تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تشهد سوق النفط فائضًا كبيرًا في المعروض خلال بقية العقد الحالي (2030)، مع توقعات تباطؤ الطلب العالمي على الخام، بالتزامن مع سياسات تحول الطاقة، محذّرةً من أن الطاقة الفائضة قد تقوّض قدرة أوبك+ على إدارة الأسعار.

وبحسب تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، من المتوقع أن يفوق ارتفاع الطاقة الإنتاجية العالمية للنفط، بقيادة الولايات المتحدة ومنتجين آخرين في الأميركتين، نمو الطلب على النفط خلال مدة التوقعات (2023-2030).

وتقدّر وكالة الطاقة الدولية ارتفاع طاقة إنتاج النفط العالمية بمقدار 6 ملايين برميل يوميًا إلى نحو 113.8 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، لتفوق الطلب العالمي المتوقع بحلول العام نفسه (105.4 مليون برميل يوميًا)، بمقدار 8 ملايين.

وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مستويات غير مسبوقة للطاقة الإنتاجية الفائضة، باستثناء ذروة عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا عام 2020.

وتواجه توقعات الوكالة الدولية انتقادات كبيرة من صناعة النفط، مع تحذيرها من أن استمرار الإنفاق على النفط والغاز سيقوّض جهود العالم نحو تحقيق الحياد الكربوني.

توقعات المعروض العالمي من النفط

ترى وكالة الطاقة الدولية أن الطاقة الإنتاجية الفائضة يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على أسواق النفط، كونها قد تؤثّر سلبًا في الأسعار خلال السنوات المقبلة بصورة تضرّ الدول المنتجة للنفط في أوبك وخارجها، وكذلك صناعة النفط الصخري الأميركية.

ويقود المنتجون من خارج أوبك+ توسيع الطاقة الإنتاجية العالمية لتلبية الطلب، إذ يُتوقع أن تمثّل أميركا وحدها 2.1 مليون برميل يوميًا، بينما تسهم الأرجنتين والبرازيل وكندا وغايانا بنحو 2.7 مليون برميل يوميًا.

ويرصد الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، تطور إنتاج النفط الأميركي شهريًا منذ عام 2019:

وترى وكالة الطاقة الدولية أن نحو 45% من الزيادة المتوقعة في إمدادات النفط العالمية خلال مدة التوقعات (2023-2030) ستأتي من سوائل الغاز الطبيعي والمكثفات، ما يعكس التحول في الطلب إلى قطاع البتروكيماويات.

ومن المتوقع أن تشكّل السعودية والولايات المتحدة ثلثي صافي زيادة سوائل الغاز الطبيعي والمكثفات البالغة 2.7 مليون برميل يوميًا حتى عام 2030، بحسب تقرير آفاق سوق النفط متوسطة الأجل، الصادر اليوم الأربعاء (12 يونيو/حزيران 2024).

وعلى النقيض من ذلك، ستتوسع طاقة إنتاج النفط الخام بشكل أكثر اعتدالًا مقارنة بالاتجاهات التاريخية، مع توفير المنتجين من خارج أوبك+ أكثر من 80% من الزيادة المتوقعة.

توقعات الطلب على النفط

تتوقع وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط، ليصل إلى ذروته بحلول عام 2030، مع فقدان زخم الانتعاش المتعلق بوباء كورونا، والتقدم في التحول إلى الطاقة النظيفة.

ويزيد إجمالي الطلب العالمي على النفط من 102 مليون برميل يوميًا في عام 2023، إلى نحو 106 ملايين برميل يوميًا بحلول نهاية هذا العقد، حسب توقعات الوكالة الدولية.

ومن المتوقع نمو الطلب على النفط بنحو مليون برميل يوميًا العام المقبل، قبل أن يتباطأ إلى 0.7 مليون برميل يوميًا عام 2026، ثم يواصل تباطؤه خلال السنوات التالية، قبل أن ينكمش 0.1 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030.

وعلى الرغم من تباطؤ النمو، ما يزال من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 3.2 مليون برميل يوميًا إجمالًا حتى عام 2030، وفق السياسات الحالية.

ومن المتوقع أن تكون هذه الزيادة مدفوعة بالاقتصادات الناشئة في آسيا، خاصة الهند، وزيادة استهلاك وقود الطائرات والمواد الأولية من صناعة البتروكيماويات، لا سيما في الصين، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

على النقيض من ذلك، من المرجّح أن يواصل الطلب على النفط في الاقتصادات المتقدمة تراجعه المستمر منذ عقود، لينخفض ​​من 46 مليون برميل يوميًا في عام 2023، إلى أقل من 43 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.