اقرأ في هذا المقال
- • الصين وتركيا قادرتان على تحقيق انخفاضات كبيرة في انبعاثات الكربون وتعزيز حلول الطاقة المستدامة
- • الإبرام الوشيك لصفقة إنشاء محطة للطاقة النووية ذات 4 مفاعلات في تركيا
- • تركيا تتطلع إلى التعاون مع الصين في إنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات
- • الشراكة بين الصين وتركيا تجعل البلدين لاعبين مهمّين في تحول الطاقة العالمية
شهدت السنوات الأخيرة زيادة التعاون بين الصين وتركيا في قطاع الطاقة، مع التركيز تحديدًا على التحول إلى المصادر المتجددة.
ويهدف تحالف البلدين إلى تعزيز أمن الطاقة، وتلبية احتياجات الطاقة المتبادلة، والإسهام في المبادرات البيئية العالمية.
من ناحية ثانية، حققت هذه الشراكة نجاحات ملحوظة في الاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة، وتبادل التكنولوجيا، والتعاون في مشروعات الطاقة المتجددة.
ومن خلال الاستفادة من نقاط قوتهما المتميزة، تتمتع بكين وأنقرة بالقدرة على تحقيق انخفاضات كبيرة في انبعاثات الكربون وتعزيز حلول الطاقة المستدامة، التي تعود بفوائد اقتصادية، وتشكّل مثالًا للتعاون العالمي في مكافحة تغير المناخ.
علاقات الطاقة بين تركيا والصين
تعدّ أبرز جوانب علاقات الطاقة بين تركيا والصين ما يلي:
الشراكة الرسمية: اتفقت بكين وأنقرة رسميًا على التعاون في مشروعات تحول الطاقة والجهود المشتركة في مجال الطاقة النووية والمتجددة من خلال مذكرة تفاهم، وتعكس هذه الاتفاقية التزامهما المشترك بالنهوض بقطاعات الطاقة لدى البلدين.
مشروعات الطاقة النووية: أحد الجوانب المهمة لهذا التعاون هو الإبرام الوشيك لصفقة إنشاء محطة للطاقة النووية ذات 4 مفاعلات في أنقرة، وهو المشروع الثاني من نوعه للصين في البلاد.
وهذا يؤكد الدور الإستراتيجي للطاقة النووية في علاقتهما وهدفهما المشترك المتمثل في تنويع مصادر الطاقة.
تبادل الطاقة المتجددة: تسعى تركيا إلى تكرار نجاح الصين في مجال الطاقة المتجددة من خلال تطوير خطة عمل تعتمد على أفضل الممارسات الصينية.
ومن خلال الاستفادة من الخبرة والتكنولوجيا الصينية، تأمل أنقرة بتعزيز قدرتها في مجال الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن يؤدي تبادل المعرفة هذا إلى تسريع تقدُّمها في مجال الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع أهدافها الأوسع المتعلقة بالطاقة النظيفة.
السيارات الكهربائية والبطاريات: تتطلع أنقرة إلى التعاون مع الصين في إنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات.
في المقابل، أجرى وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، محمد فاتح كاجر، مناقشات مع المسؤولين الصينيين، وزار شركات السيارات والبطاريات الكبرى لاستكشاف الشراكات المحتملة.
ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز حضور تركيا في سوق السيارات الكهربائية وتكنولوجيا البطاريات، بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية نحو النقل المستدام وتخزين الطاقة.
أهداف الطاقة النظيفة: وضعت أنقرة أهدافًا طموحة للطاقة النظيفة، بما في ذلك زيادة الطاقة المتجددة، إلى 69% بحلول عام 2053، وتحقيق الحيادة الكربوني بحلول العام نفسه.
الاستفادة من الخبرة الصينية
يُنظر إلى خبرة الصين في مجال تكنولوجيات الطاقة النظيفة على أنها مهمة في مساعدة تركيا على تحقيق هذه الأهداف.
بصورة عامة، فإن الشراكة بين بكين وأنقرة تجعل البلدين لاعبَين مهمين في تحول الطاقة العالمية وقطاعات الطاقة المتجددة.
