بات موظفو شركة النفط البريطانية (بي بي) BP مهددين بالطرد من وظائفهم بسبب علاقات العمل التي تربطهم بزملائهم، أو حتى بزملاء سابقين في مؤسسات أخرى، بعد تحديث المعايير عقب إقالة الرئيس التنفيذي السابق برنارد لوني.
وحدّثت الشركة معايير التوظيف فيها الخاصة بتعارض المصالح، إذ اشترطت على العاملين الكشف عن العلاقات “الحميمة” التي تربطهم بزملائهم، أو بزملاء سابقين في شركات أخرى؛ للتأكد من عدم وجود شبهة “تعارض المصالح”، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت شركة النفط البريطانية قد طردت لوني من منصب الرئيس التنفيذي نهاية العام الماضي (2024)، بعدما اعترف أنه لم يقدّم تقرير إفصاح كامل عن علاقاته بزملائه، وفق المعايير المطلوبة.
ولم تطرد شركة النفط البريطانية لوني فحسب، بل خصمت من مبلغ التعويض أكثر من 40 مليون دولار أميركي.
وتراجع سهم شركة النفط البريطانية بنسبة 11% منذ طرد لوني. كما خالفت نتائج أعمال الربع الأول 2024 توقعات المحللين بعد هبوط صافي الأرباح بنسبة 40% على أساس سنوي، وهبطت إلى 2.7 مليار دولار أميركي؛ نتيجة لانخفاض أسعار النفط والغاز الطبيعي وتعطُّل مصافي التكرير الأميركية.
تحديث معايير تعارض المصالح
كشفت مسودة تحديث سياسة تعارض المصالح في شركة النفط البريطانية (بي بي)، التي أرسلتها إلى الموظفين الأسبوع الماضي، كيف أن صدى واقعة رحيل الرئيس التنفيذي السابق برنارد لوني المفاجئ في سبتمبر/أيلول 2023 ما يزال يتردد في أرجاء الشركة، حسبما ذكرت الوكالة في تقرير اليوم الإثنين 10 يونيو/حزيران 2024، وفق وكالة رويترز،
وتحظر السياسة المحدثة على الموظفين إدارة أقاربهم أو الذين تربطهم بهم علاقة حميمة بشكل مباشر أو غير مباشر، وفقًا للمذكرة.
وقالت شركة بي بي، المدرجة في بورصة لندن، إن الموظف الذي لا يمتثل للقواعد الجديدة معرّض للطرد.
كما تفرض القواعد المُحدثة على آلاف من كبار القادة في الشركة تقديم بيان إفصاح عن علاقاتهم الحميمة مع أيٍّ من الموظفين بها، أو بعمال شركات أخرى، خلال 3 سنوات سابقة، ومُنح المديرين مهلة 3 أشهر حتى 1سبتمبر/أيلول 2024؛ لتقديم هذا الإفصاح.
وأوضحت شركة بي بي أن هذا التحديث جاء في ضوء تصاعد مسألة تعارض المصالح بسبب العلاقات العائلية أو الحميمة في العمل.
وقالت الشركة: “إنه طُلب من الموظفين سابقًا كشف تلك العلاقات، وما إذا كانوا يشعرون بأن هذه العلاقات قد تؤدي إلى تعارض مصالح في العمل، والتحديث يطلب كشف تلك العلاقات، بصرف النظر عمّا إذا كانوا يشعرون بأنها ستؤدي لتعارض المصالح من عدمه”.
تحقيقات لوني
كشفت تحقيقات شركة النفط البريطانية (بي بي) العام الماضي (2024)، التي أجرتها بمساعدة شركة استشارات قانونية هي “فريشفيلد” Freshfields، أن الرئيس التنفيذي السابق لها برنارد لوني لم يكشف في بيان الإفصاح علاقاته بالموظفين، وفق ما أنشرته وكالة رويترز.
وكانت بي بي قد أنهت التحقيقات الخاصة بلوني مطلع العام الجاري، لكنها لم تكشف النتائج التي خلصت إليها.
وقالت الشركة في بيان أرسلته إلى الموظفين الأسبوع الماضي، يشمل تحديث سياسة تعارض المصالح: “إن مجلس الإدارة ينظر إلى التفاصيل، ويتأكد من أن النظريات والدروس تُؤخَذ في الحسبان وتُطبَّق بصورة مناسبة”.
وأقالت شركة النفط البريطانية لوني في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقالت، إنه لم يفصح عن علاقاته السابقة للشركة.
وكان تحقيق مماثل قد أجرته شركة النفط البريطانية مع لوني في مايو/أيار 2022، انتهى بتأكيدات رئيسها التنفيذي بالدليل عن علاقاته السابقة والمستقبلية.
وعيّنت الشركة خلفًا للوني موراي أوشينكلوس، الذي يعمل فيها منذ عقدين، وشارك في التحقيق مع لوني، في يناير/كانون الثاني 2024، ووعد بزيادة الإيرادات؛ بعد انخفاض قيمة أسهم الشركة بأكثر من 11% منذ رحيل لوني؛ بسبب مخاوف المستثمرين بشأن إستراتيجية تحول الطاقة الخاصة بها.
وتركت إقالة لوني، البالغ من العمر 54 عامًا، سعادة لدى بعض شركات النفط المستقلة، إذ اتّهمه بعضهم بأنه كان سبب فرض ضريبة الأرباح غير المتوقعة التي فرضتها الدولة عليهم في 2022؛ بسبب تصريح له خلال اجتماع مع المساهمين بأن الضريبة لن تؤثّر في خطط الشركة الاستثمارية، حسبما ذكرت صحيفة “التليغراف” في 15 سبتمبر/أيلول 2023.
وقال رئيس رابطة شركات الاستكشاف البريطانية المستقلة، روبن ألان: “نحن نحمّل السيد لوني مسؤولية فرض تلك الضريبة”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..