أدّت تعديلات شركة جنرال إلكتريك فرنوفا (General Electric Vernova) لمواصفات التوربينات إلى وقف تنفيذ 3 مزارع رياح بحرية في نيويورك، في حين رفضت حكومة الولاية الأميركية توقيع العقد النهائي.
ووافقت حكومة الولاية -مؤقتًا- على المشروعات الـ3 في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (2023)، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكان من المقرر أن تنفذ عدة شركات مزارع الرياح البحرية الـ3 في نيويورك، هي: “أتنتيف إنرجي” Attentive Energy، التي تطورها عملاقة الطاقة الفرنسية “توتال إنرجي” TotalEnergies، بالإضافة إلى شركتي “ريز لايت آند باور” (Rise Light & Power) و”كوريو جنريشن” (Corio Generation)، المدعومة من شركة “آر دبليو إي” الألمانية (RWE).
ورغم أن كثيرًا من المناطق السكنية في أنحاء العالم تشهد اعتراضات على مشروعات طاقة الرياح عامةً بسبب الإزعاج الذي تسبّبه جراء الأصوات التي تطلقها عند التشغيل؛ فإن استطلاعًا للرأي، صدر يوم 6 فبراير/شباط الماضي، أظهر أن أغلبية واضحة من سكان المناطق الساحلية في أميركا يؤيدون تطوير طاقة الرياح البحرية في البلاد.
موافقة مؤقتة
بعد حصول جنرال إلكتريك فرنوفا على موافقة مبدئية من السلطات المحلية على تدشين 3 مزارع رياح بحرية في نيويورك، خلال الربع الأخير من العام الماضي (2023)، قرّرت الشركة تعديل نوع توربينات المشروعات من طراز “هالياد-إكس”، بقدرة 18 ميغاواط، إلى طراز أصغر، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الجمعة 19 أبريل/نيسان 2024.
وعلّقت السلطات المحلية المختصة بالبحوث والتطوير على رفض توقيع عقود 3 مزارع رياح بحرية في نيويورك، بعد هذا التعديل بطراز التوربينات المستعملة، والمخالفة لبنود الاتفاق المؤقت في السابق، قائلة، في بيان: “تسبّب ذلك في تعقيدات فنية وتجارية للمطورين”.
وأضافت: “لن نمنح الموافقة النهائية للمشروعات.. وقد نجري عليها منافسة في المستقبل”، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت المديرة التنفيذية لمجموعة تيرن فورورد (Turn Forward)، التي أجرت مسحًا قبل شهرين أظهر أن أكثر من ثلثي الأميركيين يؤيدون طاقة الرياح البحرية، ستيفاني ماكليلان، قد علّقت على ذلك قائلة: “أصبحت طاقة الرياح البحرية في أميركا محركًا اقتصاديًا، ويمكنها توفير عشرات الآلاف من الوظائف ذات الأجر الجيد، وتعزيز الاقتصادات المحلية، وإنشاء نظام كهرباء أكثر موثوقية وإنصافًا”.
وحقّقت مشروعات الرياح البحرية في أميركا عددًا من الإنجازات المهمة، وعلى سبيل المثال يجري تنفيذ أول مشروعين كبيرين في البلاد وتنفذهما شركة ساوث فورك ويند South Fork Wind في نيويورك، وفينيارد ويند Vineyard Wind في ولاية ماساتشوستس.
كما أن هناك المزيد من المشروعات في طور التنفيذ، بولايات فيرجينيا، التي من المقرر أن تحطم الأرقام القياسية، إلى جانب التطورات الجديدة في خليج المكسيك وقبالة سواحل ولاية أوريغون، ووسط المحيط الأطلسي، وخليج ولاية مين.
كما أعلنت ولاية نيوجيرسي، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، عقدين جديدين، ومشروعات إضافية متوقعة من نيويورك وماساتشوستس وكونيتيكت ورود آيلاند في عام 2024.
أنباء سيئة
يُعَد وقف تنفيذ 3 مزارع رياح بحرية في نيويورك من الأنباء السيئة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تعول على هذا النوع من المصدر المتجدد للطاقة ضمن مصادر أخرى في تحقيق المستهدفات المناخية والحياد الكربوني بحلول 2050.
وكانت مشكلات سلاسل الإمداد، ورفع سعر الفائدة الأميركية، من الأزمات التي واجهت مشروعات الرياح العام الماضي، ودفعت إلى إلغاء بعضها، وسحب مليارات الدولارات من استثماراتها من قِبل المطورين.
ورفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة بصورة متكررة، العام الماضي، حتى وصلت إلى 5.5%، لمكافحة معدلات التضخم المرتفعة.
وعقب بيان السلطات المحلية بشأن وقف تنفيذ 3 مزارع رياح بحرية في نيويورك، قال المتحدث الرسمي لشركة “فينيارد أوفشور” Vineyard Offshore، مطور المشروعات، أندرو دوبا، إن شركته تعتزم خوض المنافسة على أي مشروعات في مناقصات جديدة.
بينما أشارت شركة جنرال إلكتريك فرنوفا إلى نيتها مواصلة العمل مع كل أطراف صناعة مزارع الرياح البحرية في نيويورك لتطويرها بسرعة في الولاية، متجاهلةً التعليق على تبديل طراز توربين 3 مزارع رياح بحرية في نيويورك.
وقالت الشركة، في بيان: “نحن نعتقد أن تقنياتنا ستحصل على وضع أفضل في الصناعة لخلق وظائف ودعم سلسلة الإمداد في الجيل الجديد من مزارع الرياح البحرية في نيويورك وأبعد منها”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..