ومع اشتداد المنافسة والتعاون في هذه المجالات، يؤكد تعاونهما الأهمية المتزايدة لحلول الطاقة المستدامة، ويُبرِز القيمة الإستراتيجية لتعاونهما في تحقيق الأهداف المشتركة.
بدورها، عززت الصين وتركيا شراكتهما في مجال تحول الطاقة، مع التركيز على عدّة مجالات رئيسة:
الطاقة النووية: يقترب البلَدان من وضع اللمسات الأخيرة لاتفاقية إنشاء محطة للطاقة النووية ذات 4 مفاعلات في تركيا، وهو ما يمثّل ثاني مشروع للصين في البلاد.
الطاقة المتجددة: يهدف كلا البلدين إلى تعميق تعاونهما في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع حرص تركيا على الاستفادة من الخبرة الصينية.
تخزين الطاقة والهيدروجين: يؤكد وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، أهمية الاستثمارات في تخزين الطاقة وتقنيات الهيدروجين لتحقيق أهداف تحول الطاقة.
المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة: تخطط الدولتان لتكثيف التعاون في تطوير المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة، لتعزيز جهودهما في مجال تحويل الطاقة.
إزالة الكربون وتغير المناخ: يلتزم كلا البلدين بخفض انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع هدف تركيا المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
التعاون الدولي ومبادرة الحزام والطريق: سهّلت مبادرة الحزام والطريق التعاون في مجال الطاقة، إذ تستكشف الصين وتركيا مشروعات مشتركة في بلدان ثالثة.
الآفاق الاقتصادية للتعاون في مجال الطاقة
يوفر التعاون فرصًا اقتصادية كبيرة، على سبيل المثال:
إمكانات الاستثمار: إن احتياطيات الصين الهائلة ورغبتها في الاستثمار تجعلها شريكًا جذابًا لتركيا، ما يفتح المجال أمام توسيع الاستثمار والتمويل.
التجارة الثنائية: تؤكد التجارة الثنائية المتنامية إمكان إقامة علاقات اقتصادية أقوى، ومن المتوقع أن يؤدي التعاون في مجال الطاقة إلى زيادة حجم التجارة.
خلق فرص العمل وتطوير البنية التحتية: يمكن للتعاون أن يحفّز خلق فرص العمل في قطاع الطاقة في أنقرة وتحديث البنية التحتية للطاقة من خلال مشروعات مختلفة.
التحول إلى طاقة أنظف: يمهّد التعاون الطريق لانتقال تركيا إلى مصادر طاقة أنظف، ما يقلل الاعتماد على الوقود التقليدي، ويعزز قدرتها التنافسية في أسواق الطاقة العالمية.
خاتمة
يشير التعاون العميق بين بكين وأنقرة في تحول الطاقة إلى خطوة مهمة للأمام، ذات آثار اقتصادية وبيئية بعيدة المدى.
وفي ظل سعي أنقرة إلى تنويع مزيج الطاقة لديها وتعزيز أمن الطاقة لديها، فإن التعاون مع الصين يمثّل مسارًا واعدًا.
وإلى جانب النمو الاقتصادي، تمتلك هذه الشراكة القدرة على دعم وتشجيع الابتكار، وخلق فرص العمل، وتطوير البنية التحتية، ووضع الأساس لمستقبل طاقة مستدام ومرن.
وفي عالم يركّز بصورة متزايدة على التخفيف من تداعيات تغير المناخ والتحول إلى الطاقة المتجددة، فإن التوافق الإستراتيجي بين الصين وتركيا يجعلهما لاعبَين رئيسَين في تشكيل مشهد الطاقة العالمي.
ومن خلال الاستفادة من نقاط القوة والموارد لدى كل منهما، يمكنهما تسريع التقدم نحو الأهداف المشتركة المتمثلة في إزالة الكربون والتنمية المستدامة.
ويؤدي هذا التعاون إلى تعزيز العلاقات الثنائية، ويدعم الجهود الإقليمية والدولية الأوسع نحو مستقبل أكثر خضرة وازدهارًا.
الدكتور أومود شوكري، الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الزميل الزائر الأول في جامعة جورج ميسون الأميركية، مؤلف كتاب “دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001”.
* هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..