زيادة بمتوسط 4% بين شهري سبتمبر/أيلول إلى أكتوبر/تشرين الأول، مدفوعًا إلى حد كبير بدورات الحصاد الزراعي، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

يُستعمل معظم هذا الوقود في قطاع النقل، خاصةً في الشاحنات المتوسطة والثقيلة، كما تُستهلك كميات كبيرة منه في التطبيقات التجارية والصناعية والسكك الحديدية.

آلة زراعية مستعملة في حصاد المحصول – الصورة من The New York Times

ويرتبط الطلب على المقطرات في أميركا بالمشهد الاقتصادي العام، وعلاوة على ذلك، تؤثر الاختلافات الموسمية في الاستهلاك، إذ إن وقود الديزل ضروري للمعدات الزراعية ونقل المحاصيل.

وعلى الرغم من الاعتماد على الديزل على مدار العام في مختلف المهام الزراعية، فإن استهلاكه يصل إلى ذروته خلال موسم الحصاد في الخريف.

وتشمل العوامل الإضافية للطلب؛ موسم التدفئة في فصل الشتاء، وتكثيف خدمات نقل البضائع قبل العطلات، وكلاهما يؤثر في الطلب على المقطرات لدى أميركا.

عوامل مؤثرة في استهلاك المقطرات

يشهد شهر أكتوبر/تشرين الأول ذروة حصاد الذرة وفول الصويا، إذ تشكّل هذه المحاصيل وحدها جزءًا كبيرًا من المساحة المزروعة في الولايات المتحدة؛ ما يقرب من 30% للذرة، وأكثر من 25% لفول الصويا في 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبينما الطلب على المقطرات في أميركا ينخفض عادةً في نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب تباطؤ الحصاد، فإن زيادة الحاجة إلى التدفئة الشتوية غالبًا ما يعوّض هذا الانخفاض.

ومع ذلك، من المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المعتدلة هذا العام (2024) إلى انخفاض الطلب على المقطرات في أميركا.

أما في الشمال الشرقي الأميركي، حيث يُعد زيت التدفئة ضروريًا لما يقرب من 20% من المنازل، فإن استهلاك المقطرات في الشتاء يكون قويًا عامةً حتى شهر مارس/آذار، ما يحافظ على ارتفاع الطلب في الأشهر الباردة.

أبرز مناطق استهلاك المقطرات الأميركية

تتركز تأثيرات الطلب على المقطرات في أميركا -غالبًا- في الغرب الأوسط، حيث تسود زراعة الذرة وفول الصويا.

وفي هذه المنطقة، فإن الاختلافات الموسمية في استهلاك المقطرات تكون مدفوعة إلى حد كبير بمواسم الحصاد، إذ نادرًا ما يُستعمل هذا الوقود للتدفئة المنزلية.

ويميل الطلب على المقطرات في الغرب الأوسط إلى الذروة في شهر أكتوبر/تشرين الأول، يليه شهرا سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني مباشرةً.

مخزونات المقطرات في الولايات المتحدة
مخزونات المقطرات في الولايات المتحدة – الصورة من EnergyNow‏

وللاستعداد للحصاد، تتراكم مخزونات المقطرات خلال أشهر الصيف، لتصل إلى أعلى مستوياتها بحلول منتصف سبتمبر/أيلول، قبل أن تنخفض حتى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني عند انتهاء موسم الحصاد إلى نحو 25% من السعة، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومع اقتراب موسم حصاد خريف 2024، اتجهت مخزونات المقطرات في الغرب الأوسط للانخفاض إلى أقل من المتوسط عن المعدل الموسمي، بسبب انقطاعات المصافي في شيكاغو وأوهايو في الصيف، ما أدى إلى تقييد الإنتاج.

ومع ذلك، بعد العودة إلى العمليات المنتظمة في منتصف أغسطس/آب، ارتفعت هذه المخزونات منذ ذلك الحين إلى مستويات متوسطة، ما يدعم الطلب في الحصاد المقبل.

وقد يرتفع الطلب على المقطرات في أميركا خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول بسبب الحصاد المبكر، مع انخفاض لاحق في نوفمبر/تشرين الثاني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.