هولندا تضع المغرب ضمن أبرز وجهاتها لاستيراد الهيدروجين

يسعى العديد من الدول الأوروبية إلى عقد اتفاقيات ومذكرات تفاهم لاستيراد الهيدروجين من المغرب، في إطار خطط القارة الخضراء لتأمين احتياجاتها من وقود الطاقة المستقبلي.

ووفق بيانات، حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، وقّعت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، مع نظيرها الهولندي روب جيتن، خطة عمل مخصصة للطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر للمدة 2024-2025.

وتحدد الخطة، التي وُقِّعت على هامش القمة العالمية للهيدروجين 2024 التي انعقدت في هولندا واختتمت أعمالها الأربعاء 15 مايو/أيار، خريطة طريق للتعاون الثنائي بين الجانبين، مع التركيز على تعزيز الشراكة على المستوى الحكومي، وتبادل المعرفة بشأن الإستراتيجيات والتشريعات، وتعزيز التعاون بين الشركات لتطوير مشوعات مشتركة لدعم التحول في مجال الطاقة وسلسلة الإمداد بالهيدروجين على المستوى الدولي.

وقال الوزير الهولندي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على “إكس”: “وقعت مع وزيرة الطاقة المغربية خطة عمل لتعزيز التعاون المشترك في مشروعات الطاقة والهيدروجين بالمغرب وصولًا إلى التصدير لهولندا”.

القمة العالمية للهيدروجين

ترأست وزيرة الطاقة ليلى بنعلي، وفدًا مغربيًا للمشاركة في أشغال القمة العالمية للهيدروجين 2024 في روتردام بهولندا، خلال المدة من 13 إلى 15 مايو/أيار 2024.

وجمع الحدث الدولي الكبير، الذي نظمه مجلس الطاقة المستدامة بالشراكة مع الحكومة الهولندية والفاعلين المحليين، قادة الطاقة في العالم وممثلي الحكومات لتعزيز الهيدروجين الأخضر وتسريع الانتقال العالمي للطاقة.

وسلّطت بنعلي، خلال مشاركتها في المائدة المستديرة الثانية رفيعة المستوى للمنتدى الدولي لتجارة الهيدروجين (IHTF)، التي انعقدت على هامش القمة العالمية، الضوء على تجربة المغرب في قطاع الطاقة المتجددة، واستثمارات المملكة الناجحة في البنية التحتية للطاقة، وأكدت المزايا الجيوستراتيجية لبلادها بوصفها ممرًا بين أوروبا وأفريقيا.

وأشارت بنعلي إلى عرض المغرب الخاص بالهيدروجين الأخضر، مشددة على أهمية وجود إطار تنظيمي سليم وشراكات دولية طويلة الأجل مربحة للجانبين لتحفيز التنمية التجارية في هذا المجال.

المغرب وتجارة الهيدروجين

شاركت بنعلي أيضًا في حلقة النقاش التي عقدها المنتدى الدولي للتغير المناخي إلى جانب وزير المناخ وسياسة الطاقة، نائب رئيس الوزراء الهولندي روب جيتن, والوزيرة الاتحادية للعمل المناخي والبيئة والطاقة والتنقل والابتكار والتكنولوجيا في الحكومة النمساوية ليونور جيوسلر، ورئيس مجلس إدارة شركة كاواساكي للصناعات الثقيلة المحدودة والرئيس المشارك لمجلس الهيدروجين ويوشينوري كانيهانا، بالإضافة إلى نائب رئيس شركة ليندي ممثلًا عن مجلس الهيدروجين ديفيد بيرنز، والمدير الإداري لميناء روتردام بودويجن سيمونز.

واستعرضت بنعلي، خلال الجلسة، مختلف المبادرات والمشروعات المغربية في مجال الانتقال الطاقي لتطوير قطاع الهيدروجين، والتي دفعت المملكة إلى الانضمام للمنتدى الدولي لتجارة الهيدروجين، بما في ذلك تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والمشتقات الأخرى بحلول 2030.

وقدّمت وزيرة الطاقة رؤية واضحة للمستثمرين حول مستقبل مشروعات البنيات التحتية في المملكة وحول أنابيب الغاز والهيدروجين المستقبلية والمواني الإستراتيجية التي يطمح المغرب إلى تشييدها، ووسائل مدها وربطها، بالإضافة إلى إزالة الكربون من مختلف القطاعات الحيوية، داعية إلى نشر ثقافة التعاون الدولي المشترك.

كما شاركت الوزيرة بنعلي في أعمال جلسة “تسليط الضوء على البلد: المغرب” خلال المنتدى الأفريقي للهيدروجين، إلى جانب المدير العام المنتدب للوكالة المغربية للطاقة المستدامة طارق حمان.

وأكدت التزام المغرب بتسريع الانتقال الطاقي في المملكة والعالم بوصفه خيارًا سياسيًا مدروسًا منذ أكثر من 15 عامًا.

وشددت بنعلي على الطبيعة الخاصة لتجربة المملكة في تسريع مشروعات الانتقال الطاقي وتطوير العرض المغربي في مجال الهيدروجين الأخضر، مشيرة إلى أن أفريقيا وأوروبا ستكونان مدعوتين خلال الأشهر الـ18 المقبلة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتسريع تطوير الهيدروجين الأخضر الأقل تكلفة والأكثر تنافسية.

مباحثات ثنائية

على هامش القمة، أجرت بنعلي محادثات مع نظرائها من عدة دول صديقة: مع وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول في الإمارات شريف العلماء، وأيضًا من النمسا ليونور جيوسلر؛ لمناقشة فرص تعزيز التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما الطاقة منخفضة الكربون والهيدروجين الأخضر.

وأتاح الاجتماع الثلاثي الذي عقدته ليلى بنعلي مع نظيرها الهولندي روب جيتن والمدير العام وممثل الوزير الاتحادي الألماني للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي كريستيان ماس، فرصة للبلدان الثلاثة لمناقشة سبل تطوير إطار تعاون ثلاثي في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، ولا سيما في صناعات الأسمدة والشحن والصلب.

وجمعت القمة العالمية للهيدروجين أكثر من 2000 مشارك رفيع المستوى، بما في ذلك ممثلو الحكومات والجهات الفاعلة في القطاع الخاص، لتبادل آخر التطورات في مشروعاتهم وإعلاناتهم حول كيفية توسيع نطاق نشر المصدر المستقبلي للطاقة في جميع أنحاء العالم.

واجتمع أكثر من 15 ألف متخصص في المجال مع أكثر من 500 شركة عارضة لوضع جدول الأعمال العالمي حول نشر الهيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..